IMLebanon

لبنان في «الغيبوبة» السياسية والإقتصادية

BeirutStockExchange
طوني رزق
إلى متى يبقى لبنان في الشلل شِبه التام على المستوى التشريعي والتنفيذي وعلى المستوى السياسي، وبالنتيجة لِما سبق على المستوى الاقتصادي. باتَ الوضع يشبه استسلام لبنان الى الغيبوبة من دون ان يكون وُضِع في غرفة العناية الفائقة. وبذلك تغيب جميع القرارات والمبادرات ويترك الجسم اللبناني يعيش بيولوجياً اذا جاز التعبير فقط لا غير.

وأقصى ما تصبو اليه المعالجات الحالية وعلى مختلف المستويات هو إبقاء البلاد قائمة عند الحدود الدنيا لظروف البقاء والحياة. ويعتقد انّ البلاد تستطيع ان تتحمّل العيش كذلك لفترة ما ريثما تأتي كلمة السر والضوء الاخضر من حيث تأتي هذه الكلمات وهذه الاضواء.

على انّ هذه الاوضاع الانتقالية التي يمكن ان تطول سوف تترك آثارها السلبية على الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي في البلاد من دون احتساب الوضع السياسي. وفي مقدمة لائحة الخسائر هناك الخسائر البشرية مع استمرار النزف البشري، وخصوصاً لحاملي الشهادات الجامعية الذين يتركون البلاد بحثاً عن عمل ووظيفة أفضل تُرضي طموحاتهم المهنية والمالية.

ثم تأتي سلسلة من الملفات الساخنة التي تتكبّد البلاد خسائر جسيمة من تأجيلها وعدم الحسم فيها، مثل ملف النفط والغاز على سبيل المثال لا الحصر. ومع ارتفاع قرع الطبول السياسية تضيع أصوات المطالب الشعبية والنقابية ويبقى ملف سلسلة الرتب والرواتب أمثولة صارخة على هذا الصعيد.

غير انّه وبالإضافة الى النبض السياحي الذي ما زال البعض يعوّل عليه انطلاقاً من انحسار واضح جداً لحالة عدم الاستقرار الامني في البلاد ومع بقاء لبنان افضل حالاً من الكثير من الدول العربية، باستثناء دول الخليج طبعاً.

بالاضافة الى ذلك، بدأت تظهر انطلاقات مشجّعة لاقتصاد المعرفة على الساحة اللبنانية، هذا القطاع الذي بدأ يُظهر نشاطاً لافتاً وجديراً بالمتابعة، خصوصاً انّ هذا القطاع بدأ يوفّر فرَص عمل مقبولة ونوعاً ما جذّابة للشباب المتخصّص في هذا القطاع، لأنّ هذا النشاط لا يستوجب توفير تمويل كبير في حين انّ الطلب عليه ينتشر داخل لبنان وخارجه… وفي حين انّ شباب اقتصاد المعرفة بدأ يقطف الثمار، يبقى شباب قطاع النفط امام تحديات انتظار انطلاق قطار النفط والغاز في لبنان، ويبقى شباب القطاع السياحي على حذر شديد الى ما ستؤول اليه الاوضاع في هذا القطاع.

إتجاهات الاسواق المالية

دعمت صفقة كبيرة على أسهم بنك عودة العادية النشاط في بورصة بيروت، أمس، إذ جرى تبادل 815842 سهماً بسِعر استقرّ على ستة دولارات ليرتفع حجم التداولات أمس الى 875501 سهماً وقيمتها 5,83 مليون دولار. وجاء ذلك مع تبادل 43 عملية بيع وشراء تناولت 10 أسهم ارتفعت 5 أسهم منها وتراجع سهم واستقرت 4 أسهم اخرى.

وزادت الاسهم المصرفية التالية: بيبلوس العايدة بنسبة 0,61 في المئة، وفئة العام 2009 بنسبة 0,09 في المئة، وبنك بلوم فئة GDR بنسبة 0,3 في المئة. وزادت أسهم شركة سوليدير الفئة (ب) بنسبة 2,07 في المئة الى 11,80 دولاراً، في حين استقرّت اسهم الفئة (أ) على 11,64 دولاراً.
وتراجعت اسهم عودة (GDR) بنسبة 0,96 في المئة.

وفي الاسواق الخارجية ومع اعتكاف الاحتياطي الفدرالي الاميركي عن الاشارة الى ايّ رفع مُحتمل لأسعار الفائدة، ارتفع اليورو بقوة ليزيد بنسبة 0,53 في المئة الى 1,1395 دولار وليزيد الجنيه الاسترليني بنسبة 0,51 في المئة الى 1,59 دولار وسط موجة تراجع للدولار وانخفاضه بنسبة 0,62 في المئة الى 122,65 يناً.

ولقي اليورو دعماً ايضاً من تأكيد المستشارة الالمانية ميركل انّ المفاوضات مع اليونان لم تنته بعد وانّ هناك احتمالات للتوصّل الى اتفاق على رغم ربطها ذلك ببعض التنازلات التي يجب ان يقدّمها المسؤولون في اليونان.

ومع تراجع الدولار وتردّد الاحتياطي الفدرالي الاميركي وجدَ الذهب دعماً ليرتفع بنسبة 1,61 في المئة الى 1195,80 دولاراً للأونصة، كما ارتفعت الفضة بنسبة 1,62 في المئة الى 16,21 دولاراً للأونصة.

وللأسباب نفسها ومع التفاؤل بشأن اليونان ارتفع سعر نفط برنت الخام بنسبة 1,22 في المئة في لندن الى 64,67 دولاراً للبرميل، كذلك ارتفع سعر النفط في نيويورك بنسبة 1,07 في المئة الى 60,56 دولاراً للبرميل.

ومع ترقّب التقدّم في المفاوضات مع اليونان فتحَ مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت مرتفعاً 0,17 في المئة الى 17955,74 نقطة، لكنّ البورصات الاوروبية تراجعت قبَيل اجتماع دول المجموعة الاوروبية، فانخفض مؤشر داكس الالماني 0,40 في المئة وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,04 في المئة، كذلك تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,62 في المئة الى 4761 نقطة.

وقادت البورصة الصينية موجة هبوط كبير في البورصات الآسيوية فتراجع مؤشرها بنسبة 3,66 في المئة، كذلك تراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 1,13 في المئة، وانخفض مؤشر هونغ كونغ بنسبة 0,22 في المئة.