أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “ان إعلان النيات مع “التيار الوطني الحرّ” أنهى مرحلة طويلة من الخصام السياسي الحاد استمرت أكثر من 25 عاماً، ومهّد الطريق في الوقت عيْنه الى تفاهمات مستقبلية ممكنة”، لافتاً الى “اننا الآن في مرحلة التفاهمات السياسية، وأوّلها كان الاتفاق مع “التيار الحر” على أولويات التشريع في البرلمان، وانتقلنا الى محاولة الإتفاق على ملف آخر أساسي في هذه المرحلة، كنا ناقشناه سابقاً ولم نتوصل الى تصوّر موحّد حياله، ونحن نكمل مناقشته وهو الانتخابات الرئاسية، وتباعاً سنناقش كل القضايا السياسية التي تُطرح على الساحة في سعيٍ للإتفاق عليها”.
وشدد في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية يُنشر غداً على أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لن يصبحا حزباً واحداً او لديهما موقف واحد من كل تفاصيل الحياة السياسية في لبنان، إنما حزبين تربطهما علاقة طبيعية جداً ويحاولان التفاهم على أكبر قدر ممكن من القضايا المطروحة”.
جعجع أكّد أنّ موقف “القوات اللبنانية” هو الأكثر وضوحًا بين الأحزاب في لبنان، بدليل أنّ مواقفها لم تتغيّر قيد أنملة لا الآن ولا قبل شهر ولا قبل أشهر أو أعوام، ممازحًا “وكأن الوضوح في الموقف السياسي لا يستقيم إلا في مهاجمة عون؟ طبعاً لا”.
وأضاف: “لا شك في أنّ عون يقاطع جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية، لكن في تقديري ان العامل الرئيسي في تعطيل الإنتخابات يتمثل في موقف “حزب الله”. ورأى أنّ الهدف من كلام قاسم تثبيت المقاطعة للإنتخابات وليس رفْع حظوظ عون، لأنه لو كان الأمر كذلك بالفعل ألم يكن بإمكان “حزب الله” القيام بالمساعي اللازمة مع حليفه الرئيس نبيه بري من جهة ومع النائب وليد جنبلاط من جهة أخرى، فيتيح فرصة لوصول عون كما فعل عندما دفع بالرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة؟ وتالياً هذا يدلّ على أن طرْح “حزب الله” هو لتعطيل الإنتخابات الرئاسية بهدف وضعها ورقة على طاولة المفاوضات والمساومات الإقليمية وليس اي شيء آخر”.
ورأى أنّ التحرك الذي يقوم به بري وجنبلاط مفيد وجدّي وأتمنى أن يكملا بمساعيهما بما يضمن الخروج من هذا المأزق بأقلّ خسائر ممكنة”، مؤكداً “ان كل التطوّرات تدلّ على ان التفاهمات التي أتت بالحكومة الحالية ما زالت قائمة، بل بقوة أكثر، وذلك بصرف النظر عن بعض العقبات هنا وهناك”.
وفيما خصّ قانون الإنتخاب وقانون إستعادة الجنسية، لفت الى اعتبار هذين العنوانين يساهمان في ترسيخ الإستقرار السياسي في البلد ويحضّران لمرحلة جديدة أفضل على كل الصعد”.
ولفت الى أنّ المؤتمر التأسيسي مجرّد شعار، ولا يمكن ان يحصل مثل هذا الأمر اذا كان هناك فريق لبناني واحد غير موافق عليه.
وعن الوضع في عرسال في ظل عمليات “حزب الله” في الجرود والكلام عن سيناريو جديد له علاقة بالساحل السوري وكأن هناك عملية فرز وضمّ جديدة؟ ردّ جعجع: “بصراحة لستُ مطمئناً الى الوضع، ولكنني مطمئن الى انه اذا طرأت مستجدات، وهذا امر ممكن، فإن الجيش اللبناني بنظرته الى الأمور والترتيبات التي يتخذها سيكون قادراً على استيعاب مثل هذا المستجدات واحتوائها وتذليلها. وأمل ان يرجع “حزب الله” الى البيت اللبناني لأن هذا أفضل الحلول وأقصرها.
وختم بأنّ نظام الأسد إنتهى منذ زمن، إذ لا يمكن الحديث عن نظام ما زال موجوداً في بلد يسقط فيه يومياً عشرات القتلى.