Site icon IMLebanon

البرازيل في مواجهة “حياة أو موت”

brasil-vs-venesuela

 

البرازيل في مواجهة “حياة أو موت” عندما تواجه فنزويلّا الليلة في غياب نيمار

تقرير خالد مجاعص

هل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل ستعود العجلات سنة إلى الوراء؟ وفي عبارة أخرى أكثر وضوحاً وواقعيّة، هل تودّع البرازيل منتصف فجر غد الإثنين بطولة الـ”كوبا أميركا” من الباب الصغير؟ وهل ستعود إلى بلاد الريو خلسة ومطأطأة الرأس؟

نعم، كلّ تلك الأسئلة والهواجس ستظهر تباعاً مع انطلاق مباراة البرازيل وفنزويلا في ختام مباريات المجموعة الثالثة من البطولة. فشبح ذكريات مواجهات البرازيل الرسميّة في غياب نيمار وفي مقدّمتها اللقاء المشؤوم بين البرازيل وألمانيا، عاد إلى أذهان لاعبي السامبا قبل جمهوره. فعلى أبطال العالم خمس مرّات، واجب خطف بطاقة دور ربع النهائيّ مجدّداً في غياب قائده نيمار، وهو في حاجة إلى الفوز ولا شيء آخر، إذا أراد راقصو السامبا متابعة مشوار البطولة. والملفت أنّ فرص كلّ فرق المجموعة متكافئة في بلوغ دور الثمانية مع تساوي المنتخبات الأربعة في عدد النقاط.

فتلك المباراة، قد تشكّل بأهميّتها، الفرصة الأخيرة للمدرّب كارلوس دونجا ليبقى على رأس الجهاز الفنّي للـ”أوريفردي” من عدمها، وذلك في حال تمكّن من إظهار قدرته على تخطّي المنتخب الفنزويلّي ليحافظ على هالته مرشّحاً قويّاً للقب كوبا أميركا، متخطّياً فقدان ساحره نيمار المعاقب بالإيقاف لأربع مباريات بعد تجاوزاته في مباراة كولومبيا، وهو ليس فقط اللاعب الأفضل في البرازيل إنّما أيضاً الكابتن الملهم لرفاقه في الملعب، وقائد يتحمّل إعادة زملائه إلى تخطّي الصعوبات في أيّ مواجهة. من هنا، أصبح يقيناً أنّه حان الوقت على دونجا إجراء تعديلات جذريّة في تشكيلته الأساسيّة، وتغيير طريقة لعب الفريق الدفاعيّة، والتي كانت تعتمد هجوماً على سرعة نيمار وتقنيّته لخطف الأهداف.

وفي قراءة لما يتناوله خبراء الكرة البرازيليّة، إنّ كارلوس دونجا لن يجازف بإيقاعه الدفاعيّ، وهو سيعتاد على محاولة السيطرة على وسط الملعب، ولذلك قد يعتمد على خيار مهاجم وحيد في التشكيلة الأساسيّة قد يكون روبرتو فيرمينيو، ومن خلفه قوتّه الضاربة التي ستتمثّل في إعطاء مهمّة قيادة الفريق إلى فيليب كوتينيو، إضافة إلى جناحين يمنحهما حريّة واسعة، أحدهما سيكون ويليان ( اللاعب الأفضل حاليّاً)، الذي في إمكانه خردقة الدفاعات إن كان من الجهّة اليمنى للملعب أو حتّى من الجهّة اليسرى، وقد يكون أيضاً إلى جانبه دوجلاس كوستا أو روبينيو النجم المخضرم الذي قد يفاجأ من خلاله دونجا تشكيلة فنزويلّا. وقبل نزولهما إلى الملعب، سيكون المنتخبان على علم بالنتيجة التي يحتاجونها للتأهّل إلى ربع النهائيّ، حيث أنّ مباراة كولومبيا وبيرو في الجولة الثالثة والأخيرة ستنتهي قبل ساعة من انطلاق مواجهتهما.

وبهذا السيناريو الدراماتيكي، اعتبر قائد دفاع اتلتيكو مدريد البرازيلي جواو ميراندا أن “الاهم في كرة القدم هو الفوز وليس “اللعب الجميل”. وذلك بردّ واضحٍ منه لكل من ينتقد مدربه كارلوس دونغا على اسلوبه الدفاعي. وأكد جواو ميراندا “سنثبت للجميع الليلة من هو المنتخب البرازيلي”، متوقعاً ان تلك المواجهة يمكن أن تشهد كل شيء حتى بعد نهايتها “.

ويخطط دونجا للدفع بمهاجم وحيد، روبرتو فيرمينيو، وخلفه صانع ألعاب سريع ولديه العديد من الامكانيات مثل فيليب كوتينيو، إضافة لجناحين يمنحهما حرية واسعة، أحدهما سيكون ويليان، الذي بإمكانه اللعب في الطرف اليمين أو اليسار، اعتمادًا على من سيزامله في الطرف الآخر، سواء دوجلاس كوستا أو روبينيو.

ويستعد لاعبو البرازيل للمباراة بجدّية تامة، نظراً لأهمية تحقيق الفوز لضمان التأهل عن المجموعة الثالثة، وللفرصة التي منحها لهم نيمار حيث أن غيابه يمثل فرصة لزملائه الآخرين ليكونوا هم أبطال الفريق.

لكن الوضع مختلف الآن عن العام الماضي عندما أثرت إصابة نيمار، أيضاً أمام كولومبيا، بطريقة سلبيّة على زملائه في المنتخب، ليتعرضوا إلى خسارة مهينة أمام ألمانيا ويودّعوا المونديال من نصف النهائيّ.

وقبل نزولهما إلى الملعب، سيكون المنتخبان على علم بالنتيجة التي يحتاجونها للتأهّل إلى ربع النهائيّ، حيث أنّ مباراة كولومبيا وبيرو في الجولة الثالثة والأخيرة ستقام مبكراً.

وقد أكّد المدافع البرازيليّ جواو ميراندا أنّ فريقه لا يريد أن يدخل في “حسبة برما”، وسيسعى إلى فوز أمام فنزويلّا لضمان التأهّل، معترفاً بأنّ المباراة “يمكن أن تشهد كلّ شيء”.