Site icon IMLebanon

ييلين تهيئ الأسواق والصناعة لرفع أسعار الفائدة

InterestYellenFederalReserve

روجر بليتز وكيث فراي

تخيل جانيت ييلين كما لو كانت روري ماكلروي، وبيدها مضرب الغولف الحديدي، وتقيس رميتها على الملعب الأخضر.

هذه هي الطريقة التي صوّر فيها جون برادي، المدير الإداري في آر جي أوبراين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبيل اجتماع سياسة أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

وقال برادي، في مذكرة حول توقعات ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل: “في لغة لاعب الغولف، الاحتياطي الفيدرالي يسدد إلى اللون الأخضر ضمن [العدد المتوقع من التسديدات] في هذا الاجتماع”.

وقال برادي إذا تساوى المعدل مع ارتفاع 25 نقطة أساس في نهاية السنة، فإن صناع السوق والسياسة سيشعرون بالسعادة بذلك المعدل – لأنه يعني أنه لا توجد تسديدات غير سليمة. بالأمس حسمت الموقف، بالإشارة إلى تحسن متدرج للاقتصاد، بما يضع مؤشرات رفع سعر فائدة الدولار، في الفترة المقبلة.

يعتبر هامش الخطأ للمتسابقين في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة هذا الأسبوع صغيرا، كما هي الحال بالنسبة للسيدة ييلين، في الوقت الذي تَجهَد فيه السوق حول مدى قوة الاقتصاد الأمريكي، وكذلك توقيت ووتيرة رفع أسعار الفائدة.

مؤتمر ييلين الصحافي عقب الاجتماع له أهمية كبيرة. الأسواق تحملق حول كل لفظ تلفظه، تماما مثلما تستحوذ ملاعب الغولف على ماكلروي والبطل الأمريكي المتفنن جوردان سبيث.

تبين أبحاث فاينانشال تايمز أنه في أيام المؤتمرات الصحفية التسعة التي عقدت منذ بداية عام 2013 من قبل ييلين وسلفها بن برنانكي، مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات النظيرة، تحول في المتوسط بأكثر من مرتين مما يفعل في غير الأيام المذكورة.

التأثير الواقع على تحركات اليورو بفعل المؤتمرات الصحافية الشهرية لماريو دراجي كرئيس للبنك المركزي الأوروبي هو أيضا كبير. خلال نفس الفترة، انتقل اليورو في المتوسط بأكثر من مرة ونصف مرة ضعف المعتاد في أيام المؤتمر الصحافي.

والسبب في هذا الهوس، كما يشير هاميش بيبر، استراتيجي العملات في بنك باركليز، يستند إلى الكم الهائل من التحفيز في اقتصادات الدول الكبرى. كما يقول، مع بدء العد التنازلي لتطبيع السياسة، فإن السوق هي “أكثر حساسية الآن مما كانت عليه في الماضي” نحو مداولات البنك المركزي.

ويقول ماثيو كوبون، مدير صندوق في كولومبيا ثردنيدل، إن هذا الاعتماد على البنوك المركزية تجاوز الحد المعقول بكثير.

كما يقول: “يوجد انقسام حقيقي هناك”. ويضيف: “لدينا البنوك المركزية حيث فشلت نماذجها في توقعات التضخم والأسعار. ولا يمكنها أن تفسر الكثير مما حدث فعلا في اقتصاداتها المحلية.

“المشاركون في السوق لا يزالون يعتمدون أكثر من أي وقت مضى على توجيهات هذه البنوك من أجل تقديم توقعات السوق، وهذه العلاقة في مرحلة ما يجب أن تتغير”.

يقول إيان ستانارد، من فريق استراتيجية العملات الأجنبية في مورجان ستانلي، إن التدخلات اللغوية هي في ازدياد، وآخرها تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن قوة اليورو.

كما يقول ستانارد” “يبدو بالتأكيد أن هناك نزعة متجددة على الأقل من حيث الإشارة إلى العملات.” ويضيف: “سوف تولي السوق اهتماما لذلك”.

أوضحت ييلين بقوة للأسواق الدور الكبير للبيانات الاقتصادية في دفع وتوجيه طريقة تفكير مجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما يشير بيبر، البيانات لا تروي لنا سوى جزء من القصة.

وكانت أحدث بيانات الوظائف وبيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة قوية إلى حد ما، ولكنها لم تعمل إلا على توليد مكاسب متواضعة للدولار.

كما يقول بيبر: “البيانات لا تزال مهمة، ولكن ربما ما تعلمناه جميعا في هذه الفترة الأخيرة هو أن رأي البنوك المركزية في تلك البيانات يعتبر مهما للغاية”.

وقال: “هناك بعض الرغبة في أن يتم تأكيد ذلك من قبل البنك المركزي المعني قبل أن تتمكن السوق من الالتزام بأي خطوة”.

توقعت ييلين ظهورها العام بعناية. وهي لا تعتزم حضور الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية، الذي سيعقد في آب (أغسطس) في جاكسون هول، وايومنغ، الأمر الذي يلقي الضوء المباشر على بيانها نصف السنوي المتوقع الشهر المقبل، أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ. ربما يكون ذلك أفضل أمل للسوق في تحديد كل من التوقيت والوتيرة بخصوص تحركات أسعار الفائدة.

السوق تفقد الثقة الآن في بعض الثوابت التي كانت سائدة في الماضي. إن عوائد سندات الخزانة الأمريكية عادة ما تكون دليلا جيدا على توقعات الأسعار، والعوائد لأجل 10 سنوات هي في أعلى مستوياتها منذ أيلول (سبتمبر).

وأضاف ستانارد: “ولكن عليك أن تأخذ في الاعتبار زيادة التقلبات التي شهدناها في أسواق السندات بشكل عام”.

لذلك يعود الأمر إلى ييلين. هل الاقتصاد الأمريكي قوي بما فيه الكفاية للمخاطرة بتسديدة عالية تتطلب حذقا ومهارة وتوجَّه مباشرة إلى العلم، أم أن الكذبة البيضاء تقتضي جهود مراعاة السلامة أولا، وقذف الكرة إلى أي مكان على المنطقة الخضراء؟ ليس هناك ضغط. ييلين ترى ذلك، مع التدرج فيه من حيث النسبة، والإبطاء بإرجاء اتخاذ القرار، إلى حين.