توقع خبراء الاقتصاد، أن يضرب الجفاف الاقتصاد الزراعي في الهند، ما يهدد خطط رئيس الوزراء ناريندرا مودي لانتشال الملايين من سكان الريف من الفقر وتعزيز شعبية حزبه الحاكم.
وقالوا، إن الاقتصاد الزراعي قد يتقلص في الهند خلال السنة المالية الحالية لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات بسبب الجفاف، حيث تفتقر نحو نصف الأراضي الزراعية لوسائل الري وتعتمد أساسا على الأمطار الموسمية.
ويواجه المزارعون لأول مرة منذ نحو 30 عاما جفافا أو أحوالا تقترب من الجفاف للعام الثاني على التوالي. وخلال آخر جفاف ضرب البلاد بين عامي 2009 و2010، نما الاقتصاد الزراعي في الهند بنحو 1 بالمئة فقط، بينما تجمع كل المؤشرات على أن التحديات في العام المالي الحالي الذي بدأ في أبريل الماضي، يمكن أن تتسبب في انكماشه (الاقتصاد الزراعي) بنحو 4 بالمئة، وسيكون بذلك أول انكماش منذ 2002.
ويقول دي. اتش. باي باناديكر من مؤسسة ار. بي. جي البحثية، إن انكماش اقتصاد الهند الزراعي الذي يشكل نحو 16 بالمئة من إجمالي الاقتصاد، ربما ينجرّ عنه انخفاض إجمالي في معدل النمو بنحو 0.6 أو 0.7 بالمئة. وأضاف أن ذلك الانخفاض يمكن أن يؤثر أيضا على إجمالي معدل النمو إلى ما دون 7.3 بالمئة الذي تحقق في العام المالي 2014–2015.
وبدأت الأمطار الموسمية في الهطول بعد أن تأخرت هذا العام، لكن ذلك لم يبدد مخاوف صغار المزارعين، الذين يطالبون الحكومة بتسريع صرف التعويضات عن تضرّر محاصيلهم.
وكانت مجموعة من صغار المزارعين قد نظمت احتجاجا على تأخر دفع التعويضات عن محاصيلهم المتضررة.
وقال اوداي فير سينغ وهو مزارع من بلدة متهورا بولاية اوتار براديش الشمالية “طفلاي يذهبان الى مدرسة خاصة وعليّ أن أدفع 25 الف روبية (391 دولارا) كل ستة أشهر، وقد أضطرّ إلى إخراجهما من المدرسة”.
وفيما فاقم الجفاف الذي ضرب الهند للموسم الثاني على التوالي، معاناة سكان الريف الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل وحيد، يواجه حزب بهارايتا جاناتا الحاكم أيضا تحديات كبيرة لتنفيذ خططه الإصلاحية، ومن ضمنها مكافحة الفقر.