أحكمت فصائل من المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على منطقة استراتيجية في حلب بالتزامن مع استهداف أحياء تخضع لسيطرة القوات الحكومية في المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.
وقال المرصد “إن مقاتلي المعارضة تمكنوا الأربعاء من السيطرة على كامل ضاحية الراشدين، التي كانت القوات الحكومية تسيطر على أجزاء كبيرة منها”.
وإثر سقوط المنطقة، التي كانت تشكل خط دفاع أساسي عن مركز البحوث العلمية في المنطقة وهو مركز عسكري كبير، عمدت طائرات الجيش إلى شن غارات مكثفة على مواقع الحي وأحياء أخرى في حلب الشرقية.
في المقابل، قصفت المعارضة، التي تسيطر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في المدينة، حسب المرصد الذي تحدث عن مقتل ثمانية مدنيين الخميس في شارع تشرين جراء هذا القصف.
وكانت المعارضة صعدت في الأيام الأخيرة استهداف الأحياء الغربية، حيث قتل في القصف المدفعي والصاروخي 63 مدنيا على الأقل، بينهم 14 طفلا قضوا في سقوط قذائف على منطقة جامع الرحمن.
هذا وقال مدير المكتب الإعلامي في “تجمع فاستقم كما أمرت” أحد الفصائل المشاركة في “فتح حلب”: “تمكنت الفصائل المشاركة في غرفة عمليات فتح حلب عصر الأربعاء، من إحكام السيطرة على حي الراشدين داخل مدينة حلب بشكل كامل، بعد معارك عنيفة استمرت يومين ضد قوات الأسد، تمكن الثوار خلالها من تكبيد جيش الأسد خسائر في العدة والعتاد”.
وأضاف ورد الفراتي، “تجري الآن اشتباكات عنيفة بين الفصائل المشاركة بالعملية من جهة، وقوات الأسد وعناصر حزب الله من جهة أخرى، على أسوار مبنى البحوث العلمية الذي تتحصن بداخله”.
ورداً على سؤال عن أعداد القتلى الذين خسرهم جيش الأسد خلال المعارك الجارية، قال الفراتي: “قتل أكثر من 60 عنصراً، وتمكن الثوار من تدمير دبابتين وأربعة مدافع رشاشة من طراز 57 ملم ومدفعين من طراز 23 ملم”.
وأشار إلى أن الفصائل المشاركة في عملية تحرير “الراشدين” هي: حركة نور الدين الزنكي، ولواء الحرية الإسلامي، ولواء صقور الجبل الذي كان له دور فاعل في تدمير المدرعات والعربات التابعة لجيش الأسد بواسطة الصواريخ المضادة للدروع.
وفي سياق متصل، تمكنت الفصائل المقاتلة ضمن “غرفة عمليات فتح حلب” عصر الأربعاء، من إحراز تقدم جديد على حساب قوات الأسد والميليشيات الطائفية المساندة له في ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت على “كتلة الأفغان” الواقعة ضمن بلدة “باشكوي”.
تخوض مجموعات من الفصائل المقاتلة معارك طاحنة مجموعات من الفصائل المقاتلة ضد جيش الأسد والميليشيات المساندة له في المنطقة سعياً من الثوار لتحرير بلدة باشكوي بالكامل، وإن الكتلة التي تم تحريرها كان يتمركز فيها مجموعات من الميليشيات الأفغانية التي استقدمها نظام الأسد للقتال إلى جانبه، كما تمكن الثوار من قتل أعداد كبيرة منهم خلال المعارك.
وأكد قائد “غرفة عمليات فتح حلب” الرائد ياسر عبد الرحيم أن الثوار “يواصلون تقدمهم نحو مبنى البحوث العلمية الذي تتحصن بداخله قوات النظام بحي الراشدين، وانتقلت المعارك بيننا وبينهم إلى داخل أسوار المبنى”.
وأضاف عبد الرحيم، “سيتم خلال الساعات القليلة القادمة نشر بيان رسمي عن غرفة عمليات فتح حلب، وبث تسجيل مصور من داخل حي الراشدين وإعلانه محرراً بالكامل”.
ويحتل حي “الراشدين” موقعاً استراتيجياً في مدخل مدينة حلب، حيث يعتبر من أهم خطوط الدفاع التي يتحصن بها، ويحيط به العديد من الثكنات والمواقع العسكرية، أبرزها الأكاديمية العسكرية ومبنى البحوث العلمية، إضافة إلى مدينة الملاهي التي قام جيش الأسد بتحويلها إلى ثكنة عسكرية يستهدف منها المناطق الخارجة عن سيطرته بالمدفعية والصواريخ.
يأتي تحرير الحي بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها الفصائل المشاركة في “غرفة عمليات فتح حلب”، على جبهات ريف حلب الشمالي ضد “تنظيم داعش”، وأخرى في المدينة على مشارف أحياء “الخالدية” و”الأشرفية”، ضد قوات الأسد، فيما يواصل الطيران الحربي والمروحي تكثيف غاراته على المناطق والأحياء الخارجة عن سيطرته بالبراميل المتفجرة والصواريخ.