Site icon IMLebanon

جيب بوش يترشح رسمياً للرئاسة مبتعداً عن الارث السياسي للعائلة

Jeb Bush

 

 

 

للمرة الثالثة خلال 27 سنة، يعلن مرشح ينتمي الى عائلة بوش عن ترشحه لمنصب الرئاسة. هذه المرة جاء دور جيب بوش، الحاكم السابق لولاية فلوريدا المهمة نجل رئيس اسمه جورج، وأخ رئيس اخر اسمه جورج ايضا، الذي دخل أمس رسميا سباقا مزدحما بالمرشحين الجمهوريين، من موقع ضعيف نسبيا، لان ادائه الاولي مرشحاً غير معلن، كان متعثرا، الامر الذي ابرز الناحية السلبية المرتبطة بعائلة او سلالة بوش السياسية.

واللافت هو ان جيب بوش اعلن عن ترشحه رسميا بحضور زوجته كولومبا، المكسيكية الاصل، واولاده، وبغياب والده وشقيقه اللذان سبقاه الى البيت الابيض. الاكثر من ذلك، هو ان جيب بوش حاول في الاسابيع والايام الاخيرة ان ينسي الناخبين ان اسمه الثاني هو بوش، حين بثت حملته شريط فيديو كمقدمة للاعلان الرسمي، حمل فقط اسمه الاول : جيب . ومن هنا كان تركيز جيب بوش في خطابه أمس على سجله كحاكم لولاية فلوريدا، وخصوصاً النمو الاقتصادي الذي شهدته الولاية خلال ولايته.

ويعاني جيب بوش ايضا من عبء التوقعات الاولية المبالغ فيها. وقبل اشهر كان هناك اعتقاد سائد في اوساط الحزب الجمهوري ان جيب بوش في هذا الوقت المبكر من السباق سوف يكون في الطليعة ان كان في مجال جمع التبرعات من الممولين الكبار في الحزب الجمهوري او الذين ينتمون الى ما يسمى “المؤسسة الجمهورية”، أم بالنسبة لموقعه في استطلاعات الرأي.

ولكن جيب بوش يدخل السباق الان، وهو من بين المتقدمين ولكنه قطعا ليس في موقع المتفوق. وصحيح انه جمع تبرعات مالية كبيرة، الا انه ليس متقدما في استطلاعات الرأي، كما ان مشاعر “حتمية” حصوله على ترشيح حزبه قد تبخرت كليا، الامر الذي يفسر ترشح عدد من السياسيين الجمهوريين الذين كانوا قد ترددوا في دخول السباق لانهم توقعوا ان يكون جيب بوش متقدما جداً بحيث يصير ترشحهم نوعا من المغامرة المكلفة ، ومن بينهم السناتور ماركو روبيو، الذي يمثل ولاية فلوريدا والذي كان حليفا قويا لجيب بوش، وحاكم ولاية اوهايو جون كاسيتش.

والان يبدو ان انتماء جيب بوش الى عائلة معروفة، ليس بالضرورة عاملا ايجابيا، بل يمكن اعتباره عاملا سلبيا نظرا للانتقادات القاسية التي تعرض لها اسم العائلة في السنوات الاخيرة عقب الحرب المكلفة في العراق التي بدأها شقيقه والتي لا تزال مستمرة منذ 2003. ويرى بعض الجمهوريين ان حصول بوش على ترشيح حزبه، ودخوله في سباق الى البيت الابيض في مواجهة هيلاري كلينتون، سوف يحرم الجمهوريين من تركيز انتقاداتهم على هيلاري كلينتون بصفتها زوجة رئيس سابق، تعتقد انها يجب ان تنتخب لانها تنتمي الى عائلة كلينتون. هؤلاء الجمهوريون يدركون، ما يدركه اميركيون كثر، وهو عدم ارتياح شريحة واشعة من الناخبين من سباق رئاسي بين ممثلين عن سلالتين سياسيتين، حيث طغى اسمي بوش وكلينتون على حقبة سياسية مستمرة منذ 1988.

وقال بوش ان ازدهار وأمن الولايات المتدة هو في الميزان، ورأى ان الديموقراطيين لا يعدون بأي شيء جديد باستثناء مواصلة السياسات ذاتها التي ادت الى عودة بطئية للغاية للاقتصاد . وشدد على ان “اميركا تستحق أكثر من ذلك” واضاف ان الديموقراطيين وعدوا “ببرنامج عمل تقدمي يتضمن كل شيء باستثناء التقدم”، وتابع “والسؤال هو ما الذي ستفعله البلاد في هذا الشأن، وبالنسبة لي الجواب هو انني قررت ان اترشح لمنصب الرئاسة”. وكرر ما يفعله جميع المرشحين الدجمهوريين، أي مهاجمة واشنطن كعاصمة للجمود والكساد السياسيين، مشددا على انه قادر على اصلاح الخلل السياسي في واشنطن، لانه حقق ذلك كحاكم لولاية فلوريدا.

وكما كان متوقعا تحدث بوش عن عائلته، لكنه ركز على استقلاليته، وعلى الطريق الخاص الذي شقه لنفسه بنفسه، لاقناع الناخبين بانه يستحق الدعم بصفته الخاصة وبسبب سجله، وليس لانه ينتمي الى عائلة بوش.