ماري هاشم
يبشر هذا الصيف ليس بـ «سياحة واعدة» فحسب، إنما أيضاً بحركة عقارية «متفائلة» تُخرج السوق من جمودها لسنوات خلت، لتستقطب طلبات المغتربين واللبنانيين العاملين في الخارج وغيرهم.
هذا ما أعلنه نقيب الوسطاء والإستشاريين في لبنان رئيس «الجمعية اللبنانية للشؤون العقارية» مسعد فارس الذي قال في حديث إلى «الديار»: بدأنا نلاحظ منذ أسبوعين، تحركاً لافتاً في السوق العقارية لم تشهده منذ نحو أربع سنوات، ونشعر بحركة خليجية وحركة لبنانية – عربية في اتجاه الشقق السكنية في لبنان. لا أعلم ماذا حصل في هذين الأسبوعين لكن الإتصالات بدأت تتكثف من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج للإستفسار عن الشقق والأراضي في المناطق اللبنانية كافة، لكن البيع لم يبدأ بعد. وتطرح الأسئلة حول الشقق الفخمة وليس المتوسطة أو الصغيرة، بجغرافيتها ومساحتها وأسعارها وكل مقوّمات البيع والشراء.
ـ «الناس لم تعد خائفة من الوضع» ـ
وأوضح أن «المتصلين يستفسرون عن المشاريع السكنية في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً من منطقة الرملة البيضاء وصولاً إلى الأشرفية مروراً بوسط بيروت وكليمنصو، هذه السوق التي كانت تقريباً ميتة وفقدت أي نوع من الحركة التشغيلية، عادت في الوقت الراهن محور استفسار ومحط طلب لافت.
وأشار إلى أن هناك «حركة اتصالات ملحوظة ومستغربة في آن في توقيتها الذي بدأ منذ أسبوعين فقط»، وعزا فارس هذه القفزة النوعية، إلى أن «الناس اعتادت على طبيعة الوضع الأمني والسياسي في لبنان، بعدما كانوا خائفين منه على مدى الأربع سنوات الأخيرة، وتأكدوا طوال تلك الفترة أن لبنان موجود وباقٍ، ولمسوا أن برغم الحرب في سوريا ونزوح مليون سوري إلى أراضينا وهم يأكلون من طعامنا، لم يحصل شيء في لبنان بل لا يزال صامداً».
وإذ لفت إلى أنها «حركة السوق حالياً لا يمكن وصفها بالممتازة، إنما الحمد لله تبقى جيدة برغم ظروف لبنان والمنطقة»، مذكّراً بأن «لبنان يبقى كطائر الفينيق، وهو يهتز لكنه لا يقع، فاللبناني يعلم جيداً كيف يسيّر أموره ويواجه التحديات بنجاح وبطولة مفرطة، إذ مرّ لبنان في تاريخه بحروب وصعوبات وضيقات اقتصادية، كما أن حركة الأعمال في لبنان تتوزع بين سنتين جيدة وسنتين أخريين سيئة. لكن في الفترة الأخيرة مررنا بفترة حرجة اقتصادياً امتدت أربع سنوات، إنما نشكر الله على أن الحركة خرجت من جمودها في هذين الأسبوعين، وأنا من جهتي متفائل كثيراً في أن الأمور ستتحسن قريباً جداً بإذن الله، وستسجل السوق العقارية نشاطاً مهماً في الأيام المقبلة».
وعن واقع الأسعار، قال «إنها مقبولة جداً، وهناك مرونة كبيرة لدى البائع والمطوّر لعلمهما بضرورة بيع الشقق الموجودة، فيفتحان باب التفاوض مع الشاري حول خفض الأسعار».
ـ النشاط العقاري في الخارج ـ
وعن حركة العاملين في القطاع في اتجاه الخارج والمشاريع العقارية التي يقوم بها المطوّرون اللبنانيون في عدد من البلدان، قال فارس: الجميع يبادر إلى إقامة مشاريع عقارية في الخارج، لكوننا مضطرين إلى العمل محلياً وخارجياً في ظل الظروف الراهنة. إننا نفتش عن الأمان، تداركاً لأي تطوّر يحصل على الساحة الداخلية ويؤثر على وضع القطاع ونشاطه، برغم أن حركة السوق العقارية اليوم بدأت تتحسن، لكن ذلك لا يعني أن الأمور تسير على أكمل ما يرام، أو أنه يؤشر إلى حدوث شيء عظيم، إنما هذا التحسن قد يكون موقتاً.
وعن أحدث المشاريع المقامة في الخارج، قال: لدينا مشاريع في إسبانيا، وآخرون يملكون مشاريع عقارية في قبرص وألمانيا. هناك إقبال من الداخل الإسباني، والسوق الإنكليزية والنرويجية، لكن لا إقبال من قبل اللبنانيين على الشراء في إسبانيا أو غيرها.