Site icon IMLebanon

تقلب اليورو والدولار يعقِّد التوقعات

EuroUSD

روجر بليتز وكلير جونز

الآن، نحن نعرف ما هو الشيء الذي ربما قالته أنجيلا ميركل للرئيس باراك أوباما حين كانت تفتح ذراعيها في تلك الصورة الملتقطة على هامش قمة مجموعة السبع في بافاريا الأسبوع الماضي. “هل لديك أي فكرة عن عدد الشركات الألمانية التي تعاني بسبب قوة اليورو؟ هذا الكم الكبير!”.

مخاوف العملة تدور في ذهن المستشارة ، كما أوضحت يوم الجمعة عندما اشتكت من قوة اليورو.

اقتصاد منطقة اليورو الذي يعصف به الانكماش استفاد من فترة الضعف المستدام التي يمر بها اليورو. في أيار (مايو) 2014 كانت قيمة اليورو تعادل 1.40 دولار، وفي آذار (مارس) كانت 1.05 دولار ومن المتوقع أن تنخفض دون مستوى التكافؤ.

لكن الربع الأول البطيء للاقتصاد الأمريكي عمل على تأخير رفع أسعار الفائدة الذي طال انتظاره من قبل الاحتياطي الفيدرالي وقدم نغمة تصحيحية للدولار/اليورو – زوج العملة الأكثر نشاطا.

هذا لقي ترحيبا من كثير من الشركات الأمريكية التي عانت بسبب قوة الدولار في إيراداتها عن الربع الأول – لكنه لقي استياء من نظيراتها الأوروبية.

ومن الجدير بالذكر أن تطور الأحداث المتعلقة باليونان بشكل متزايد، لم يترك إلى الآن انطباعا سلبيا على اليورو، وكانت العملة أكثر ثباتا بنسبة 4.5 في المائة منذ نيسان (أبريل).

لذا، تسببت تعليقات المستشارة الألمانية في وضع مستثمري العملات في حالة تأهب، خاصة أنها جاءت في أعقاب نفي البيت الأبيض فكرة أن أوباما كان يشكو في قمة مجموعة السبع بشأن الدولار القوي. تنبه المتداولون إلى توتر العملات بين المحركين الاقتصايين. ويستطيع أدريان أوينز، مدير صندوق العملات لدى GAM أن يتفهم وجهة نظر ميركل. فهو يقول إن الدولار كان قبل عام “ضعيفا تماما فوق الحد”. أما اليوم، فإن تداوله يجري فقط بمعدل متوسط السنوات الـ 40 الماضية.

ويضيف: “قد يقول معظمنا إن الدولار ينبغي أن يكون نوعا ما فوق المتوسط، نظرا للتنوع في الاقتصادات. ينبغي أن يكون الدولار أقوى، والكثير من العملات الأخرى، ولا سيما اليورو، يجب أن تبقى أضعف بكثير”.

ومثلما كانت قناة العملة الضعيفة جزءا مهما من برنامج التسهيل الكمي للاحتياطي الفيدرالي، فإنها جزء من لعبة البنك المركزي الأوروبي في جهوده لشراء السندات، رغم أن البنك المركزي الأوروبي لن يقول هذا علنا.

ولأن كثيرا من الاقتصاديين يتوقعون قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة هذا العام، يتجه البنك المركزي الأمريكي نحو الخروج من برنامج التسهيل النقدي النشط.

وكان البنك المركزي الأوروبي يأمل في أن يعمل الاختلاف في السياسة النقدية على جانبي الأطلسي على إضعاف اليورو مقابل الدولار. لكن سعر الصرف كان أكثر تقلبا مما يود محافظو البنوك المركزية. وفي حين أن الاحتياطي الفيدرالي كان يشتري السندات في سوق واحدة، ينبغي للبنك المركزي الأوروبي التداول في 19 سوقا للسندات، ما يعقد هدفه البالغ 60 مليار يورو في الشهر.

وتم إرشاد الأسواق نحو الخروج عندما قال البنك المركزي الأمريكي إنه قد يبدأ في إبطاء عملية شرائه للسندات عندما تحولت البيانات الاقتصادية لتصبح أكثر إيجابية.

وكان البنك المركزي الأوروبي أكثر غموضا حول ما يمكن أن يقوده إلى الانسحاب التدريجي من شرائه للسندات قبل تاريخ الانتهاء المتوقع في أيلول (سبتمبر) 2016. قال إنه سيحافظ على وتيرة شرائه إلى أن يشهد صناع السياسة تعديلا مستداما في مسار التضخم على نحو يتوافق مع عودة التضخم إلى الهدف البالغ أقل من 2 في المائة في المدى المتوسط.

وتعمل تعقيدات برنامج التسهيل الكمي لمنطقة اليورو على إثارة سوق السندات المتقلبة، وهذه بدورها تعمل على دفع اليورو للأعلى مقابل الدولار. ومثل هذا الاضطراب في أسواق السندات يجعل البنك المركزي الأوروبي أقل يقينا بخصوص اتجاه اليورو.

يقول ماثيو كوبون، من كولومبيا ثريدنيدل، إن تحولا خفيا قد حدث: “لم تعد العملات هي المحرك الرئيسي للأسواق المالية”. ويضيف: “يتم توجيهها من قبل تحركات أسواق أسعار الفائدة”.

ويلاحظ سايمون ديريك، كبير استراتيجيي العملات في بنك نيويورك ميلون، وجود علاقة ترابط حادة بين التداول باليورو/الدولار والتغيرات في فروق العائدات ما بين سندات الخزانة الأمريكية وسندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات. ويقول: “الفرق في العائدات هو الكل ونهاية لكل شيء”.

لماذا تسير العائدات نحو الارتفاع؟ يرتفع التضخم في منطقة اليورو، لكن وتيرة التحركات الأخيرة لعائدات سندات الخزانة الألمانية “مذهلة”، بحسب ديريك. تستند أحدث تنبؤات موظفي البنك المركزي الأوروبي إلى أسعار صرف تبلغ 1.12 دولار وتظهر ارتفاعا في التضخم إلى 1.8 في المائة في عام 2017. وإذا استمر اليورو في اقترابه من مستواه الحالي، فقد يكون صناع السياسة في فرانكفورت قانعين بذلك. لكن التحركات الحادة في أي الاتجاهين قد يكون لها أثر قوي في توقعات الاقتصاديين المتعلقة بالتضخم. ويشتبه ديريك في أن اقتراب نهاية اللعبة بالنسبة لليونان يلعب دورا كبيرا. ويقول: “بغض النظر عما سيحدث، لا بد أن يكون هناك شطب للديون”. ويضيف: “منطقة اليورو بأكملها تعتبر مسؤولة عن الديون اليونانية”.

ربما تقوم اليونان حتى بسحب اليورو للأسفل، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن. وبحسب ديريك، القلق بشأن اليونان ينبغي أن يكون قد تسبب في انخفاض اليورو وليس رفعه.

ويتابع: “ارتفاع حاد في اليورو يعمل على تعقيد كامل السوق. ما تقوله ميركل من الناحية العملية هو أن المطاف ربما انتهى بنا إلى الحصول على عملة أقوى، ونحن نخسر الآن لعبة حروب العملات”.

من اللافت للنظر مدى الهدوء الذي يظهر على أوباما في الصورة التي التقطت في بافاريا.