IMLebanon

السفير: “داعش” يسعى للتفاوض بشأن العسكريين؟

makhtoufin-4

أوحى الاتصال الذي تلقاه الشيخ وسام المصري (المفاوض السابق حول قضية العسكريين) من أحد قيادات تنظيم “داعش” في جرود القلمون، وأبلغه فيه أن العسكريين التسعة المخطوفين لدى التنظيم هم على قيد الحياة وأنهم بخير، ودعوته الى الصعود مجدداً الى الجرود لاستئناف المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم، أن ثمة حالة من الارتباك يعيشها التنظيم جراء المعارك التي يخوضها ضد “حزب الله”، والحصار المفروض عليه، وأنه يحاول الاستفادة من قضية العسكريين لفرض شروط جديدة أو الحصول على مكتسبات ميدانية جراء استئناف عملية التفاوض.

ويشير الاتصال أيضا الى أنه ربما تكون قيادة “داعش” قد شعرت بأن المفاوضات التي يجريها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع “جبهة النصرة”، تتجه نحو نهاية سعيدة بمعزل عنها، الأمر الذي دفعها الى المبادرة باتجاه الشيخ المصري، أو ربما يكون الأمر مناورة لغاية في نفس مسؤولي “داعش”…

بغض النظر عما يمكن أن ينتج من هذا الاتصال، إلا أن مجرد الإعلان عن أن العسكريين التسعة بخير، فإن ذلك ساهم في تبريد قلوب الأهالي الذين ينتظرون منذ ثلاثة أشهر خبراً يطمئنهم عن أبنائهم، خصوصا بعدما أشيع أن تنظيم “داعش” نقلهم الى مدينة الرقة السورية.

سارع الشيخ وسام المصري الى إبلاغ الأهالي، وخصوصا عائلة المؤهل إبراهيم مغيط التي قامت بعد ظهر أمس الأول بقطع الطريق الدولي بين طرابلس وشكا قبالة بلدة القلمون احتجاجا على عدم ورود أية معلومة عن العسكريين المخطوفين لدى “داعش”، كما أبلغ الأجهزة الأمنية المعنية، من أجل اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً بهذا الخصوص.

ويقول المصري لـصحيفة “السفير”: “تلقيت اتصالا من جرود القلمون صباح أمس، وأبلغني المتصل بأنه أحد قيادات تنظيم الدولة الاسلامية، وأكد لي أن العسكريين التسعة على قيد الحياة وهم بصحة جيدة، وطلب مني استئناف المفاوضات إذا كان ذلك ممكناً”.

ويضيف المصري: “لم يكشف المتصل عن مكان وجود العسكريين التسعة، بالرغم من سؤالي عن المكان، لكنه قال لي: لا أستطيع أن أتحدث في هذا الموضوع على الهاتف”.

وأكد المصري أنه مستعد لاستئناف مهمته التفاوضية من جديد، لكنه يريد تكليفاً واضحاً وصريحاً من الدولة، لأن الصعود الى الجرود مهمة خطرة جدا، وتحتاج الى تغطية رسمية كاملة، لافتا الانتباه الى أنه ينتظر جواباً من الأجهزة المعنية التي وضعها في أجواء الاتصال الذي ورده.

ويقول نظام مغيط (شقيق المؤهل المخطوف لدى “داعش” إبراهيم مغيط) “كنا في السابق نقطع الطريق من أجل دفع المفاوضات، وبعد مرور عشرة أشهر قطعنا الطريق من أجل الحصول على معلومة تطمئننا على العسكريين المخطوفين”، مؤكدا “لسنا هواة قطع طرق، وما قمنا به أمس هو فقط من أجل لفت أنظار المسؤولين إلينا، ونحن نعتذر من كل أهلنا، ونحن عدنا وفتحنا الطريق لأنه لا يجوز أن نقطعها مع حلول شهر رمضان المبارك”.

ويؤكد مغيط أن الاتصال الذي ورد الى الشيخ وسام المصري من جرود القلمون، “أدخل الى قلوبنا بعضا من الطمأنينة، ونحن نشكره على مبادرته، وندعو الدولة الى أن تفتح له المجال من أجل القيام بالمفاوضات إذا كان قادراً على ذلك، ولا يجوز أن يكون التفاوض حقاً حصرياً لجهة معينة، بل يجب الاستفادة من أي شخص أو جهة يستطيع القيام بمساع إيجابية في هذا الملف، خصوصا أن المفاوضات اليوم محصورة فقط بجبهة النصرة، والاتصال الذي ورد أمس يؤكد أن لدى تنظيم الدولة الاسلامية نية للتفاوض”.