رأى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ان لبنان بحاجة الى رجال سياسة حقيقيين يعملون لانهاض البلاد من معاناتها السياسية والمعيشية والاجتماعية والامنية، والى رجال رحومين يتميزون بالتجرد من المصالح الشخصية والحسابات الفئوية، يتميزون بشجاعة تغليب الخير العام على الخاص وعلى الحزب والطائفة.
الراعي اضاف خلال جولة له في عمشيت “لبنان الدولة يحتاج الى رجال دولة يشعرون بمعاناة المواطنين وفقرهم الزائد وهموهم الكبيرة على غدهم، رجال دولة يخرجون الشباب الطالع من حال القلق ويساعدونهم على تأمين مستقبلهم، الدولة في حاجة الى رجال دولة رحومين يحترمون المؤسسات الدستورية، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية”.
وتابع: “لو تميز جميع نواب الامة بهذه الرحمة لوطن اعطاهم كيانهم وموقعهم كنواب حضروا جميعا الى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسا للبلاد وفقا للاصول الديمقراطية وعملوا على ايجاد مبادرات وحلول فعلية للخروج من الازمة الكبيرة التي نتخبط فيها”.
وتطرق إلى الاوضاع الراهنة فقال: “إن عالمنا في حاجة الى رحمة البشر، لأن ما نشهده اليوم في المجتمعات من حقد وبغض وانقسامات وحروب وتجن على الكرامات وكذب وتضليل واساءات على انواعها تبين كم ان الناس في حاجة الى قلوب مليئة بالمحبة والعطف والحنان لنستطيع ان نعكس صورة الله فيها”.
أضاف: “إن الدول بحاجة الى حكام رحومين لتوفير الخير العام، والى حكام رحومين يتجنبون في حكمتهم الحروب حيث نرى في بيئتنا المشرقية أن الرحمة مفقودة، فالكل يتكلم عن الحروب، ويرسلون سلاحا ومالا وتنظيمات ارهابية مدعومة تطرد الكائنات البشرية من بيوتها ويقتلون الابرياء من دون رحمة”.