أشارت دراسة أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية ونشرت نتائجها أمس الأربعاء إلى ان زيادة الإنتاجية وانتهاج مبدأ الابتكار في قطاع الزراعة في البلاد يبشران بالتحول إلى إنتاج حاصلات تقوم على ما يعرف باسم «الاقتصاد الحيوي» الذي يدعم الملايين من فرص العمل ويسهم في الاستغناء عن الوقود الحفري.
وقال توم فيلساك، وزير الزراعة الأمريكي في مقابلة «نحتاج إلى ان نفكر بعقول منفتحة فيما يتجاوز الوقود والطاقة في ان هناك فرصا مذهلة في الكيماويات وفي الانزيمات وفي المواد البلاستيكية الحيوية وفي منتجات الغابات». وأضاف «إنه نوع من الفرص التي قد تحدث ثورة حقيقية وتغير من شكل الاقتصاد الامريكي حتى يصبح أكثر توازنا».
وأمرت الوزارة بوضع هذا التقرير، الذي يحمل عنوان «تحليل الآثار الاقتصادية لمنتجات الصناعة الامريكية القائمة على الاقتصاد الحيوي»، إعمالا لقانون الزراعة الاتحادي لعام 2014. وتولى مهمة وضع التقرير فريق برئاسة متخصصين في جامعتي ديوك ونورث كارولاينا.
ودرس التقرير موضوع الاقتصاد الحيوي أو العمليات التي تقوم على استغلال الموارد النباتية والحيوانية المتجددة لإنتاج الغذاء والوقود والمواد الأخرى.
ومن أبرز الموضوعات المتعلقة بالاقتصاد الحيوي الوقود الحيوي كإنتاج كحول الايثانول من الذرة، وهي التقنية التي اتسع نطاقها بسرعة بفضل الدعم الحكومي خلال السنوات العشر المنصرمة.
لكن التقرير استبعد بدرجة كبيرة موضوعات الطاقة والغذاء والثروة الحيوانية والمستحضرات الدوائية، كي يبرز قطاعات أقل شهرة مثل البلاستيك الحيوي – وهي لدائن مشتقة من مصادر متجددة من الكتلة الحيوية مثل الخضروات والدهون والزيوت ونشا الذرة ونشا البازلاء- والكيماويات ذات المنشأ الحيوي والغابات والمنسوجات.
وقال التقرير «اجمالي مساهمة صناعة المنتجات ذات المنشأ الحيوي في الاقتصاد الامريكي بلغ 369 مليار دولار عام 2013 علاة على تشغيل أربعة ملايين عامل».
وقالت الوزارة ان لديها نحو 20 ألفا من المنتجات ذات المنشأ الحيوي في قاعدة معلوماتها «الحيوية المفضلة» وان هذا الرقم يزيد بصورة شبه يومية.
وقالت الدراسة «فيما يتعلق بالقيمة الدولارية للمنتجات المباعة فان حجم المبيعات المباشرة للمنتجات ذات المنشأ الحيوي عام 2013 قدرت بنحو 126 مليار دولار التي جلبت ايضا 126 مليار دولار في صورة مبيعات غير مباشرة ومبيعات مستحثة قدرها 117 مليار دولار». وتحل المواد ذات المنشأ الحيوي محل النفط في مجالات الصناعات الكيماوية، وفي إنتاج المواد كاستخدام الألياف الطبيعية في أغراض التعبئة والتغليف والعزل كبديل عن المواد التخليقية مثل مادة ستايروفوم.
وقال التقرير «تشير تقديراتنا إلى ان استخدام المنتجات ذات المنشأ الحيوي تحل حاليا محل نحو 300 مليون غالون من النفط سنويا. يكافئ ذلك سحب 200 ألف سيارة من على الطرق».
وأوصى التقرير بان تساند وزارة الزراعة إنتاج مواد تقوم على العناصر الحيوية مع اتخاذ خطوات أخرى للتوسع في قطاع الاقتصاد الحيوي.