أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ امطار حزيران المفاجئة والنادرة في هذه الفترة من السنة لا تشبه واقع الجفاف السياسي الذي تعيشه البلاد، وسط استمرار المأزق الداخلي على حاله من الجمود والرتابة مع انعدام اي معطيات ملموسة ازاء الشلل المتنامي السائد في مؤسسات الحكم والحكومة. ولا تحمل حركة الوساطات ولا المبادرات التي يقودها في شكل خاص رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ما يؤشر الى حلول قريبة المدى، يمكن ان تحمل التيار الوطني الحر وزعيمه النائب ميشال عون على التراجع عن مطلب التعيينات الامنية بنداً اول على جدول اعمال مجلس الوزراء، ما لم يحصل على ضمانات مثبتة مقرونة بالقول والفعل بتحقيق “شروطه” او على الاقل الحصول على جوائز ترضية “من العيار الثقيل”، خصوصاً بعدما استشعر من اكثر من واقعة سياسية محلية واقليمية، وآخرها ما نشر من معلومات عن مواقف لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان فرصه الرئاسية تضمحل.
وطبقاً لهذا الواقع، وفي انتظار عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارة خاصة خلال الساعات المقبلة، للاطلاع على جديد الوساطات وما انتجت، فإنّ بورصة ترجيحات عقد جلسة حكومية نهاية الشهر الجاري راوحت مكانها باعتبار انّه غير جائز مرور مدة طويلة من دون انعقاد مجلس الوزراء، حتى لو كانت الجلسة مجرد “تثبيت وجود” لا اكثر الى حين نضوج حل يكفل عودة الدوران الى عجلة العمل الحكومي او تمرير الوقت حتى موعد الاستحقاقات الامنية موضع “التجاذب السياسي” برغم طابعها الامني البحت.
وبين من يقول انّ مجلس الوزراء سيعود للاجتماع في الأسابيع المقبلة، ومن يرجح ان عطلته القسرية ستستمر الى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، ثابتة واحدة: التعطيل مستمر ومصالح الناس الحياتية والاقتصادية والزراعية والصناعية والتربوية معلقة، والهبات الاوروبية والدولية للبنان مهدّدة. من هنا، بدأ بعض القطاعات الحيوية لا سيما الاقتصادية يرفع الصوت محذراً من الاسوأ، كما تحرك الدبلوماسيون لدى عدد من الوزراء، مطالبين بتفعيل عمل الحكومة، والا فان مساعدات بلدانهم المخصصة للبنان ستضيع، وفق ما تردّد.
وبحسب ما اوضح وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي لـ”المركزية”، فإنّ حركة الاتصالات لايجاد حل لم تنقطع. وقال انّ “التعطيل الممارس اليوم ليس واردا في اي قاموس او دستور، وهدفه تحقيق مصالح خاصة”، مضيفاً: “إنّ رئيس الحكومة تمام سلام صبور وحيكم وينتظر نتائج اتصالات يتولاها في شكل خاص رئيس الرئيس بري والنائب جنبلاط لتقريب وجهات النظر وايجاد مخرج للازمة “. ولفت الى انّ “وطنية سلام تقول ان ينتظر الاتصالات علها تثمر حلحلة، لكن هل ينتظر الى ما لا نهاية ؟ لا اظن”.
واذ اشار الى انّ من يسعى لمكاسب فئوية وعائلية لا تهمه مصالح الناس ولا استمرار التعطيل الى ما بعد رمضان، بعكسنا نحن”، اعتبر حناوي انّ “ما يمارسه فريق سياسي بطلب تعيين قائد محدّد للجيش، يدمر المؤسسة العسكرية وهو سابقة في تاريخ لبنان”.