بعد مرور أقل من 24 ساعة، على نشر موقع “العربية”، لخبر “صدمة في سوريا.. جثث المسيحيين معروضة للتصوير” والذي نشر أمس الاثنين، فجّر مقتل الشاب طوني بطرس، على يد أفراد ما يعرف بقوات الدفاع الوطني، في مدينة صافيتا التي تقع شمال شرق محافظة طرطوس الساحلية، قضية الدعم الذي يؤمّنه النظام السوري لعناصر وضباط “الدفاع الوطني” الذين ذكرت بعض الأنباء أنهم قتلوا الشاب بطرس بسبب وقوعهم في حالة سكر بسبب التناول المفرط للكحول.
وذكرت الأنباء أن الكنائس في المنطقة، قرعت أجراسها، مع الساعات الأولى لفجر اليوم الثلاثاء، بعد ورود أنباء عن مقتل واحد من رعيّتها، ومقتل أشخاص آخرين لم يتم تحديد هويتهم تماماً، إلا أن العدد يتراوح ما بين اثنين إلى 4 قتلى.
حاول منعهم من قتله.. فقتلوه معه!
وكانت المواقع المحسوبة على النظام السوري، قد نشرت أخبارا “موثقة” عن قيام “أفراد يتبعون لجهة ما” – جهة ما دون تسمية تعني طرفا مرتبطاً بالنظام- بقتل المواطن طوني بطرس، ومواطنين آخرين لم يحدد هويتهم. إلا أن واحداً من تلك المواقع، نشر القصة بتفاصيلها، حيث قال: “هناك (زعران-بلطجية) مسلحون يقطنون حيا اسمه بيت العكيزي، والناس تلقّبهم بأولاد دياب الراعي بالدفاع الوطني، قطعوا الطريق قصداً. وكان هناك شخص اسمه عماد جبور يريد أن يعبر بسيارته، فقال للزعران: ابتعدوا عن الطريق. فترجل مسلحو الدفاع الوطني من سيارتهم وقاموا بـ “دعس” الرجل. وكان في المكان شاب اسمه طوني بطرس سمع صراخ الرجل الذي تم دعسه، فتوسّل للمسلحين أن يتركوا الرجل، فقام عناصر الدفاع الوطني بإطلاق نار بشكل عنيف، فقتل المدعو عماد، بعد أن تم قتل طوني بطرس برصاصة في القلب. وهناك شاب ثالث اسمه عبود فايز الهديه، قتل بعد أن حاول ملاحقة المسلحين الفارين إلى ثكناتهم”.
وذكرت الأنباء المؤكدة، أن القوى الأمنية حاولت ملاحقة أفراد الدفاع الوطني بغية توقيفهم، إلا أن شهود العيان أكدوا أن معركة عنيفة وقعت بين الطرفين استخدم فيها رصاص كثيف وعنف غير مسبوق. ولم تذكر الأنباء نتيجة هذه المعركة وإذا كانت أدت لسقوط قتلى أو مصابين أو حتى توقيف مجرمي ميليشيا الدفاع الوطني.
النظام يسعى إلى “لفلفة” القصة
وكان نشر مواقع موالية للنظام، تفاصيل الجريمة التي راح ضحيتها 3 أشخاص، وتوجيه الاتهام الصريح إلى عناصر من الدفاع الوطني بارتكابها، مناسبة لاندلاع معركة لاتقل عنفا عن الأولى، حيث كشفت التعليقات عن سعي حثيث وعاجل لدى أطراف في النظام لسحب التهمة عن جيش الدفاع الوطني، خصوصا أن الاتهام جاء على مواقع ترتبط به ارتباطاً مباشرا، في الوقت الذي أدى فيه “مقتل مواطن مسيحي على يد قوات تتبع للنظام وتحظى بدعمه ورعايته” إلى إحراج من الصعب “لفلفته”، حتى لو كان السبب “تعاطي عناصر الدفاع الوطني للخمور -في رمضان- ووقوعهم بحالة سكر مما أدى لارتكابهم الجريمة” كما حاول بعض المتداخلين أن يصف الحادثة ويخفف من آثارها.
يشار الى أن محاولة النظام في سوريا إخفاء الواقعة، تسببت بمخاوف لدى بعض المصادر التي كانت أشارت إلى “تلاعب الأسد بالأقليات” فيحاول أولا، تلفيق التهمة لأطراف تناصبه العداء وتعارض حكمه، ثم يحاول أن يستخدمها في “حربه المسعورة لتصوير نفسه حامي حمى أقليات المنطقة” كما نقلت مرارا المصادر السابقة.
الموالون يتبادلون التهم والشتائم.. والمعلومات
التعليق الفوري الذي نشرته المواقع الموالية كان شتيمة مقذعة بحق الذات، بعد أن قام موقع موالٍ، باتهام صريح لقوات الدفاع الوطني.
وتستمر المعركة الافتراضية وتزداد عنفا، كلما مرت الساعات، ذلك أن الحادثة حصلت فجراً، ولم يتمكن كثير من المواطنين السوريين من معرفة الخبر.
ويذكر في هذا السياق، أنه لم يصدر أي بيان رسمي عن الحادثة، وآخر التفاصيل المعلنة في هذا الشأن، هو أن وفدا من كنائس المنطقة سيتوجه إما إلى محافظ طرطوس، أو رئيس النظام مباشرة، كما ذكرت بعض الأنباء.
وكل التوقعات تشير، كما عبّر متدخلون كثر، إلى أن حادثة مقتل طوني بطرس ومن معه، ستفجر قضية جيش الدفاع الوطني التابع للنظام، والذي تؤكد كل التقارير مسؤوليته عن غالبية أعمال الخطف والقتل والابتزاز والسرقة وبعض عمليات الاغتصاب والتحرش العلني بالنساء، في المنطقة الممتدة من بانياس، جنوبا على الشريط الساحلي، إلى مدن وريف اللاذقية في الغرب والشمال الغربي.