هلا صغبيني
تشهد الساحة المصرفية اتصالات مكثفة قبل ايام معدودة على عقد الجمعية العمومية لجمعية مصارف لبنان في التاسع العشرين من الجاري لانتخاب مجلس ادارة جديد لولاية جديدة لسنتين وابراء ذمة المجلس الحالي والاستماع الى التقرير الاداري للجمعية.
واوضحت مصادر مصرفية مطلعة لـ»المستقبل» ان الاتصالات تتركز على تجنيب الجمعية الخوض في عملية انتخابية لان الاوضاع الراهنة لا تحتمل اي تطور جديد في السوق المصرفية، في وقت يتم التداول بمعلومات مفادها توافق المصارف على التمديد للرئيس الحالي فرانسوا باسيل (الذي تم انتخابه في تموز 2013 خلفاً لرئيس مجلس ادارة الاعتماد اللبناني جوزف طربيه) ولنائبه سعد ازهري لسنتين اضافيتين. علماً ان معلومات اخرى اشارت الى اسم رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير كمرشح محتمل على رئاسة الجمعية، وهو موضوع ليس بالجديد. فصفير كان يطمح الى التغيير في العام 2007 مدعوماً بمجموعة من المصارف الصغيرة والمتوسطة والاسلامية والعربية والاجنبية، لكنه، وبعد اتصالات حثيثة انضم الى لائحة التزكية التي رأسها باسيل في حينه.
وفي هذا الاطار، كشفت المصادر عن اجتماع تم مساء اول من امس بين ستة مصارف «قررت الا تكون طرفاً مع اي فريق ضد فريق اخر واكدت في المقابل انها لا تفضل الانتخابات«. واشارت المصادر اياها الى انه يتم التسويق لفكرة بان تكون الرئاسة مداورة لسنة بين باسيل وصفير على غرار ما حصل في السابق بين رئيس مجلس ادارة بنك عوده، ريمون عوده، وبين باسيل.
من جهتها، اكدت مصادر مصرفية اخرى رفيعة المستوى ان الجهد المنصب اليوم هو لتجنيب الجمعية معركة الانتخابات مهما كان الامر، موضحة ان الاتصالات تتمحور اليوم حول تأمين التزكية (12 مرشحا) للحؤول دون الاضطرار الى خوض الانتخابات.
فهل تنجح هذه الاتصالات في اقناع صفير على بلوغ التزكية، ام يبقى مصمماً على خوض المعركة الانتخابية؟
وهل تنجح الاتصالات في التوافق على تسمية رئيس مجلس ادارة بنك بيروت والبلاد العربية غسان عساف بدلاً من رئيس مجلس ادارة بنك الموارد مروان خير الدين العضو الحالي في الجمعية، وذلك في اطار اتفاق سابق على تبادل المناصب بينهما.
ويكتسب هذا الانتخاب اهمية خاصة بفعل الدور الذي يلعبه القطاع المصرفي وانخراطه الواسع في الاقتصاد، حيث لا تزال المصارف مهيمنة على النظام المالي، باعتبارها المموّل الأكبر للأفراد والمؤسسات، والمساهم الاكبر في تمويل جزء كبير من العجز العام. كما اثبت قدرة كبيرة على تحمّل الصدمات والأزمات وتخطّيها، وبقي صامداً أمام الصدمات الماليّة بصرف النظر عن طبيعتها وأسبابها، ولا يزال يعتبر ملاذاً امناً للتوظيفات المحلية والاجنبية. ويتمتع القطاع المصرفي بنمو ملحوظ ومتواصل على صعيد ميزانيته، بالاضافة الى السيولة المرتفعة (20 مليار دولار سيولة جاهزة للاقراض اليوم).
ولابد هنا من التذكير بمساهمة المصارف في تفعيل نتائج مؤتمر باريس 2، والتي جاءت عبر الاكتتاب بما يوازي 3,66 مليارات دولار بسندات خزينة من دون فائدة، تجسيداً لارتباطها العضوي والحيوي بالاقتصاد الوطني.
اشارة الى ان مجلس إدارة جمعية المصارف المنتخب في تموز 2013 برئاسة باسيل، مؤلف من الأعضاء التالية اسماؤهم: سعد ازهري (لبنان والمهجر)، تنال الصباح (اللبناني السويسري)، مروان خير الدين (الموارد)، فريد روفايل (اللبناني – الفرنسي وسيحل مكانه ابنه وليد)، محمد الحريري (بنك ميد)، انطوان صحناوي (سوسيتيه جنرال)، نديم القصار (فرنسبنك)، عبد الرزاق عاشور (فينيسيا بنك)، ريمون عوده (عوده)، جوزف طربيه (الاعتماد اللبناني)، سليم صفير (بنك بيروت).