IMLebanon

روسيا تستعيض عن القروض الغربية بالتمويل الإسلامي

Sberbank-Logo-Russia
أليكسي لوسان
من المتوقع أن يساعد القطاع المصرفي الإسلامي الشركات الروسية على تعويض النقص في التمويل بسبب فتور العلاقات السياسية بين روسيا والغرب. ومن جهتها، تبدي المصارف الروسية الاهتمام بالتمويل الإسلامي، ومن بينها ” سبيربانك” ( مصرف التوفير) الذي يُعدُّ أكبر مصرف في البلاد.

من المتوقع أن يساعد القطاع المصرفي الإسلامي الشركات الروسية على تعويض النقص في التمويل بسبب فتور العلاقات السياسية بين روسيا والغرب، ما تسبب بتراجع اهتمام المصارف الغربية بالمقترضين الروس.
عن ذلك تحدث رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تترستان الروسية التي تقطن فيها غالبية مسلمة، وذلك في إطار منتدى ” قازان ساميت” الاقتصادي، حيث قال إن ” البلدان الإسلامية لم تنضم إلى محاولات عزل بلادنا عن الساحة الدولية، وقد أظهرت الأحداث الأخيرة التي شهدها الاقتصاد العالمي أن المصارف الإسلامية تسمح بمواجهة الأزمات العالمية، وأنها تُكمّل المنظومة المالية العالمية.
وفي الوقت نفسه، يرى مينيخانوف أن الحديث لا يدور حول الاستعاضة الكاملة لدائن بآخر، ولكن يمكن الحديث عن الأداة الكاملة التي يمكن أن تستخدمها الشركات الروسية. ووفقاً لبيانات التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي، فإن حجم الأموال الإسلامية في مختلف أنحاء العالم سوف يصل في نهاية العام الحالي إلى 3.4 ترليون دولار.

مخطط بديل

يقول سلطان الخاطر وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة القطري إنه ” على خلفية الأزمات الدولية، فإن أهمية الأموال الإسلامية تزداد باضطراد، لأن جميع العمليات الجارية ضمن هذا المخطط مدعومة بأموال حقيقية، كما أن الاستثمارات تصبح آمنة ولا تحمل أي نوع من الخطر”. ووفقاً لمتطلبات الصيرفة الإسلامية، فإنه يُحظر في العمليات المالية فرض فائدة على القروض، فالحصول على القرض يتضمن، من حيث الجوهر، تبادل بضاعة بأخرى

وأوضح أحمد محمد علي المدني رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن ” الصيرفة الإسلامية بطبيعتها مرتبطة بالنشاط الاقتصادي الحقيقي، ولذلك فإن هذا المخطط يسمح بالاستخدام الأمثل للموارد الداخلية”، وأضاف المدني أن ” مبدأ المشاركة في الأخطار في الصيرفة الإسلامية يعمل على تحفيز الممارسة السليمة للنشاط المالي، فالصفقات في الصيرفة الإسلامية ترتبط بالاستثمارات الحقيقية، ما يسمح بتجنب المضاربة وما يتعلق بها من عدم استقرار”.
وبحسب قوله، فإن هذا المخطط يجذب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وبشكل خاص، فإن السندات وفق أحكام الشريعة تصدرها بلدان غير إسلامية، ومن بينها بريطانيا على سبيل المثال، أما الحجم الإجمالي لهذه السندات في جميع أنحاء العالم فيصل إلى 120 مليار دولار، ويعتقد المدني أنه ” يمكن تقديم تترستان باعتبارها مركزاً للصيرفة الإسلامية في روسيا”.

أمثلة أولى

يرى رستم مينيخانوف أن المصارف الروسية تبدي في الوقت الراهن اهتمامها بالصيرفة الإسلامية، ومن بينها ” سبير بانك” ( مصرف التوفير) الذي يُعد أكبر مصرف روسي. كما يعدّ غيرمان غريف رئيس هذا المصرف ووزير التنمية الاقتصادية السابق أحد أنصار تنمية الصيرفة الإسلامية في روسيا.

ويقول رئيس تترستان إنه “لا تزال هناك مشاكل تتعلق بفرض الضرائب وبنقص الكوادر المؤهلة وكثير غيرها، ولكن من خلال دعم زملائنا في الحكومة الروسية، سوف نتمكن من إعطاء دفعة قوية لهذه العملية”. وبحسب قوله فإن أكبر مصرف في تترستان ” أك. بارس” جذب بالفعل رؤوس أموال وفق أحكام الشريعة، وفي شهر يناير/ كانون الثاني من هذا العام بدأت شركة ” أليانس” المحلية للتأمين ببيع باقة التأمين الإسلامي ” حلال إنفيست”.

وفي الوقت نفسه، قال رئيس تترستان رستم مينيخانوف لموقع ” روسيا ما وراء العناوين” إن تطوير العمل المصرفي الإسلامي في روسيا يجب أن يبدأ في المقام الأول على المستوى الفيدرالي، ولا يدور الحديث عن إنشاء منطقة مالية فريدة من نوعها في تترستان.

وأضاف مينيخانوف أن ” قازان اليوم تُعد تلك الساحة التي يجب أن تغير موقف المواطنين والأقاليم الروسية من التمويل الإسلامي، وفي هذا نرى مهمتنا”. ويبدو أن اللقاء الذي جرى في الخامس عشر من شهر يونيو/ حزيران الحالي في موسكو بين حاكم مصرف روسيا المركزي إيلفيرا نبيولينا مع أحمد محمد علي المدني مدير البنك الإسلامي للتنمية يأتي في هذا السياق.