Site icon IMLebanon

السونار يهدد الحيتان!

 

يعتقد علماء البحار أن التلوث الضوضائي في المحيطات يعطل القدرات الحيوية للحيتان على السماع وتحديد الاتجاهات أثناء الهجرة، مما يدفع بها لرمي نفسها إلى الشاطئ بمعدلات تنذر بالخطر.

وقد وصلت 6 حيتان إلى الشاطئ في شمال ولاية كاليفورنيا خلال الشهرين الماضيين فقط، الأمر الذي تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم وجذب أعدادا كبيرة من السائحين، الذين أرادوا رؤية هذه الثدييات الضخمة وهي تخرج فجأة من بيئتها الطبيعية لتنتحر على الشاطىء.

ووفقا لأكاديمية كاليفورنيا للعلوم(CAS)، فعند تشريح واحد من هذه الحيتان، وهو عبارة عن أنثى لحوت أحدب طولها حوالى 10 أمتار، وجرفها التيار إلى الشاطئ، كانت هناك “علامات ارتطام شديد.

وشملت الأسباب المفترضة لموت أنثى الحوت تعرضها للارتطام بسفينة ضخمة. وأثارت مجموعات الحفاظ على البيئة مجددا قضايا تشمل استخدام البحرية الأميركية للسونار.

وامتنعت “موي فلانري”، مديرة أكاديميةCAS، عن إعطاء سبب الوفاة بعد فترة وجيزة من إجراء التشريح، لكنها ذكرت أن أنثى الحوت ظهرت بها علامات نزيف العضلات، وهي الإصابة التي أظهرت البحوث أنها ترتبط بالسونار بشكل ما.

ويقول “دافيد هانكين” المحامي في مؤسسةEarthjustice “لا يمكن إجبار البحرية الأميركية على التوقف عن استخدام السونار في التدريبات البحرية، ولكن يحدث الضرر الأخطر على هذه الثدييات البحرية عند استخدام السونار على مقربة من هذه الحيوانات، ونحن نركز جهودنا على التقليل، أو بقدر الإمكان وقف استخدام السونار في المناطق ذات الأهمية البيولوجية على الثدييات البحرية”.

المعروف أن السونار يصمم لخلق صدى صوتي خلال الماء، الذي يطلق من السفن ثم يرتد إليها من أجل تحديد ما إذا كانت هناك سفينة أخرى في الماء أم لا، مثل الغواصات على سبيل المثال.

وهذا يمثل مشكلة كبيرة للحيوانات البحرية، وخصوصا الحيتان والدلافين، لأنه يخلق موجات صوتية تنعكس ذهابا وإيابا مثل الصدى في الوادي الفسيح، الأمر الذي يمكن أن يعرقل قدرتها على التواصل وتحديد مصادر الغذاء ورسم الاتجاه في المياه، مما قد يعرضها لأخطار كبيرة.

ولا يعد السونار، صانع الضوضاء، الخطر الوحيد الذي يخشى منه العلماء على الحياة البحرية، ففي تقرير صدر مؤخرا عن مؤسسة Shell للاستكشاف في منطقة القطب الشمالي، ورد أن أنشطة أخرى مثل الحفر والاختبارات الزلزالية وتكسير الجليد تعرض الحيتان أيضا للأصوات الضارة.