كشف السفير الاسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين أن حكومة بنيامين نتانياهو كانت وراء الاتفاق الأميركي – الروسي بشأن التخلص من السلاح الكيميائي لدى بشار الأسد، الأمر الذي أنقذه من ضربة جوية أميركية – فرنسية، ونسف صدقية الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام العالم بعد تراجعه عن “الخط الأحمر” الذي رفعه في وجه الأسد في حال قيامه باستخدام اسلحة كيميائية ضد المدنيين.
وفي مقال نشره موقع “بلومبرغ” الإثنين، أن السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن كشف في مذكراته التي سوف تنشر الشهر الجاري، أن أحد وزراء حكومة نتنياهو البارزين كان وراء الاتفاق الاميركي ـ الروسي الذي أنقذ رئيس النظام السوري قبل عامين من ضربة عسكرية اميركية مقابل موافقته على تدمير ترسانته الكيميائية عقب قصف نظام الأسد الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية، ما أسفر عن آلاف الشهداء من المدنيين.
وقال إيلي لايك في مقاله في “بلومبرغ” إن إسرائيل ساعدت بشكل مباشر الرئيس الأميركي في تجنب توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد اثر تجاوزه “الخط الأحمر” واستخدامه أسلحة كيميائية ضد شعبه. ونقل لايك عن مذكرات أورين أن وزير الاستخبارات حينها يوفال شتاينيتس كان صاحب الاقتراح بعقد الصفقة التي نسفت صدقية اوباما أمام العالم بعد تراجعه عن التزامه بالقيام بعمل عسكري ضد الأسد في حال استخدامه اسلحة كيميائية ضد المدنيين، وأن الوزير الاسرائيلي دفع بالفكرة إلى الحكومة الروسية، وأن نتنياهو لقي الترحيب من الرئيس الأميركي للتحرك في هذا الاتجاه.
وفي مذكرات أورين أن إسرائيل لم تعارض ضربة أميركية ضد الأسد في أواخر آب 2013 بما يؤدي الى إضعاف حلفاء إيران في المنطقة، ولكنه أشار الى أن نتنياهو ووزيره ساعدا أوباما على تخطي الخطوط الحمراء حول كيميائي الأسد وتجاوز الضربة الأميركية ضد نظام بشار، التي كان يعتقد أورين أنها واقعة لا محالة.
وقال أورين في مذكراته إن نتنياهو كان يسعى وراء الكواليس لتجنيب الأسد ضربة عسكرية وإزالة وتدمير ترسانته الكيميائية بشكل سلمي، وهذا ما كانت تبحث عنه موسكو بقوة، وإن نتنياهو تلقى الضوء الأخضر من أوباما في هذا الشأن.
وكانت واشنطن في آب 2013 مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربة للأسد بعد تأكيد مفتشي الأمم المتحدة أن نظام دمشق استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة، ولكن بعد موافقة سوريا وروسيا على خطة نزع السلاح الكيميائي خفت الحماسة الأميركية لمعاقبة الأسد لاستخدامه أسلحة دمار شامل.
وبعدما تم العمل بالاتفاق الأميركي – الروسي الذي كان منشأ فكرته إسرائيلياً، تبين أن الرابح من هذا الاتفاق هو الأسد وإيران، حسبما يقول أورين، الذي تابع ورأيت كيف أن الأسد تحول من جزء من المشكلة الى جزء من الحل.
ومنذ العام 2013 حسب “بلومبرغ”، لم يتوقف الأسد عن استعمال البراميل المتفجرة وغازات الكلور ضد شعبه، بل هناك أدلة على أنه لم يتخلص من كل ترسانته الكيميائية وأن الولايات المتحدة أبلغت أن هناك بعض بقايا غاز السارين في منشأة كيميائية سورية.
وفي وقت ظهر أن مقترح وزير الخارجية جون كيري كان اقتراحاً مرتجلاً، إلا أن نظيره الروس سيرغي لافروف تلقف المبادرة واتصل بوزير الخارجية السوري، ليتحول كلام كيري حول تجنيب الأسد ضربة عسكرية في حال تخليه عن أسلحته الكيميائية، إلى قرار لمجلس الأمن في هذا الشأن.
إلا أن بعض المسؤولين الأميركيين الكبار أوضحوا أن الإسرائيليين دعموا فقط الخطة الأميركية الروسية التي لم يكن منشؤها إسرائيلياً؛ حسب ما صرحوا.