IMLebanon

هل يشهد الصيف تقنيناً كهربائياً قاسياً؟

ElectricityProduct
جوزف فرح
اذا كان الطلب على التغذية بالتيار الكهربائي سيصل الى 2900 ميغاوات وقد يتعدى الـ 3 آلاف ميغاوات، واذا كان مجمل القدرة الانتاجية الموضوعة على الشبكة لا تتعدى الـ1500 ميغاوات، فإن النتيجة التي سنصل اليها ان التقنين الكهربائي الذي تعتمده مؤسسة كهرباء لبنان مستمر وسيزيد خلال فصل الصيف تبعا لزيادة الاستهلاك في موسم الحر (الصيف) وفي شهر رمضان.
هذا في الوقت الذي كان المواطن موعوداً بتأمين تغذية 24 ساعة على 24 ساعة هذا العام بناء للخطة التي وضعها وزير الطاقة والمياه السابق جبران باسيل عام 2011، لكن الحسابات لم تطابق الواقع السياسي الذي يجب اخذه بعين الاعتبار دائماً، لأن العراقيل السياسية قد وضعت امام الخطة المهنية ومنها التأخير المتعمد في دفع الاموال اللازمة لذلك، وثانياً التأخير في بدء العمل بالاستثمارات الجديدة وهي بناء معامل جديدة في دير عمار والذوق والجية.
اذن التقنين الكهربائي مستمر هذا الصيف على ضوء المتوفر من القدرة الانتاجية وهي على الشكل الآتي: معمل دير عمار 437 ميغاوات، معمل الزهراني 303 ميغاوات، معمل الذوق 174 ميغاوات، معمل الجية 151 ميغاوات، معمل بعلبك 30 ميغاوات، معمل صور 30 ميغاوات، معمل الحريشة 33 ميغاوات، البواخر التركية التي لا تزال تنتج 250 ميغاوات، انتاج مائي (عند ساعات الذروة) 112 ميغاوات، فيكون مجموع القدرة الانتاجية الموضوعة على الشبكة حوالى 1520 ميغاوات في ما يتجاوز الطلب 2900 ميغاوات وهذا يعني المزيد من التقنين خصوصا اذا اتى هذا الصيف حاراً، وهذا ما سيؤدي الى زيادة الفاتورة الكهربائية التي تبقى ثابتة في مؤسسة كهرباء لبنان التي تدعم التعرفة ومتحركة لدى اصحاب المولدات الخاصة.
واذا كان الاستثمار الكهربائي شبه معدوم خلال السنوات الماضية فإن المؤسسة مستمرة في تطبيق تعرفة كهربائية على اساس برميل النفط بـ25 دولاراً بينما سعره الحالي 63 دولارا وقد وصل في بعض الفترات الى 110 دولارات، وهذا يعني المزيد من الخسائر، وقد تراجعت بعض الشيء على ضوء تراجع سعر برميل النفط، اضافة الى النقص في المحطات وخطوط النقل والتوزيع والاعطال المستمرة في معامل الانتاج نظرا لقدمها وتراجع عدد العاملين الفنيين في المؤسسة والتعديات على الشبكة والهدر الفني الحاصل وزيادة الضغط على الشبكة من خلال وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، وعدم قدرة هذه المعامل على وضع كامل القدرة الانتاجية على الشبكة. كلها عوامل لا تساعد على زيادة ساعات التغذية رغم المحاولات الحثيثة التي تقوم بها ادارة المؤسسة وخصوصا مديرها العام المهندس كمال حايك حيث بدأ اجتماعات في عدد من المناطق ضمن استراتيجية يعتمدها مجلس الادارة تقوم على عقد سلسلة اجتماعات بغية الاطلاع على سير العمل في المراكز التابعة للمؤسسة في هذه المناطق من دوائر التوزيع ومعامل الانتاج ومحطات التحويل، بهدف اتخاذ ما يلزم من اجراءات لتفعيل العمل في المراكز المذكورة ومعالجة المشكلات والعقبات التي يواجهها المسؤولون عنها في ادائهم للمهام المنوطة بهم، لا سيما في دوائر التوزيع حيث التعاطي المباشر مع المواطنين كي تقوم بدورها في تأمين الخدمة الافضل لهم…
مصادر كهربائية تؤكد انها ستعمل على التخفيف قدر الامكان من ساعات التغذية عبر وسائل عدة ومنها الطلب من البواخر التركية زيادة طاقتها الانتاجية من 250 الى 350 ميغاوات، الاستمرار في تطبيق الاصلاحات الضرورية على الشبكة وفي المعامل خصوصا في شهر رمضان، تخفيف الهدر قدر الامكان، وتفعيل الجباية. وقد ذكر ان الجياية ارتفعت حوالى 250 مليار ليرة في الفترة الاخيرة، لكن هذه المصادر تتخوف من عدم قدرة المؤسسة على تأمين ذلك في حال شهد لبنان موجات متتالية من الحر الشديد هذا الصيف. لكن المؤشرات تعتبر ايجابية حتى الآن حيث تساقطت الامطار فجر امس، مما ادى الى تخفيف استهلاك الطاقة وعدم استعمال المكيفات في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
واذا كانت المؤسسة لم تستطع تأمين الكهرباء 24 ساعة فإن المدير العام والموظفين يعملون بأقصى طاقاتهم ولكن ليس باليد حيلة في ظل انعدام التوازن بين الواردات والنفقات، وفي ظل الاستمرار في تطبيق تعرفة على اساس برميل النفط بـ25 دولاراً وهو بـ63 دولارا اليوم، وفي ظل الاستمرار في العجز المالي وتقنين وزارة المالية.