ذكرت صحيفة “السفير” معلومات مؤكّدة تفيد أنه قبل حصول عملية اقتحام لسجن روية في نيسان الماضي من جانب “شعبة المعلومات”، كانت التعليمات صريحة وجازمة بضرورة عدم التعرّض لاي سجين، حتى لو ضربة كفّ، تأمينا لعملية أمنية نظيفة تتوخّى عودة الهدوء الى المبنى “د” (كما حصل سابقا في المبنى “ب” في كانون الثاني الماضي)، والسيطرة على بؤر التمرّد، وتوزيع المجموعات المعتدية والخطرة لاحقا على اقسام السجن كافة.
وقد جاءت عملية اقتحام المبنى في 20 نيسان الماضي بعد مفاوضات شاقة قادت الى تحرير 12 عسكريا تمّ اختطافهم من قبل الموقوفين الاسلاميين إضافة الى طبيبين وممرّض، فكانت العملية أكثر من ضرورية لمنع تحويل المبنى “د” الى نسخة أكثر خطورة من المبنى «ب».
ووفق المعلومات، تسنّى لعسكريّين اثنين هما حبيب ج. (ظهر ملثما في الشريط) وعصام ش. (كشفت التحقيقات لاحقا وجوده في الغرفة ومشاركته في الضرب والتنكيل) التسلّل الى الغرفة التي كانت تضمّ عددا من الموقوفين المسؤولين عن عملية الشغب وإشعال الاسرّة والتعرّض للعسكريين بمواد حارقة. هؤلاء تمّ احتجازهم يومها في جناح في الطابق الثاني من المبنى الذي يتألّف من ثلاثة طوابق (كل طابق يتضمّن ثلاثة اجنحة)، فيما تمّ فرز عسكري واحد على باب الجناح لحمايته.
وفيما كانت العناصر الامنية الاخرى تتولى إكمال سيطرتها على باقي طوابق وأجنحة السجن تسلّل حبيب وعصام إضافة الى العنصر عبدو ص. (الذي قام بتصوير مشاهد الضرب والتعذيب) الى جناح الاسلاميين المحتجزين والذي انسحبت القوة الامنية منه لإكمال عملها في باقي المبنى.
وكانت حجّة المتسلّلين في تجاوز الطابق الاول ودخول الطابق الثاني تأمين لوازم الاقتحام للمجموعات الاخرى حيث كانوا يحملون بعض الذخائر والرصاص المطاطي وقنابل مسيّلة للدموع، لكنهم ما إن دخلوا الى الغرفة حتى انهال حبيب وعصام بالضرب على بعض المساجين (ظهر ثلاثة منهم فقط في الفيلمين).
وقد ادعوا في التحقيقات ان الدافع الاساسي لقيامهم بهذا الامر هو خروجهم عن طورهم بعد ان شهدوا على «احتراق» عدد من العسكريين أمام أعينهم بسبب إشعال المساجين اسرّتهم واستخدامهم مواد حارقة أدت الى وقوع عدد كبير من الاصابات في صفوف العناصر المقتحمة.
وفيما وجّهت اتهامات مباشرة للعنصرين حبيب ج. وعصام ش. بالتعذيب والضرب، وعبدو ص. بالتصوير والتكتّم على ما حدث، وحارس الجناح رضوان ع. بالتكتّم وإخفاء المعلومات عن رؤسائه، فإن العنصر الخامس وهو مأمون ن. متّهم أيضا بالاستحصال على الشريطين من حبيب ج. وعدم إفادة رؤسائه بالموضوع. وبالتأكيد ووسط الصخب في المبنى “د” والقنابل الصوتية وأصوات الرصاص المطاطي، فقد كان متعذّرا بشكل كامل سماع أصوات المساجين “المعنّفين” او معرفة ما يحصل داخل الغرفة.