في خضم التطورات التي تضغط بثقلها على المنطقة وارخت حالا من الجمود القاتل على الساحة السياسية اللبنانية الداخلية، وفي موازاة المواقف المعلنة والمتباينة حيال العديد من الملفات المطروحة راهناً، يبقى الوضع الامني العام القائم داخليا بمثابة الرئة التي يتنفس منها اللبنانيون ويفترض تاليا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات الجارية، ان يستفيد المسؤولون من هذا المناخ من اجل اعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية ولو بالحد الادنى في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية يبقى المحرك الاساس لعمل هذه المؤسسات والضامن تاليا لاستمرار الاستقرار واعادة تحريك عجلة الاستثمار الاقتصادي في البلاد.
واضافت المصادر انّ من المهم جدا الاتعاظ مما هو حاصل حولنا وفي المنطقة واعادة حصر رهانات الافرقاء على الحوار الجاد والبناء بين اللبنانيين من اجل ايجاد حلول لمشكلاتهم القائمة والمطروحة.
وفي السياق، اشار نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل للوكالة “المركزية”، الى انّ الاتصالات والاجتماعات على المستوى الحكومي من جهة وفي اتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة ثانية، قائمة ويتولاها في شكل اساسي ومباشر رئيس الحكومة تمام سلام الذي ابقى على تنسيق مستمر معه من اجل تدوير الزوايا الحادة في الملفات المطروحة سياسيا وامنيا وتوسيع مروحة هذه الاتصالات مع الافرقاء السياسيين لتجاوز الخلافات التي تبقى ثانوية في حال استمرار التدهور والانهيار.
وابدى ارتياحه للتفهم الحاصل نتيجة هذه الاتصالات وابرزها تأكيد رئيس المجلس استمرار مشاركة وزراء حركة امل في الحكومة ما يبقي مناخ الميثاقية المطلوب قائما ويمكّن مجلس الوزراء تاليا من تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الدقيقة والضاغطة والمحفوفة بالمخاطر.
واعتبر مقبل ان ما يطمئن هو وجود نحو 60 مليار دولار في احتياط المصرف المركزي، ونحو مئتي مليار دولار كودائع في المصارف اللبنانية لافتا الى ان ما يطمئن اكثر هو طريقة ادارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للوضع النقدي بحيث لم تؤثر الاوضاع العامة القائمة على دورة المواطن اللبناني النقدية خصوصا بينه وبين المصارف.
واكد ان ما يجعل الاوضاع مستقرة على رغم الاجواء القائمة حولنا وانعكاسه السياسي على افرقاء الداخل هو ان المسؤولين يمارسون صلاحياتهم كل في موقعه، وتاليا يبقى الاجدر بحث المواضيع والملفات المطروحة على مجلس الوزراء في اوانها وعدم استباق البحث فيها خصوصا اذا كانت هناك تعقيدات حيالها.
واوضح مقبل في هذا الاطار انّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووجود المسؤول الاول على رأس الدولة كفيل بما لا يقبل الشك ولا الجدل باستقامة عمل السلطات وانتظام دورتها، لافتا الى ان انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان في العام 2008 بعد فترة فراغ دستوري، اعاد اطلاق عجلة الدولة بكل مؤسساتها واجهزتها بعد فترة الفراغ تلك. وكشف لـ”المركزية” ان اعتدة عسكرية اميركية بقيمة نصف مليار دولار تقريبا تتضمن صواريخ “لايزر” وعدد من طائرات “أ 29” سيبدأ شحنها الى لبنان نهاية العام المقبل بعد ان يكون الكونغرس الاميركي اعطى الموافقة وهي متوقعة في خلال الشهرين المقبلين.
واشار الى ان الدفعة الثانية من المساعدات الفرنسية تحت عنوان الهبة السعودية ستبدأ بالوصول الى لبنان فور انتهاء وصول الدفعة الاولى التي وصل معظمها.
وختم مقبل بالاشارة الى ان الوضع الامني يبقى خطا احمر دوليا وحتى في الداخل يحرص الافرقاء جميعا عليه على رغم حدة خلافاتهم لانه يبقى المعبر الوحيد والضروري لحل الاشكاليات القائمة وفي طليعتها انتخاب رئيس متى تلتقي عقارب الساعة الاقليمية والدولية ايذانا ببدء مشوار الحل.