Site icon IMLebanon

قزي أطلق الخط الساخن لعاملات المنازل: لعدم جلد انفسنا وتصوير المجتمع انه عدو لكرامة الانسان


أطلقت وزارة العمل بالتعاون مع مركز الاجانب في كاريتاس لبنان ومنظمة العمل الدولية لمناسبة الذكرى الرابعة لاعتماد الاتفاقية الدولية “العمل اللائق للعمال المنزليين”، “الخط الساخن الخاص بوزارة العمل (1740) في مؤتمر صحافي عقد في مكتب الوزير في اللعازارية، بالتزامن مع الحملة الاعلامية التي اطلقت في مختلف المناطق اللبنانية.

وتحدث قزي، فرحب بممثلي كاريتاس ومنظمة العمل الدولية “التي عليها ان تعمل بتنسيق تام مع وزارة العمل لأنها المحاور الاساسي للمنظمة في لبنان”، مشددا على ان كاريتاس “تخطت انتماءها الديني الى الانسان ككل وهذا امر نتمنى ان يستمر”.

وقال: “ان هذا المشروع هو الترجمة العملية والواقعية لمدى اهتمام وزارة العمل بالإنسان ورفضها الاتجار بالبشر في الوقت الذي تتاجر فيه الطبقة السياسية في لبنان بالشعب من خلال تعطيل انتخاب الرئيس وتعطيل المجلس والحكومة والمؤسسات.
ان هذه الحملة لم تحصل لأن الموضوع طرح عن وضع العاملات في الخدمة المنزلية في لبنان، بل لأننا مهتمون بتحسين وضع العاملات في الخدمة المنزلية قبل طرح هذا الامر على بساط البحث، والدليل ان الخط الساخن كان موجودا من قبل واليوم نقوم بتفعيله، وتوقيت اطلاقه اليوم يعود الى تأخر الاعتمادات التي كان يفترض ان تدفع لتوفير بعض الامور التقنية”.

وشدد قزي على انه “اصبح لكل عاملة في الخدمة المنزلية عنوان اساسي هو وزارة العمل لرفع الشكوى في حال تعرضها لأي ضرر او انتهاك كرامة”، مؤكدا ان “انتهاك الكرامة والحقوق امر موجود في لبنان كما انه موجود في كل دول العالم، ولكن لبنان يجب ان يكون المثال في الحفاظ على كرامة الانسان”.

وقال: “اذا كنا غير قادرين ان نكون مثالا في الحفاظ على سيادتنا واستقلالنا واقتصادنا وامننا وعلى استقرارنا، على الاقل، فلنكن المثال في الحفاظ على كرامة الانسان. وفي المقابل، علينا عدم جلد انفسنا ونصور المجتمع اللبناني على انه مجتمع عدو للكرامة الانسانية ولا يحترم الانسان وان العائلة اللبنانية لا تحترم العاملة الاجنبية”.

أضاف قزي: “لو لم يكن في لبنان احترام لكرامة العاملات في الخدمة المنزلية، لماذا لبنان من اكثر الدول في الشرق الاوسط الذي تأتي اليه العاملات الاجنبيات للعمل؟ ولماذا لبنان حسب الاحصاءات اكثر بلد تبقى فيه العاملات بعد انتهاء عقد العمل وتطالب بتجديده”.

ولم ينف وزير العمل “وجود مخالفات وانتهاكات وعدم احترام للعاملة احيانا”، الا انه اكد ان “الوزارة وضعت مروحة واسعة من الاجراءات لمنع ذلك خاصة لناحية الوقت والاجر وحق الحياة وحق الفرح، وممارسة الحياة الطبيعية”، مشددا على ان “الخط الساخن وضع في خدمة كل عاملة للاتصال بالوزارة التي ستحول كل قضية الى مرجعيتها المعنية”.
وأضح ان الوزارة “كانت السباقة عند حصول اي حادث لأي عاملة في الخدمة المنزلية للتحقيق في القضية والبحث عن الحقيقة”، مشيرا الى “اتخاذ اجراءات بإقفال عدد من مكاتب الاستقدام وتوقيف وسطاء غير شرعيين في اطار حماية العاملات”.

وقال: “ان الوزارة تعمل احيانا بصمت حرصا على نجاح عملها، حيث ان هناك الكثير من الملفات تحال الى التحقيق والى النيابة العامة من دون اثارتها اعلاميا لأن احد عناصر احترام كرامة العاملة الاجنبية هو الحفاظ على خصوصيتها”.

أضاف: “كونوا على ثقة ان ما من شيء يحصل على الاراضي اللبنانية بالنسبة للعاملات في الخدمة المنزلية الا وتتحرك اجهزة الوزارة”.
وتمنى على العاملات “الاستفادة من الخط الساخن عند حصول اي حادثة والوزارة ستكون في الخدمة على مدار الساعة ليلا نهارا”.

واوضح قزي انه كان اجتمع بعدد من الجمعيات والمؤسسات المجتمع المدني وابلغهم قراره في “البحث عن بديل لنظام الكفالة لكن لم يأت الجواب بعد”.
واشار الى “اتخاذ ستة عشر اجراء في الوزارة لتحسين وضع العاملات وقد نشرت هذه الاجراءات في وسائل الاعلام منذ ثلاثة اشهر وهي تؤدي الى تغيير جذري في وضع العاملات”.

وقال: “ما يهمنا هو ان تصل العاملة الى حقوقها من خلال القوانين اللبنانية والتعديلات التي يفترض ان تدخل عليها لتصبح منسجمة مع تطور العصر ومع القوانين الدولية”.

وإذ رأى “ان لبنان الذي وضع مع شركاء له في الاربعينيات شرعة حقوق الانسان في الامم المتحدة يجب ان يكون السباق في احترام هذه الحقوق”، قال: ان الدليل على ذلك هو انه في الوقت الذي توجد فيه حروب وفتن وارهاب في المنطقة ومستقبل غامض ومصير عليه علامة استفهام وشعوب تنزح بالملايين من بلد الى بلد، نجتمع اليوم للبحث في وضع العاملات في الخدمة المنزلية ومعنى ذلك ان حقوق الانسان اولوية بالنسبة الى لبنان ووزارة العمل تحديدا”.

ودعا الى “بذل الجهود لإنجاح هذا المشروع لأننا جميعا هدفنا واحد وهو كيفية تأمين حقوق الانسان وخصوصا حقوق العاملات في الخدمة المنزلية”.

حوار
وعن منع انشاء نقابة للعمال والعاملات الاجانب في لبنان، أكد قزي انه لا يمنع هذا الامر لأنه لا يريد ذلك بل “لأن القانون اللبناني لا يسمح حتى الآن بإنشاء نقابة له”. وقال: “اذا كنا نستطيع تحسين وضعهم من خلال اجراءات تطبيقية قابلة للتنفيذ لماذا نضيع الوقت بإنشاء نقابة غير مسموح بها في القانون اللبناني. لو كان القانون يسمح لما تركت لغيري الاعلان عن انشاء هذه النقابة”.
أضاف: “اذا سلمنا بإنشاء نقابة، ما الذي يضمن ان تطالب كل العاملات من كل الجنسيات بإنشاء نقابة خاصة بها؟”.

وأكد قزي ردا على سؤال عدم اقصائه اي جمعية عن الاجتماع الذي تم فيه البحث عن بديل لنظام الكفالة. وقال: “لا اريد الانتقال من السيء الى الاسوأ بل نريد نظاما قابلا للتطبيق. ان العاملة في الخدمة المنزلية ليست كالعاملة في المؤسسات التجارية، فهنا يوجد ادارة وهناك عائلة، والعائلة شيء مقدس في لبنان”.
وقال: نحن كوزارة لن ندخر اي جهد او اي صلاحية او اي وسيلة متوفرة لدينا الا وسنضعها في تصرف العاملات في الخدمة المنزلية. كل عاملة لديها القدرة في الاتصال بالخط الساخن والابلاغ عن اي شكوى والوزارة ستتحرك فورا بحسب نوع الشكوى والمعالجة تبدأ بإجراء اتصال بالعائلة وصولا الى تحويلها الى النيابة العامة”.

وأكد “عدم التردد في اعطاء العاملات حقوقهن لأن لبنان يجب ان يكون السباق في ذلك من دون المس بخصوصية العائلة ومن دون ان يعني ذلك ان الظلم ليس له عقاب حتى لو حصل داخل العائلة”.

ودعا وزير العمل سفارات الدول التي لها رعايا في لبنان “ان تتحمل مسؤوليتها حيال رعاياها” معطيا مثالا على تقاعس بعض السفارات “بأن عاملة كانت تعمل في احد المنازل وكانت دخلت لبنان وهي في سن الحادية عشر من عمرها وتعرضت لمشاكل في هذا المنزل وعندما لجأت الى سفارة بلادها احالتها هذه السفارة الى جمعية كاريتاس عوضا من معالجة وضعها”، لافتا الى “وجود مافيات تقف وراء كيفية استقدام العاملات في لبنان تبدأ في بلد المنشأ”.

واوضح ردا على سؤال ان “الوزارة معنية بإجازة العمل وما يرافق العمل وهي ليست معنية بالإقامة”.

كرم
وكان المؤتمر بدأ بكلمة تعريف من السيدة حسن الصياح من كاريتاس لبنان مركز الاجانب، ثم كلمة للسيد ايمانويلا بوزان عن منظمة العمل الدولية، وتحدث رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب بول كرم فقال: “نلتقي اليوم في وزارة العمل وبحضور معالي الوزير سجعان قزي، الذي يحمل مع فريق عمل رابطة كاريتاس لبنان ومركز المهاجرين الاجانب فيها، همنا في احترام كرامة الشخص البشري وصون حقوقه مهما كانت جنسيته او عرقه او دينه او لونه. فرسالة كاريتاس تتجلى بتعزيز وتفعيل تعليم الكنيسة الاجتماعي وصون العدالة والقيم الانسانية. فالشراكة مع الوزارة ليست بجديدة، بل هي قديمة مبنية على التعاون المتبادل لا سيما مع من يساعدون معاليه في الوزارة، ويواكبون مبادراتنا الانسانية كمناسبة اطلاق الخط الساخن 1740 تزامنا مع اليوم العالمي للعاملين في الخدمة المنزلية. هذا الخط 1740 هدفه تلاقي الجهد المشترك بين كاريتاس والوزارة والعاملين الذين في حال تعرضهم لمشاكل متنوعة قد تستدعي تدخلا سريعا لإيجاد الحل، يجدون من يسمع شكواهم ليواكبهم في الوصول الى الحل المناسب من اجل احقاق الحق”.

اضاف: “كل من يشعر بحاجة للمساعدة ولرفع الظلم عنه، تعلن كاريتاس جهوزيتها التامة مع فريق عمل متخصص ومواكبة المعنيين في وزارة العمل، لا سيما بتوجيهات معاليه، لتلقي اي اتصال في اي وقت 24 على 24، و7 على 7”.
ولفت الى ان التعاون مع الوزارة سيظل قائما، “لتحقيق الاهداف المشتركة، واهمها اصدار القانون الخاص بالعمال في الخدمة المنزلية، وتوقيع الاتفاقية رقم 189 الخاصة بالعمال المهاجرين”.