Site icon IMLebanon

ارتفاع الأسعار يطرق أبواب الصائمين عشية رمضان في لبنان

FoodMarket2
مع بدء العد العكسي لحلول شهر رمضان المبارك هذا العام، وفي ظل تسارع وتيرة تحضيرات المواطن العادي لتأمين مستلزمات صيام الشهر الكريم، بدأت أسواق السلع الأساسية تشهد ارتفاعاً عشوائياً في اسعار هذه السلع.

ففي أسواق صيدا (رأفت نعيم)، وأنت تقوم بجولة فيها قبل أيام من بدء شهر رمضان المبارك، تجد نفسك أمام حركة ناشطة في قطاع بيع المواد الغذائية وخصوصاً اللحوم والدجاج والخضر والفاكهة. وفي الوقت نفسه تلاحظ تفاوتاً في الأسعار بين محل وآخر وبائع وآخر، بينما المواطن يفتش عما يمكن ان يوفر عليه بعض الأعباء المالية ليتمكن من الصمود «معيشياً« طوال الشهر الكريم.

في حديثك مع الناس يستوقفك همان مشتركان لدى معظمهم: هم تأمين مسلتزمات الصيام اليومية ويدخل فيه بطبيعة الحال ما يتعلّق بخصوصية الشهر المبارك من طعام وشراب ومأكولات وحلويات تشكل جزءاً من عاداته وتراث صيدا في رمضان، وبالتالي سيؤثر ذلك على ميزانية رب العائلة متوسطة الدخل، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بمعدومي الدخل. والأمر الثاني هو أزمة الكهرباء والمياه التي تتجدد بين الحين والآخر لتنغّص مع حلول الصيف على المواطنين حياتهم اليومية وفرحتهم في استقبال الشهر المبارك.

في سوق الخضر الرئيس في صيدا تطالعك حركة شهر رمضان المبارك قبل حلوله، بإقبال لافت من المواطنين على شراء الخضروات وخاصة تلك التي تدخل في إعداد الصحن الرمضاني اليومي لا سيما «الفتوش«.

ويقول البائع ابراهيم أبو سكينة «حتى الآن الأسعار عادية بالنسبة للخضر، ولكن نتوقع ارتفاعاً في الأسعار لأصناف معينة خلال الأيام القليلة المقبلة والسبب هو ارتفاع نسبة الطلب على هذه الأصناف.. ونحن كباعة مضطرين لأن نبيع بحسب السعر الذي نشتري به من التجار طبعاً مع هامش ربح بسيط. وأكثر الأصناف التي يزيد الإقبال عليها في رمضان الخس والفجل والخيار والبندورة والبقدونس.

ويقاطعه بائع آخر على مقربة منه بأن ارتفاعاً طفيفاً سجّل على أسعار بعض أصناف الخضر. وتقاطعهما «أم عدنان» وهي تنتقي بضع حبات من البندورة من على بسطة مجاورة: القصة ما وقفت على الخضر، شوف غلا اللحمة والدجاج، كيلو الدجاج صار بـ4500 ليرة، بعدما كان كل تلاتة كيلو بعشرة آلاف.. وسعر كيلو اللحمة شرحو كلو عم يغلى.. والله يعين رب العيلة والفقير».

بينما يرى أحمد مصري أن المشكلة لا تقتصر على الطعام والشراب، فنحن مقدمون على صيام في عز صيف شديد الحرارة، وفي ظل أزمة مياه وكهرباء تتكرر كل سنة«. المطلوب هو تأمين الحاجات الأساسية للناس ليتمكنوا من التفرغ لصيامهم. وأن تكون هناك رقابة على الأسعار من قبل المعنيين وخاصة على السلع الغذائية.

صور…

أما في صور، فيخيب تردي الأوضاع الاقتصادية وما وصف بقلة السيولة بيد المواطنين (فادي البردان)، آمال تجار المواد الاستهلاكية والتموينية مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك. هذه الخيبة التي كان يتوقعها هؤلاء أعادوها الى جملة من الأسباب التي لم تقتصر على السببين السابقين فقط بل تجاوزها الكثيرون ليضيفوا إليهما القول إن أسواق صور «ميتة» أصلاً وذلك منذ تاريخ بدء تضييق شوارعها في إطار مشروع الإرث الثقافي وإخلاء الأسواق من باعة المفرق من أصحاب البسطات ما أدى الى تقلص عدد الوافدين الى المدينة ليصل الامر الى حد الندرة واقتصاره في بعض الأحيان على السياح وعناصر القوات الدولية الذين يكتفون بالتقاط الصور والمغادرة فيما حلت الأسواق في القرى مكان أسواق صور وتحولت كل بلدة الى مدينة تتوفر فيها كل حاجات المستهلكين.

بعض من هؤلاء التجار من أصحاب التعاونيات الاستهلاكية أبدوا بعضاً من تفاؤل أعادوه الى الحصص التموينية التي يشتريها النازحون السوريون بموجب بطاقات صادرة عن مؤسسات دولية أو التي يشتريها عدد من المحسنين لصالح عائلات مستورة في صور ومحيطها وهم بدأوا فعلاً بتوضيبها استعداداً لإرسالها الى تلك العائلات بموجب الوائح اسمية ولفتوا إلى أن عمليات الشراء هذه تحرك السوق وعمليات البيع والشراء.

وإذا كان هذا النوع من التجار قد تجاوز محنته فإن كثيراً من أصحاب المهن الأخرى لا «يستفتح«، وإذا ترزّق فإن ما يناله لا يكفي لسد بعض من حاجياته ومن بين هؤلاء القصابون الذين اعتاد أحدهم ان يبيع يومياً ما يقارب الـ كيلوغرام في السابق ليجد نفسه اليوم لا يبيع أكثر من عشرة كيلوغرامات.

هذا ويراهن عدد من هؤلاء التجار فقط على الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم آخر كل شهر، ويشير هؤلاء بالرغم من ذلك فإن حركة الأسواق لن تشهد إلا نشاطاً محدوداً لثلاثة أيام على الأكثر يكون الموظف قد أنفق راتبه خلالها.

وكان عدد السوريين قد انخفض في الآونة الاخيرة بسبب الإجراءات الأمنية وعدم وجود كفلاء وعدم توفر قيمة الكفالات لدى السوريين فإن من بقي منهم ولم يعد الى بلاده لا يزال يعيش حياة اقل من تعيسة سواء من ظروف السكن حيث لا بدائل عن الأكواخ المغطاة بأكياس البلاستيك وفي أحسن الأحوال بالخيش او توفر فرص العمل مع توقف أعمال التصدير للمنتجات الزراعية ما سيجعل من الصوم حملاً ثقيلاً على الكثير من العائلات من بينهم حيث الكثير من أطفالهم لا يجدون ما يسترون به عوراتهم.