Site icon IMLebanon

الأسد يكذب

bachar-assad
عدنان عبد الرزاق
قال الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان في لقاء مثقفين مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد “الإعلام السوري يكذب حتى بالنشرة الجوية”، لكن ما يجري، وخاصة بعد الثورة، أفرز منظومة كذب، لتتعدى النشرة الجوية. ولعل في توريط اتحاد البورصات العربية، الذي اعتمد العام الماضي على الأرقام السورية، وخرج بتقرير أن بورصة دمشق التي لا تزيد قيمة تداولاتها على سعر منزل بريف دمشق، هي الأولى عربياً، بعد أن ورطت -الأرقام السورية- صندوق النقد العربي، الذي أعلن أن نسبة نمو الاقتصاد السوري 1%، قبل أن يتراجع ويصحح أن النسبة لا تزيد على 0.5% ليبقى الصندوق في حرج، بعد أن تاجرت حكومة الأسد بنسبته، واعتمدتها كمرجع، وبعد تقرير “الإسكوا” الذي قال إن نسبة النمو -6% “سلبية” . ربما يكون بعض الكذب مبلوعاً على مضض، نظراً لعدم القدرة على إثبات العكس، فأن يقول نظام الأسد أن حجم خسائر الحرب ليس 200 مليار دولار، والدين المحلي ليس 11 مليار دولار حتى نهاية 2014، وأنه لا يشكل 97% من الناتج الإجمالي، كما تقول التقارير الدولية حتى نهاية 2015، أو يشكك النظام بحجم الديون لصالح إيران وروسيا، وبعدد المنازل التي هدمتها طائراته أو حتى يغالط في عدد العمال المفصولين، بتهمة تأييدهم للحرية. ولكن، أن يبلغ الكذب درجة التناقض ومن مصادر داخل الحكومة نفسها، فهذا ما يوقع المتابع في فخ التضليل، إذ من الصعوبة البالغة، الوصول لرقم واحد معتمد حول نسبة التضخم النقدي أو نمو الناتج المحلي أو البطالة أو عجز الموازنة، وخاصة إن علمت أن لا جهة إحصائية تصدر بيانات الحكومة سوى “المكتب المركزي للإحصاء”؛ وهذا المكتب لا يصدر أي رقم أو نسبة إلا بعد عام على الأقل من إمكانية أي استفادة منها. فلو تابعت نمو الصادرات السورية، وعدد المنشآت الصناعية التي عادت للإنتاج، وما تستضيفه دمشق من مؤتمرات ومعارض سياحية وتسويقية، فستدخل بمرحلة تأنيب الضمير على ظلمك لهذا الاقتصاد العملاق الصامد رغم سنوات الحرب الأربع، وتشكك بساعات انقطاع الكهرباء 20 ساعة يومياً، وزيادة الأسعار 11 ضعفاً، ورفع سعر حوامل الطاقة أكثر من 70% وبمستوى تضخم غير مسبوق أوصل الدولار لنحو 300 ليرة وبدولة تعيش، يوماً بيوم على جباية الإتاوات والديون الإيرانية المشروطة بتعويضها عقارات وعقوداً واحتلالاً.