الفونس ديب
تجتمع كل قوى الانتاج الخميس المقبل، في حدث استثنائي، لاطلاق صرخة مشتركة من البيال في وجه الفراغ في سدة الرئاسة والجمود المتحكم بالبلاد والمخاطر الكبيرة المحدقة بلبنان والتي تهدد كيان البلد ووجوده.
فللمرة الاولى تتحد الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة والمجتمع المدني في عمل مشترك، لأن «المصيبة الكبيرة بتجمع» كما يقول رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، لـ«المستقبل»، معتبرا ان «الجميع اليوم في مركب واحد وسط هذه الانواء التي تضرب بالبلد من كل حدب وصوب».
وقال: «الصرخة الجديدة ستكون تحت اسم: نداء 25 تموز – قرار ضد الانتحار، وهذا الشعار معبر، لان البلد، بنظرنا جميعا، إذا أكمل على هذا النحو فهو ذاهب لا محال باتجاه الانتحار».
وأوضح شقير ان «اللقاءات مع كل قوى الانتاج تكثفت في الفترة السابقة للخروج بهذه الصيغة، لاسيما وان كل المؤشرات تظهر ان لا حلول في الافق، في ظل عدم انتخاب رئيس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات الدستورية لا سيما مجلس النواب والحكومة، إضافة الى تراجع النشاط الاقتصادي الى وضعية غير مسبوقة والتي تهدد بانهيار اقتصادي حقيقي وقفل آلاف المؤسسات، فضلا عن التراجع الكبير الذي يصيب الوضع الاجتماعي جراء التباطؤ الاقتصادي والنزوح السوري، والذي بات يهدد بانفجار اجتماعي». ولفت الى ان كل الاعمال في لبنان على تراجع كبير، اصحاب عمل، اصحاب مهن حرة، عمال، معتبرا ان المعضلة الاساسية هي استمرار هذه الازمة لفترة طويلة، لسنوات، وهذا لم نعهده في يوم من الايام، ما ادى الى خفض قدرة المؤسسات على الصمود، واقفال مؤسسات في كل القطاعات من دون استثناء، فضلا عن صرف آلاف العمال».
وأكد شقير ان «كل قوى الانتاج وقوى المجتمع المدني ارادت من هذه الصرخة الجديدة ان تحمل السياسيين مسؤولياتهم التاريخية، تجاه ما يجري، ولتقول ان التاريخ لن يرحم».
وقال: «الهيئات الاقتصادية اطلقت في السنوات السابقة صرخات عدة، من اجل انقاذ الاقتصاد، ومن أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الوضع اليوم بات مختلفا، فالازمات لم تعد تقتصر على جانب واحد من الدولة انما الدولة بكاملها».
وأكد شقير ان «المسؤولية كبيرة، لأن القضية وطنية بامتياز وتطال البلد بكل مكوناته ومفاصله»، محذرا «اننا فعلا على مفترق طرق، فأما ان يعي السياسيون مسؤولياتهم وإما على البلد السلام».
وسال شقير، «حاليا ماذا تبقى من الدولة؟»، معتبرا ان «الامر الوحيد الذي ينعم به اللبنانيون هو الامن لا غير، لكن نحن قادمون على تعيينات للقيادات الامنية، فإذا اختلفوا كذلك عليها، فان وضعنا سيكون في غاية الصعوبة».
وأكد ان كل قوى الانتاج بدأت بحشد طاقاتها، وهي تعد العدة لأطلاق اكبر صرخة جامعة الخميس المقبل من البيال، وسيخرج هذا اللقاء بوثيقة موحدة ستوزع على المنظمات الاممية والدول صاحبة القرار، وكل السفراء المعتمدين في لبنان».