أوضحت أوساط رئيس الحكومة تمام سلام لصحيفة ”المستقبل” أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص على إبداء “اهتمام استثنائي” بزيارة رئيس الحكومة اللبنانية، بحيث عقد معه لقاءً مطوّلاً على مدى ساعة في قصر الاتحادية بحضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قبل أن يليه اجتماع موسّع بين الجانبين بحضور الوفد المرافق، ثم تعمّد في الشكل الخروج عن البروتوكول الرئاسي في وداع سلام من خلال مرافقته “حتى الباب”.
أما في المضمون، فنقلت الأوساط أنّ السيسي أكد لسلام أنّ “مصر مستعدة لمساعدة لبنان في كل ما يريد وعلى كافة المستويات”، متمنياً في الوقت عينه على اللبنانيين “تحصين وطنهم في مواجهة تحديات ومخاطر المرحلة”. كما تطرقت النقاشات إلى ملف الرئاسة اللبنانية، فتم تجديد الموقف المصري الداعي إلى “انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار”، مع التشديد على “دعم لبنان وجيشه في حربه ضد الإرهاب وتأكيد دعوة مصر إلى صياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب ووقف إمدادات السلاح والمال للتنظيمات الإرهابية”.
وعن اللقاء الذي عقده مع نظيره المصري، كشفت أوساط سلام لـ”المستقبل” أنّه خلال المحادثات التي تناولت بين الجانبين مروحة شاملة من المواضيع والملفات، أبدى محلب “استعداد مصر لمساعدة لبنان في عمليات نقل منتجاته الزراعية بناءً على طلب الرئيس سلام”، مشيرةً في السياق عينه إلى أنّ وزير الزراعة أكرم شهيّب سأل خلال الاجتماع أيضاً عن إمكانية تخفيض مصر الرسوم الجمركية والمرفئية ومبالغ الـ”Deposit” المطلوبة في مجال التصدير الزراعي والتي تُقدّر بقيمة 10 ملايين دولار، فأبدى رئيس الوزراء المصري استعداداً تاماً للتجاوب مع الطلبات اللبنانية قائلاً: “أرسلوا لنا بالتفصيل كل ما تريدونه ونحن جاهزون للمساعدة والتعاون”. كذلك اتفق الرئيسان سلام ومحلب على عودة اللجنة المشتركة بين البلدين إلى الانعقاد في الخريف المقبل بعدما كانت متوقفة عن الاجتماع منذ العام 2010.
وفي مقر جامعة الدول العربية، التقى رئيس الحكومة والوفد المرافق الأمين العام للجامعة نبيل العربي وتباحث معه في الأوضاع والتطورات العربية من كافة جوانبها، وأفادت أوساط سلام أنّ العربي حين سأله عن جواب لبنان على البروتوكول الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة الذي سبق أن أرسل إلى بيروت، اكتفى رئيس الحكومة بالقول: “طوْلوا بالكم علينا، الحكومة ما عم تجتمع”.