أوضح رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط أنه زار الأردن في مسعى لإنجاز مصالحة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، مضيفا أن إتصالات تجري بهذا الخصوص، بهدف أن تبقى محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية خارج النزاع.
جنبلاط، وفي حديث لقناة “بي بي سي عربي”، لفت إلى انه أجرى بالفعل إتصالات مع “جبهة النصرة” بعد حادثة قرية قلب لوزة في ريف إدلب، داعيا للتعامل بواقعية مع الأحداث في سوريا، ومناشدا فصائل المعارضة السورية المختلفة التوحد في إطار عسكري مشترك.
وأضاف: “نُحضّر للمصالحة فهي منطقة واحدة في النضال في العيش المشترك وفي الوحدة الوطنية سوف نرى الوقت المناسب لتفادي الوقوع في الفتنة التي يريدها النظام في دمشق، وهناك أقلية من العرب الدروز في منطقة إدلب وقد خسر النظام كل هذه المناطق إلى جسر الشغور. حدثت هذه المجزرة المستنكرة لكن في النهاية لا مجال إلا أن نتأقلم مع الواقع هناك عدة تنظيمات مسلحة منها جبهة النصرة وجيش فتح وغيرهم وعندما نرى المشهد السوري وكيف أن أكثر من سبعة ملايين من السوريين مهجرين في بلادهم إلى جانب المهجرين في الأردن ولبنان وتركيا ندرك كم أن المأساة هائلة، لذا أحاول من خلال العلاقات مع تركيا أن يكون الجو مناسباً بين العرب الدروز في شمال سوريا والمحيط”.
ورداً على سؤال، أكد جنبلاط أن من يدعو إلى التسلح إلا “حزب الله” وإيران عبر بعض الأدوات اللبنانية؟ من الذي يدعو للتسلح إلا هؤلاء وماذا يخسرون؟ لا شيء. وتابع: “ذهبت إلى الأردن كي أجد حلاً معيناً وكي تكون تلك المنطقة منطقة مصالحة، وهناك إتصالات مع بعض قادة النصرة والشخص الذي تسبب بالمشكلة في إدلب هو “أمير” غير سوري بل تونسي، وقد صدر منهم بيان إعتذار وهذا غير كافي، لكن ربما يفتح المجال أيضاً للمصالحة في تلك المنطقة، ولقد عين “أميراً” سورياً في تلك المنطقة كما قيل لي في شمال سوريا”.
وجزم بأن “النظام السوري لن يبقى لكنه سوف يستميت في التدمير وخلق الفتنة، لذلك لا بد من التعاطي بواقعية مع كل الفصائل المسلحة على الأرض ونتمنى أن تتوحد في قيادة واحدة وطنية وتبني مشروعاً واضحاً لمستقبل سوريا قائم على إحترام الرأي الآخر والتعددية والتنوع، لكن هذا سيأخذ وقتً طويلاً”، معتبرًا أن “العامل الإسرائيلي يتلاقى مع العامل السوري وكلاهما كأنهما يريدان تأجيج الفتنة بين الدروز وجيرانهم وتحديداً أهل السنة. وكأن الاثنين يلتقيان في مشروع تهجير الدروز من أرضهم. غريبة هذه الصدفة”.
وشدد جنبلاط على أن “أهم شيء أن تبقى سوريا موحدة لكن أيضا على المعارضة أن تبني مشروعاً وطنياً يحفظ التنوع ويخرج سوريا من دوامة العنف، لكن لا نستطيع أن نطلب اليوم من المعارضة السورية هذا الأمر كون النظام لا يزال يستفحل في القتل والتدمير ودول أصدقاء الشعب السوري لا تفعل شيئاً”.
في الموضوع اللبناني، أكد أن ما حصل في سجن رومية مستنكر وأمل على وزير الداخلية نهاد المشنوق إتخاذ الأمر الحاسم بالنسبة لهؤلاء، لكن هناك تعطيل من قبل جهات سياسية معروفة يتعلق بالوصول إلى رئيس جمهورية توافقي، وهناك أيضا تعطيل لمجلس الوزراء وهذا أمر خطير ولعب بالنار ولا أعتقد أنه لمصلحة أحد.
وفي تغريدات عبر موقع “تويتر”، قال: “زار السويداء المدعو علي مملوك أي معلم ميشال سماحة واجتمع مع مشايخ العقل محرضا، وهذه وظيفته التحريض على القتل والاجرام، ومن جهة ثانية احد ابرز رموز الادارة الإسرائيلية أيوب القرا القريب جدا من نتنياهو ينشط يمنا وشمالا عارضا خدمات اسرائيل لمساعدة دروز سوريا، يا له من تلاقي غريب ومدروس بين علي مملوك وايوب القرا”.
وختم جنبلاط: “على عقلاء جبل العرب ان يستدركو حجم المؤامرة التي ترمي الى الايقاع بينهم وبين أهل حوران والعرب البدو في السويداء”.