رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن تعطيل جلسات مجلس الوزراء يمثل منحى خطيرا على مجمل الاوضاع في لبنان ويضرب المؤسسة التي تشكل النبض المتبقي في المؤسسات الدستورية بعد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية وتعطيل عمل مجلس النواب.
ميقاتي، وفي كلمة امام زواره في طرابلس، قال: “لا ادري ما الحكمة من رفع السقوف السياسية في هذه المرحلة الخطيرة التي نمر بها، الا اذا كان المقصود، كما يروج البعض في المجالس الخاصة، هو الوصول الى الفراغ الشامل وتقويض كل الاسس الدستورية القائمة، لاعادة تكوين السلطة من جديد”.
واعتبر “ان هذا النهج المبرمج الذي نتلمس ملامحه من تعطيل المؤسسات الدستورية وآخرها عمل مجلس الوزراء، يمثل منحى خطيرا لا تحمد عقباه، خصوصا في ظل غياب الرعاية العربية والدولية التي ساهمت في بلورة تفاهمات ما بعد الحرب اللبنانية، ومع بلوغ التأزم الاقليمي اعلى درجات الخطورة، مناشدا دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام الاسراع في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ولتطرح كل المواضيع بوضوح وصراحة ولا سيما منها التعيينات وفق الاسس والمهل القانونية، بعيدا عن التحدي.
وردا على سؤال عن آفاق الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، قال: “اكرر ما اقوله دائما ان مجرد انعقاد الحوار امر ايجابي، ولا سيما في هذا الظرف العصيب، لأن الحوار على الطاولة يبقى افضل من اي تشنج مذهبي او سياسي في الشارع. وحسب المعطيات المتوافرة لدينا فان جلسات الحوار تشهد وئاما تاما بين المتحاورين، خلافا للتصريحات النارية التي يطلقها البعض فور خروجه من جلسة الحوار، والتي تهدف الى التعبئة السياسية والايحاء للمناصرين بأن لا تغيير في المواقف. نأمل ان تكون المواقف المعلنة في المرحلة المقبلة انعكاسا حقيقيا للوئام المستتر الحاصل داخل القاعة المقفلة”.
وعن موضوع طرابلس والمخاوف من احداث يروج البعض لحصولها، قال ميقاتي: “ان طرابلس تجاوزت الاحداث الماضية بحكمة ابنائها وجهود الجيش اللبناني والقوى الامنية، ولن تنال منها الشائعات المغرضة التي تهدف الى توتير الاوضاع ومنع المدينة من استعادة عافيتها الكاملة.