IMLebanon

هل تنشر “اليونيفيل” على حدود سوريا؟

 

hezbollah-army

 

 

 

بعد فشله الذريع في استقطاب مقاتلي “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” لدخول عرسال بعد انتشار الجيش حولها على نطاق واسع، بدأ “حزب الله” في نهاية الاسبوع الفائت توجيه دفة المعارك نحو البلدات المسيحية مثل القاع ورأس بعلبك، التي شهدت معارك وصفتها أبواق الحزب الايراني بأنها “عنيفة وطاحنة” زاعمة ان ميليشيات الحزب قتلت من المهاجمين السوريين العشرات وأصابت عددا من آلياتهم، فيما أكدت المعارضة السورية خسارة عصابات حسن نصرالله في مرتفعات البلدتين وتكبدها عدداً من القتلى والجرحى اضافة الى ثلاثة اسرى.

وأكدت أوساط أمنية لبنانية، أن فتح “حزب الله” جبهتين قتاليتين أخريين الى جانب جبهة عرسال السنية مع المناطق المسيحية، “هدفه إشغال الجيش اللبناني بجبهة حربية أوسع تزيل عن كاهل الحزب الخسائر التي يتكبدها في الارواح والعتاد، وتنزل عنه عبء عمليات التجنيد شبه الاجبارية التي لم تعد أبداً بنفس المستوى السابق من المتحمسين والمغشوشين والشيعة الشباب”، فيما تؤكد جماعات مقربة من “حركة أمل” الشيعية بقيادة نبيه بري “ان حسن نصرالله لم يعد بذلك الرفض القاطع لنقل قوات دولية من “اليونيفيل” الى جبهة الحرب على الحدود السورية شرق لبنان، بل قد يكون أوصل موافقته المبدئية على نشر نحو خمسة آلاف جندي دولي في مرتفعات عرسال وصولا الى حدود البقاع الغربي الجبلية جنوباً وحدود عكار شمالاً، ما سيزيل عن كاهله ضخامة المسؤولية لإنقاذ جماعاته وإخراجهم من أوحال سورية”.

وقالت الأوساط الامنية لصحيفة ”السياسة” الكويتية إن “قيادتي الجيش واستخباراته وقوى الأمن الداخلي تدرك جيداً ألاعيب “حزب الله” التي لم تعد تنطلي على أحد، وهي – حسب بعض قادتها – لن تهب لمد يد المساعدة لجرائم نصرالله في سورية خصوصاً في قرى وبلدات القلمون السورية التي طالما كانت صديقة للقرى اللبنانية وتتشارك معها بعض جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في غياب نظامي البلدين عنها، وها هو “حزب الله” مع شبيحة الاسد يقتحمون هذه القرى ويقتلون شبابها ويدمرون منازلها ويحرقون محاصيلها”.

من جهتها، أعربت مصادر روحية مسيحية لبنانية عن قناعتها بأن هجمة نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم “الشرسة والخارجة على الأخلاق السياسية والاعراف المتبعة في التخاطب بين الناس، قد لا يكون هدفها الوحيد سوى إشعال البلاد من الداخل، فيما الجيش يحاول إطفاء حرائق “حزب الله” على حدود لبنان الشرقية والجنوبية، وجر الاطراف السنية والمسيحية والدرزية إلى خوض حرب قبل أوانها تغطي فشل قاسم ومعلميه في الضاحية وطهران في ما يقومان به من اعتداءات وقتل وتخريب في سورية، حيث أكدت التنسيقيات المعارضة في حمص ان 74 من أصل 82 قتيلا وجريحا سقطوا لجبهة النصرة والجيش السوري الحر في القلمون منذ بداية الحرب فيها قبل نحو شهر، هم من السوريين الملتحقين بالثوار، وان الباقين هم لبنانيون بينهم دروز، وهذا ينفي كل مزاعم “حزب الله” الكاذبة عن وجود داعش هناك”.

وقالت المصادر الروحية لـ”السياسة” إن “ثورة التجريح والحقد والتطرف المذهبي والديني التي أصابت لوثتها نعيم قاسم، إنما جاءت على خلفية إصابته بخسائر فادحة في معارك جرود عرسال ورأس بعلبك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية التي حصدت نحو 40 من ميليشيات الحزب بينهم اربعة من القادة البارزين المحسوبين على قاسم الذي شارك شخصياً في تشييع اثنين منهم في الجنوب والبقاع”.