رأى المفاوض الأول والدائم في ملف العسكريين الأسرى الشيخ مصطفى الحجيري، ان ما يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن طرد المسلحين من جرود عرسال، هو ادعاء لتضليل الرأي العام عن حقيقة ما يهدف إليه، معتبرا انه لو كان حزب الله يريد فعلا حماية الحدود اللبنانية لكان مبدأ معركته من أراضي عرسال باتجاه الأراضي السورية وليس من جرود القلمون في الداخل السوري باتجاه لبنان في محاولة لحمل المسلحين على الانسحاب الى الأراضي اللبنانية، ما يعني من وجهة نظر الشيخ الحجيري ان استراتيجية السيد نصرالله تقضي بجعل المسلحين يتراجعون الى الحدود اللبنانية لإجبار الجيش اللبناني على دخول الحرب والتحاقه مرغما بركب المشروع الإيراني في مواجهة الثورة السورية.
ولفت الحجيري في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان على المضللين ان يفهموا ان المعركة في القلمون وجرود عرسال لا تختصر الحرب الدائرة على ساحة الأراضي السورية، ولن تغير شيئا في عزيمة الثوار للتحرر من نظام الأسد، لاسيما ان الثوار يقرعون اليوم باب الساحل السوري، مؤكدا بالتالي ان ما يقوله السيد نصرالله بأن حرب القلمون وجرود عرسال ستغير وجهة الحرب في كل سورية هو من باب استجداء التأييد الشعبي له والتهويل والحرب النفسية وصناعة الانتصارات الوهمية، مشيرا الى ان من لديه أدنى شك بهذا الواقع عليه ان يرصد استشراف واستشعار الزعيم الوطني وليد جنبلاط لنتائج الحرب السورية، خصوصا انه اول من بشر بسقوط النظام منذ اللحظة الأولى لسقوط اللواء 52 في درعا.
وردا على سؤال، أكد الشيخ الحجيري انه «في الوقت الذي بثت فيه قناة المنار خبر وجود امير النصرة ابومالك التلة في منزلي، كنت أرافق أهل العسكري الأسير جورج خوري لزيارته، حيث كان التلة بانتظارنا، وأيضا في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة الأخبار ان التلة صلى في عرسال، كان الأخير يعلن في بيان ان النصرة مجموعات وأفراد لن تدخل الى عرسال لأي غرض كان، وانها لا تريد المواجهة مع الجيش اللبناني، لأن معركتها ليست مع الأخير انما فقط مع النظامين السوري والإيراني، وأعوانهما في المنطقة، الا ان ما يريده حزب الله هو زرع الحقد والبغض في نفوس الطائفة الشيعية الكريمة ضد الاعتدال السنّي في لبنان، فتارة يصف حزب الله نواب ووزراء وقيادات تيارات المستقبل وعلى رأسهم الشيخ سعد الحريري بالدواعش وبمظلة الإرهاب والتكفير، وطورا ينسب إليهم التعامل مع اسرائيل بسبب تأييدهم ودعمهم للتحالف العربي في اليمن.
وفي سياق متصل، لفت الحجيري الى ان عرسال أهالي وبلدية وفعاليات، هي بحماية الله والجيش اللبناني والاعتدال السنّي بقيادة الرئيس سعد الحريري، وما من قوة من الجهتين اللبنانية والسورية ستستطيع مسها بسوء ما دام العماد قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية، فهو رجل قيادة بامتياز وستمدد ولايته شاء عماد الرابية وأسياده في حارة حريك ام أبوا، والأهم ان العماد عون لن يجلس ولو للحظة واحدة على كرسي رئاسة الجمهورية.