زار رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، حيث كان في استقباله رئيس الغرفة توفيق دبوسي، وقد عقد لقاء حضره رئيس إتحاد بلديات الفيحاء ورئيس بلدية طرابلس عامر الطيب الرافعي ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة ورئيس إقليم الكتائب الشمالي مارك عاقوري ورجل الاعمال إحسان اليافي. واكد الجانبان صيغة من الشراكة والتكامل العضوي المتواصل بين كل من الغرفة والمجلس بإعتبارهما ممثلين للمصالح العليا للقطاعين الخاص والعام وهو كذلك خلاصة لمسيرة التعاون الممتدة من سنوات طوال ولمجموعة كبيرة من الإهتمامات المشتركة وبشكل محوري بقضايا طرابلس والشمال الإنمائية والعمرانية وتقدم سير العمل في خطط ومشاريع البنى التحتية واللوجستية التي يوفرها مجلس الإنماء والإعمار في إطار وضع الملفات الإنمائية والإعمارية فنيا وتقنيا موضع التنفيذ الفعلي وتعطي قوة الدعم المرتجى لتحفيز الحركة الإقتصادية في مدينة طرابلس ومناطق الجوار والتي تتلاقى مع توظيف إمكانيات وقدرات وخبرات غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في إطار استراتيجيتها التي ترى في طرابلس رافعة للإقتصاد الوطني بفعل المكانة التي تحتلها المدينة والموقع التاريخي الإستراتيجي الذي تمتلكه بإعتبارها حاضنة للمرافق والمؤسسات العامة والخاصة وباتت في المرحلة الراهنة المدينة الواعدة للاستثمار وجواذبه بعدما أصبحت المساهم العملي في تدعيم مرتكزات المشاريع الإستثمارية التي أطلقت من فترة قريبة وتتمثل بالمنطقة الإقتصادية الخاصة بطرابلس، وكذلك الاهلية التقنية واللوجستية التي يتحلى بها مرفأ طرابلس كشريان تجاري حيوي ولا سيما انه في حال جهوزية خدماتية مستجدة ومتقدمة لرصيف للحاويات بطول 600 متر وعمق 15 متر ويصل الى عمق 17.5 من الأمتار في القريب العاجل.
دبوسي
بداية رحب توفيق دبوسي بالمهندس نبيل الجسر وبكافة الحاضرين، مشيرا الى أن “زيارته الكريمة تأتي في إطار برنامج الزيارات المتواصلة التي يقوم بها لتعزيز قراءتنا المشتركة في كيفية تحقيق برامج التنمية المستدامة. ونحن لنا ملىء الثقة بالطاقة الكبرى والكفاءة العالية التي يمتاز بها الصديق والاخ الرئيس نبيل ونحن فخورون بمسيرة التعاون معه ليس لأنه إبن طرابلس التي نحب ونعتز وإنما لأنه قامة علمية عليا تتمتع بقدرات مميزة في الإمساك في الملفات الإنمائية فنيا وتقنيا ويمتلك متابعة دقيقة للجوانب التنفيذية لهذه الملفات وإنجاحها وهذه ميزة طالما أدركنا كفاءته بها ليس على النطاق المحلي وحسب وإنما على المستوى الوطني بكل ما يعني هذا التوصيف من شمولية وديناميكية تظلل كل المناطق اللبنانية مشاريع وبرامج في الإنماء والإعمار وعلاقات عربية شقيقة ودولية صديقة بإعتبارها جهات داعمة ومانحة لعدد من المشاريع التي يحتاج اليها لبنان بكل مناطقه ومكوناته”.
وقال دبوسي: “لقد زارنا الصديق المهندس نبيل في محطات سابقة وكانت أكثر المراحل التي خيم عليها التفلت الأمني وظروف إتصفت بالقساوة وضمن مناخ متشنج إرتفعت فيه اصوات ما كانت مدركة لمختلف الاعمال التي ينجزها مجلس الإنماء والإعمار ولما ستؤول اليه تلك الأعمال وغالبيتها كانت تتمحور حول طرق تنفيذ البنى التحتية وقضايا بيئية مختلفة ومع ذلك فإن سلة المشاريع الكبيرة، نثق تماما أن الظروف الظروف الراهنة ستساعد على بلورتها وانها مفيدة بالفعل لطرابلس ولمناطق الجوار”.
كما أعرب دبوسي عن تقديره العالي لما يتمتع به إبن طرابلس رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر من قدرات تفاوضية تساهم مساهمة فعلية في توفير كل البرامج الإنمائية التي ترفع من مستوى الخدمات العامة في كافة المناطق اللبنانية وفي كل المجالات والقطاعات، مثنيا على “ما حققه في الفترة الأخيرة من خلال توقيعه على الإتفاقية المتعلقة بالقرض الهادف الى إنشاء وتجهيز مسلخ مدينة طرابلس، والتي نرى فيها رافعة حقيقية لا بد منها لرفع مستوى سلامة الغذاء، وهو الخيار الذي جرى وضعه مؤخراً في أعلى سلم الأولويات الوطنية”.
وقال دبوسي: “اننا نستضيف شخصية متميزة وغير عادية وبصماته وبصمات مجلسه واضحة في كل متر من الأراضي اللبنانية بالرغم من كل الظروف الصعبة التي شهدها البلد وأمام المناخات السلبية الناجمة عن كل التجاذبات السياسية استطاع ان يلعب دورا اعماريا وبامكانه ان يلعب دورا أكبر في ظل الحالة الأمنية الراهنة المستقرة في طرابلس إذ من الواضح تماما أن الاجواء مقبولة وتمكننا من ان نبني بشكل راق وعلمي وايجابي وان نتحاور بطريقة ايجابية ايضا لنحقق نتائج تصب في مصلحة البلاد إقتصاديا وإجتماعيا”.
اضاف “إن لقاءنا اليوم نبحث فيه أفضل ما عندنا وباسلوب متميز منتج وبناء، ونحن متفائلون باستثمار جيد للمرحلة المقبلة ونحن قادرون على ان نتعاون مع مجلس الانماء والاعمار بشكل حضاري علمي وفني ونبني معا، بعد الاطلاع بشكل معمق على كل الملفات والمشاريع دون أن يمنعنا ذلك من الإستعانة بإختصاصيين وخبراء، واننا ودون ادنى شك قادرون على ان نشكل قيمة مضافة وان نطور عملنا وجهودنا وان نحدث تغييرا نوعيا مهما تتطلع اليه طرابلس لتستطيع أن تلعب دورا مسقبليا محليا وعربيا وعلى مستويات عدة سواء أكانت إقتصادية أو إنمائية وكذلك على مستوى الإعمار”.
وختم دبوسي بالقول: “اننا متمسكون حكما بالمهندس نبيل الجسر ابن طرابلس كشخصية لبنانية، وحكما نسعى للعمل يدا بيد لنكون في المرتبة المتقدمة ونصل الى المستوى الذي نطمح اليه لاننا نملك رؤية”، مؤكدا اننا “كلنا ثقة بالمهندس الجسر لنحقق التقدم الذي نريد مستفيدين من امكانياته وقدراته وشبكة علاقاته عربيا ودوليا لوضعها في خدمة لبنان وتأمين مصلحة طرابلس ومناطق الجوار التي ننتمي ونحب”.
الجسر
واشار نبيل الجسر في كلمته الى الصفات التي يتحلى بها الرئيس توفيق دبوسي وما يمتلكه من طاقات وقدرات تمكنه من أن يلعب دورا متمما لتطلعات مجلس الإنماء والإعمار ويساعد في أن تلقى مشاريعه المخصصة لطرابلس الكثير من التفهم من جانب أبناء المدينة والغيارى على جذب المشاريع المساعدة على النهوض بها إنماء وإعمارا”.
ولفت الجسر الى “أننا حينما نبحث في تنفيذ المشاريع المذكورة فنحن نأخذ بعين الإعتبار أن لمدينتنا طرابلس حظوة لدينا إذ من غير المنطقي ان نسهر على تنفيذ المشاريع في مختلف المناطق اللبنانية وأن لا نلتفت الى توفير رعايتنا لمشاريع تحتاجها المدينة وتتعطش الى تنفيذها. ولكن علينا أن نكون واقعيين وشفافين خلال هذا اللقاء لأنني لا أكتمكم معاناة مجلس الإنماء والإعمار من صعوبات كثيرة تواجه مشاريعه على نطاق طرابلس إذ هناك معوقات ناجمة عن عدم تفهم لعدد كبير من الرأي العام الطرابلسي والشمالي لأهمية المخططات التي أعدت خصيصا لمشاريع التمدين سواء من حيث الطرقات العامة والأوتوسترادات أو تلك التي تعود بالمنفعة على قطاعات إقتصادية معينة، وأعتقد بالنسبة لمشروع الارث الثقافي فقد اعترض المتعهدون من مشاكل ميدانية منها سرقة معدات واعتداء على العمال وفرض خوات، وكان على الدولة وعلى الجميع ان يوفر المساندة لإتمام المشروع”.
واشار الى ثمة معضلات اخرى تتعلق بعمل المؤسسات المحلية من توفير النظافة وبعض الإجراءات الاخرى التي تحافظ على موافقة الجهات المانحة من بنك دولي وسوى ذلك من مؤسسات دولية وهذه مسؤولية محلية، اذ ان بعض الأمور قد تؤدي الى تراجع هذه الجهات الدولية المانحة عن الدفع ومن هنا لا يجب ان ننظر الى سبب التأخير في استكمال المشروع حتى في مرحلته الاولى، والى الخلفيات الحقيقية لذلك، ولكن هل يعقل ان يكون مشهد موقع تطبيقات الإرث الثقافي على ما هو عليه من مظاهر غير مقبولة على الإطلاق، واقل ما يقال فيها انها تشوه صورة طرابلس مدنيا وعمرانيا وجماليا”.
الرافعي
وكان لرئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي مداخلة تمحورت حول “المسؤولية العامة لكل مكونات المجتمع الطرابلسي، لافتا الى ان “الشأن العام مسؤولية مشتركة وانه لا يجوز أن يتنصل احدنا من تحمل المسؤوليات وإلا فقد روح الإنتماء الى المدينة التي نتطلع الى خير ابنائها وتطوير بنائها العمراني وإزالة كل المظاهر التي لا تمت الى صورتها التي طالما إمتازت بالجمال والبناء والعمران والتخطيط والنظافة والاهم إلتزامنا بالحفاظ على تراثنا وتقاليدنا الحضارية والمدنية وأن الجميع مدعوون لتحمل مسؤلياتهم”.
كبارة
من جهته رأى عبد الغني كبارة مستشار دولة الرئيس لشؤون الشمال أن من حق الرأي العام في طرابلس والشمال أن يطلع على ما يقوم به ويحققه مجلس الإنماء والإعمار لأن المشاريع ولا سيما تلك المخصصة لطرابلس ومناطق الجوار يجب أن يكون للرأي العام المعلومات الكاملة عن إنجازات المجلس، وعلى سبيل المثال فإن خان العسكر قد تم ترميمه وفقا لمعايير العمارة التاريخية، وتم إخلاء كل قاطينيه وتم تأمين بدائل لإقاماتهم، كما يجب أن يحاط الرأي العام بكافة التكاليف التي يوفرها المجلس لتنفيذ المشاريع المعدة، لأن لا يجوز أن تبقى أعمال مجلس الإنماء والإعمار مغمورة، إضافة الى ضرورة معرفة كل المعوقات التي تواجهه تطبيقات هذه المشاريع خصوصا مشروع الإرث الثقافي الذي بدا متعثرا ولا يزال في مرحلته الأولى”.
وخلص المجتمعون الى الإتفاق على ضرورة التواصل من أجل التعاون لأهمية التكامل في الجهود المشتركة لمتابعة تنفيذ مختلف المشاريع الحيوية وإعداد كل الملفات التي من شأنها تعزيز حركة الإنماء والتطوير والتحديث في طرابلس وكل مناطق شمال لبنان.