ينتظر أهالي العسكريين المخطوفين بفارغ الصبر اي أخبار إيجابية تطمئنهم على مصير أبنائهم، خصوصاً بعد التهديدات الأخيرة التي وصلت اليهم بعد نشر أشرطة تعذيب سجناء رومية على مواقع التواصل الإجتماعي. فالأهالي المتعطشون لرؤية أبنائهم، يأملون من المعنيين بالملف الإسراع في حله دفعة واحدة، وعدم التأخير في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه مع الخاطفين، للإنتهاء من عذاباته الى أجل غير مسمّى.
حالة من الإنتظار والترقب طغت بالأمس على خيم الأهالي في ساحة الإعتصام، والذين أسفوا في حديث الى صحيفة «المستقبل» كون «التكتم في ما يجري في الملف ينسحب عليهم ايضاً على الرغم من أننا أم الصبي، فلا أحد من المعنيين يرد على اتصالاتنا ولا أحد منهم يريد مقابلتنا»، مجددين «ثقتهم بخلية الأزمة من أجل الإسراع في تنفيذ الصفقة المرتقبة وفك أسر أبنائنا في أسرع وقت ممكن».
وكشف حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، أن «أحد المقربين من الجماعات الخاطفة طمأن أهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش أن الخطر زال عن أبنائهم نتيجة الإعتصامات وقطع الطرق الأخيرة التي قاموا بها»، آملاً أن « يكون الأهالي قد تجاوزوا فعلاً هذا الخطر وأن لا يحصل اي شيء».
وأكد أن الأهالي لم يكونوا ينتظرون التهديد ليقوموا بأي شيء رفضاً لما جرى في سجن رومية من تعذيب للسجناء، وما له من انعكاسات سلبية على ملف أبنائنا، فهذا أمر مرفوض من قبل الأهالي بالمطلق، لأننا نحن بشر والسجناء بشر ولأن أبناءنا في الأسر بشر أيضاً، فهؤلاء لديهم حقوق ومن غير الجائز أن يُعاملوا بهذه الطريقة، وخصوصاً انهم مسلمون ومن بينهم مشايخ ومن المعيب جداً التعرض لكرامة المشايخ، لما يمثل الشيخ من هيبة وكرامة تتعلق بديننا الحنيف»، معتبراً أن «هناك قضية محقة وهي ملف العسكريين المخطوفين وهي تهم جميع اللبنانيين وكرامة هذا الوطن بشكل خاص والمعنيين فيه».
ورأى أن « من المعيب أن ننتظر بعضنا بعضاً على الأخطاء، والإنقضاض على بعضنا وتدمير مجتمعنا، فهذا الملف وغيره من الملفات التي تهم جميع اللبنانيين بحاجة الى تضامن بين جميع المعنيين من دون إستثناء»، مشيراً الى أن «البلد لا يستمر والملفات لن تحل قبل أن يفهم الجميع أن البلد لا يمشي إلا بوضع جميع الأطراف والمكونات والطوائف أيديهم بأيدي بعضهم».
ودعا المعنيين الى «إتقاء الله في هذا البلد وفي شعبه، وإلا فهم ذاهبون باتجاه تدمير هذا البلد ونسيجه الإجتماعي»، متسائلاً:» لماذا لا نعود كما كنا من قبل، لماذا نريد أن نطبق الأجندات الخارجية وندمر بلدنا بأيدينا ويدفع الشعب اللبناني أثماناً هو بغنى عنها ولا ذنب له بها؟».