تزامناً مع الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة عصر الخميس، والتي أسفرت عن مقتل فلسطينيين واصابة 11 آخرين بجروح بينهم مدنيون، قالت مصادر فلسطينية مطلعة انّ وقفاً للنار تمّ التوصّل اليه في السابعة مساء، وتمّ الإلتزام به بنحو مقبول على رغم استمرار المناوشات داخل المخيم بين مجموعات لا يمكن التكهّن بمقصدها في هذا الوقت بالذات.
ولاحظت مصادر أمنية لبنانية انّ ما شهده مخيم عين الحلوة “مؤشر خطير يوحي بأنّ العودة الى مسلسل توتير المخيمات ستكون له نتائج وخيمة على سكان المخيم ومحيطه، والأخطر ان يكون ما حصل مزدوج الخلفيات، خصوصاً إذا ما تمّ ربطه بالخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية، وما أنتجَته المبادرات لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الضفة وغزة من جهة أو من نتائج الأزمة السورية التي تزداد تعقيداً من جهة ثانية، وفي الحالتين لن يقبل لبنان أيّ توتير في المخيمات ومحيطها أيّاً كان الثمن، فالمنطقة لم تنته بعد من ترميم العلاقات بين الأطراف السياسية المقاتلة في سوريا على خلفية مقتل اثنين من “سرايا المقاومة” على تخوم المخيم لجهة حارة صيدا.
من جهتها، ذكرت صحيفة ” ألأخبار” ان الاشتباك الكثير من الدلالات بالنسبة إلى أنصار “اللينو”، خصوصاً أن الاشتباك وقع في منطقة يسيطر عليها الأخير، والذي يمهد لإطلاق ما يسمى “التيار الإصلاحي” ضمن حركة فتح، وقد شارف اللينو على الإعلان عنه رسمياً بعد شهر رمضان. وشاركت في الاشتباك عناصر تتبع لـ”اللينو” يقودها القيادي طلال الأردني. ورأت مصادر مقرّبة من “اللينو” أن الخلاف “يعدّ استدراجاً لتوريطه في اشتباك لا ينتهي لمصلحته ويؤدي إلى سيطرة الإسلاميين على حي طيطبا كما سيطروا على الطيرة والطوارئ وجزء من حطين”. ولكن مصادر إسلامية فلسطينية تقول إن “اللينو استغل ما يجري لإظهار وجوده على الأرض، وإنه لا يزال الورقة الأقوى في حركة فتح، وإنه الوحيد الذي يستطيع مواجهة الإسلاميين”.
في هذا الإطار، سجل انتقال 50 عنصراً من حي الطوارئ من بقايا جند الشام وفتح الإسلام باتجاه الحي قبيل تجدد الاشتباك ومرورهم من أمام نقاط تابعة للقوة الأمنية المشتركة. لكن المؤشر الأخطر هو تمدد الاشتباك حتى مقر أبو عرب في البراكسات التي تعد خارج حدود المخيم.
الاشتباك أعقب أسابيع من التهويل الإعلامي والشائعات التي ملأت المخيم من انفجار أمني مرتقب. وتحدثت مصادر عن دور لبعض القوى في تحريض الشباب المسلم على ما يسمى “التيار الإصلاحي” “الذي يستعد لضربهم استناداً إلى العلاقة الدموية بينهم وبين اللينو في السنوات الماضية”، بحسب مقربين من “اللينو”. وقام “أبو عبد اللينو” بجولة على مرجعيات فلسطينية ولبنانية لوضعها في أجواء الإطلاق الرسمي للتيار المدعوم من القيادي الفتحاوي محمد دحلان، خصوصاً بعدما قيل عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعيين نائب له لم تعرف هويته بعد.
وذكرت اذاعة “صوت لبنان – 93.3” الجمعة، ان حال من الحذر والترقب الشديدين تسود مخيم عين الحلوة، حيث تخوق القيادي في الجبهة الديمقراطية فؤاد عثمان من تجدد الاشتباكات مشيرا الى ان ما حصل من اجتماعات لا يشكل حلا جذريا ولا يتعدى كونه ترقيعاً والاطراف التي تدخلت لحل النزال لا تتواصل مع المتنازعين مباشرةً بل عبر المسلحين.
ولفت الى ان الذين نزحوا مساء الخميس من المخيم ما زالوا خارج منازلهم خوفا من تجدد الاشتباكات.