Site icon IMLebanon

المغترب اللبناني ثروة اقتصادية يجب الاستفادة منها

lEBANONTOURISM2
ريما زهار

ثروة لبنان في مغتربيه المنتشرين في أصقاع بلدان الإغتراب، غير أن تلك الثروة لا يمكن استثمارها من دون القيام بخطة إستراتيجية تشجع هذا المغترب أن يستثمر أكثر في لبنان.

يعتبر الخبراء أن تحويلات المغتربين اللبنانيين التي تمثل ما يقارب 15.4% من الناتج المحلي الإجمالي، ليست سوى الجزء المرئي من مساهمة المغتربين في الاقتصاد اللبناني، ولقد سجَّلت التحويلات السنوية زيادة بنسبة 6.1 مليارات دولار بين عامي 2005 و2009 وارتفعت إلى 7،2 مليارات دولار بين عامي 2010 و 2014.كما يقدم الخبراء عددًا من الاقتراحات من أجل المحافظة على العلاقات مع المغتربين اللبنانيين، وهي تلافي زيادة الضرائب على الودائع المصرفية وحتى خفضها، وإقرار مجلس النواب ثلاثة مشاريع قوانين أساسية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب التي تنام في ادراج المجلس، والإنضمام الى الإتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب، والتفاوض وعقد اتفاقات من اجل تجنب الإزدواج الضريبي بين لبنان ومعظم الدول التي تنضم الى منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية الدولية، وكذلك تحسين المناخ الإستثماري. وفي هذا الصدد يقول الخبير الدكتور لويس حبيقة ل”إيلاف” إن ما يقوم به وزير الخارجية اللبناني من جولات على المغتربين يشكل عاملاً إيجابيًا من أجل إشراك هؤلاء في تنمية الاقتصاد اللبناني، ولكن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك من خلال مساعدة وزارة الخارجية في تنظيم رحلات مباشرة إلى لبنان، وكذلك تنظيم اتفاقيات مع الفنادق لتخفيض الأسعار للمغتربين اللبنانيين، وهذا لم يحصل حتى الآن من خلال العمل على تسويق تجاري للعلاقة وزيارة المغتربين للبنان.علمًا أن عددًا من المغتربين اللبنانيين سوف يأتون هذا الصيف إلى لبنان والاتكال عليهم في تنمية اقتصاد لبنان.

دور المغترب

أي دور يلعبه المغترب اللبناني في تحسين الاقتصاد في لبنان؟ يشير حبيقة إلى الدور الكبير الذي يلعبه المغترب في هذا الخصوص، من خلال استهلاكه وزيارته للمناطق اللبنانية من خلال سياحته في لبنان، وهو يحرّك العجلة الإقتصادية كلها، وهذا أمر مهم جدًا.ويضيف:”نحن بحاجة ربما إلى مئتي ألف مغترب لبناني هذا الصيف كي يحركوا الاقتصاد في البلد”.

المغترب والسياسة

كيف يمكن إشراك المغترب اللبناني بسياسة البلد من أجل تشجيعه على المجيء إليه؟ يقول حبيقة إن المغترب اللبناني الذي هاجر منذ عقود لا يمكن إشراكه في العمل السياسي في لبنان لأنه بعيد عن أجواء البلد، فهو غير مطلع بالعموم على الأوضاع السياسيّة اللبنانيّة، وهذا لا يشمل تعاطي المغترب بالمواضيع الإقتصادية، فالمغترب يمكن أن يقوم بمشروع استثماري في لبنان، من خلال فتح مطعم أو فندق أو مزرعة.

لكن هل يكفي اليوم القيام بمؤتمرات من دون استراتيجية محددة واضحة لاستمالة المغتربين اللبنانيين من أجل تحسين وضع لبنان الإقتصادي؟ يجيب حبيقة أن المؤتمر الأخير الذي جرى في بيروت للمغتربين كان جيدًا، من خلال ربط المغتربين بقطاع الأعمال، ولكن يبقى العمل بطريقة فاعلة أكثر من خلال استمالة كبار المغتربين في البرازيل وكندا وغيرها من الدول من أجل تشجيع المغتربين اللبنانيين على الاستثمار أكثر في لبنان.و يعلق حبيقة أهمية كبيرة على مؤسسة “إيدال” وعملها في تشجيع الاستثمارات في لبنان، وعملها اليوم يبقى غير كاف، وعليها أن تعرض على المغتربين مشاريع من خلال إظهار أي مناطق يمكن أن يستثمر فيها المغترب وفي أي قطاعات.ويرى حبيقة ضرورة اهتمام السفارات اللبنانية في الخارج في استمالة المغتربين إلى لبنان، ودورها اليوم سياسي فقط لكن يجب أن يكون اقتصاديًا، وأن يتم تشكيل لوبي لبناني تجاري كي يستطيع أن يعرض مشاريع استثمارية أكبر في لبنان.