جورج نهرا
تحوّل موسم القطاف لدى الاهالي في سهل الوزاني من نعمة إلى نقمة بعد تلف موسم المحاصيل الزراعية من خضار وفاكهة بسبب فقدان اليد العاملة السورية الناجمة عن الإجراءات التي اتخذتها الدولة اللبنانية بحق العمّال السوريين، إضافة إلى غياب خطط وسياسة الدولة لتصريف الانتاج سواء داخليا إو خارجيا، ناهيك عن إقفال المعابر الحدودية وعدم قدرة السوق المحلّي على استيعاب الكميات الهائلة التي ينتجها المزارعون الذين يستثمرون مئات الالاف من الدونمات في زراعة الخضار ومنها البندورة والمقتة والبطيخ والشمام والبطاطا، اضافة إلى زراعة الفواكه ولا سيما المشمش والدراق والخوخ.
قرار الحكومة اللبنانية الأخير بشأن تنظيم الوضع القانوني للاجئين السوريين في لبنان واجراءات الكفالة، دفعت مئات العمّال السوريين للمغادرة ما أثّر بشكل سلبي على القطاع الزراعي خصوصاً في سهل الوزاني الذي شهد في السنوات الماضية نمّواً زراعياً، إلا أنّه هذا العام يشهد أسوأ فصوله.
وأمل المزارعون أن يعي المسؤولين اهمية المشكلة الزراعية وانعكاسها على الواقع الزراعي وضرورة معالجتها، علماً بأن معظم هؤلاء يعملون في القطاع الزراعي في لبنان منذ ما قبل الأزمة.
وقال المهندس الزراعي سالم نديم ابو نعمه الذي يستثمر مع والده نحو 900 دونم في سهل الوزاني وسردا: إقرار الحكومة مبدأ الكفالة للعاملين السوريين تسبّب بخسارته نحو 300 عامل، فلم يتبقّ له سوى مئة غير قادرين على قطاف كلّ المواسم ما ادّى الى تلف اكثر من خمسين دونماً من المقتة التي بدأت تنضج يتم تلفها عبر اقتلاعها مع ثمارها، الى جانب المقتة حقول واسعة من البطيخ فتحوّل اصفراراً بسبب اشعة الشمس، وكذلك البندورة التي تسابق الوقت في النضوج والاحمرار والبطاطا.
صرخة المزارعين في منطقة سردا والوزاني هي صرخة القطاع الزراعي في لبنان الذي يعاني تحدّيات كبيرة اذا لم تتم معالجتها على اعلى المستويات فإن لبنان سيفقد ابرز مقوّماته الاقتصادية.