تجددت الخلافات بشأن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، حيث أكدت مصادر أن الحكومة المصرية ألغت مذكرة التفاهم الموقعة بينها وبين رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، بشأن المشروع، في حين نفى وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي هذه الأنباء، مؤكداً أن مصر ملتزمة بإنجاز المشروع، البالغة تكلفته 90 مليار دولار منها 45 مليار دولار في المرحلة الأولى.
وكانت صحيفة “المصري اليوم” المصرية الخاصة، قد ذكرت في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، أن الحكومة المصرية ألغت مذكرة تفاهم العاصمة الجديدة مع المستثمر الإماراتي محمد العبار رئيس شركة إعمار الإمارات، موضحة أن خلافاً في وجهات النظر نشب بين الحكومة والعبار، الذي أسّس شركة كابيتال سيتي لتنفيذ المشروع.
وتأتي هذه التأكيدات في تلاشي أضخم المشروعات التي أُعلن عنها في المؤتمر الاقتصادي المصري، الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ في مارس/آذار الماضي، وذلك بعيد أيام من اعتراف الحكومة المصرية بوجود تعقيدات تعرقل المشروع.
إلى ذلك نقلت وكالة “الأناضول” عن مسؤول إماراتي، قوله إن ” شركة كابيتال سيتي بارتنرز الإماراتية لم تنسحب من تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر حتى الآن، ولكن تواجه صعوبات في مفاوضاتها مع الحكومة المصرية”، إلا أن مصادر إعلامية مصرية أكدت توقف المشروع بسبب خلافات عدة منها آلية تمويل المشروع وكيفية توفير تكلفته الضخمة، وما اذا كان سيتم الاعتماد على مصادر خارجية ام سيتم الاعتماد كاملا على القطاع المصرفي المصري، وتحدثت المصادر عن إصرار العبار على تأمين تمويل خارجي للمشروع بعيدا عن المصارف المصرية، وذلك بعد أن تحفظت هذه المصارف على توفير الجزء الأكبر من احتياجات المشروع التمويلية البالغة 90 مليار دولار، إضافة الى عدم قدرة بنوك مصر على تدبير هذا المبلغ الضخم فى ظل تراجع موارد النقد الأجنبي لديها.
وفي حين نفى المسؤول الإماراتي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، انسحاب الشركة الإماراتية من المشروع، أكد أن المفاوضات تمر حالياً بمرحلة وصفها بـ”صعبة للغاية، قد تهدد بانسحاب الشركة الإماراتية من المشروع نهائياً”، وهو ما يعني بحسب مراقبين إعلان مبطن عن إلغاء المشروع نهائياً.
وخلال مؤتمر شرم الشيخ، وقعت مصر مذكرة تفاهم لإنشاء العاصمة الإدارية مع شركة مثّلها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، الشريك المؤسس لشركة “كابيتال سيتي بارتنرز” منفذة المشروع.
وكان الإعلامي المصري مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن الخاصة القريبة من نظام عبد الفتاح السيسي، قد كشف في وقت سابق من الشهر الجاري في برنامجه “لازم نفهم”، على قناة “سي بي سي إكسترا”، عن وجود خلافات كبيرة بين الحكومة المصرية والمستثمر الإماراتي محمد العبار، وذلك بسبب رفض الأخير تمثيل مصر في الشركة التي ستقوم بتصميم وإدارة العاصمة الجديدة مقابل إعطاء مصر نسبة من الأرباح فقط.
ونقلت “الأناضول” في وقت سابق من الشهر الجاري، أن المستثمر الإماراتي طلب نحو 15 مليار دولار من المصارف المصرية تمويلًا على شكل قروض، وهو الأمر الذي لم يلق قبولاً من القاهرة التي رأته صعب التحقيق في الوقت الحالي، واقترحت توفير جزء منه من المصارف الخارجية.
وفي تطور خلافات المشروع العقاري الأضخم في مصر، كان مجلس الوزراء المصري أحال المفاوضات المتعثرة مع العبار إلى وزير الإسكان المصري، مصطفى مدبولي، بعد أن طلب المستثمر الإماراتي تعديل الاتفاق، ما يتنافى مع تصريحات سابقة لمدبولي، قال فيها، إن مصر ستمتلك حصة 24% من المشروع.