أوضح مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أنّ “المشكلة الإقتصادية في طرابلس هي المشكلة الأم التي نتج عنها معظم المشاكل الإجتماعية حتى المشاكل الدينية او ما يسمى بمظاهر التطرف التي ظهرت في المدينة في بعض الأحيان”، مشدّداً على أنّ “طرابلس هي مدينة العيش الواحد المشترك”.
الشعار، وخلال إستقباله في منزله في طرابلس مدير منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا في جهاز العمل الخارجي الأوروبي هوغاريللي، قال: “الذي حدث في طرابلس ليس نتيجة التطرف الديني او انّها مشكلة طائفية، بل هي مشكلة إقتصادية بإمتياز إستطاعت بعض الأيادي الشريرة والأحزاب ان تستوعب كمية كبيرة من الشباب لإحداث مثل هذه الفتن، لكن أنا كنت مطمئناً انّ طرابلس قد تجاوزت كل هذه المحطات، لقد تجاوزت الفتنة الطائفية وتجاوزت الفتنة مع إخواننا العلويين، وتجاوزت الفتنة مع الجيش والتصادم مع الجيش، فقد كان يراهن على ان يكون هناك مرحلة صاخبة كان عنوانها التصادم مع الجيش ولكنّ طرابلس كانت اوعى وأكبر وتجاوزت كل هذه الفتن”.
وأضاف: “الآن يتم العمل على ان تكون هناك فتنة بين أبناء السنة ابناء الطائفة الواحدة، وقد طمأنت ممثل الإتحاد الأوروبي لكنّي ذكرت بأنّ الخطة الإنمائية لا بدّ من تطبيقها ولا بدّ من إستيعاب ما لا يقل على الفي او ثلاثة آلاف شاب في الجيش وفي قوى الأمن الداخلي وفي الأمن العام والجمارك حتى نخفف من وجود هذه المساحة الكبيرة من البطالة، وقد ذكرت انّنا نحتاج إلى دعم إقتصادي وتربوي وثقافي وضرورة وجود اندية وانشطة لإحتضان الشباب والشابات وإمتصاص طاقتهم من اجل تمتين العلاقة بين المواطن والدولة وتقوية مشاعر الإنتماء إلى الدولة”.
وختم الشعار: “لقد وعد ممثل الإتحاد الأوروبي بتقديم بعض المشاريع إلى طرابلس عبر البلدية وغرفة التجارة والصناعة، وسيكون لهذه المشاريع أثر وخاصة في موضوع المساجين”.
من جهته، قال هوغاريللي: “جئنا لنطلع على اوضاع طرابلس على الأرض، فلدينا قلق كبير عما يشاع عن إضطرابات تتخذ منحى طائفياً ولا سيما لجهة التطرف لدى الفئات الشبابية، ونود مدّ يد المساعدة لمواجهة هذه الظروف وهذا التطرف، وسوف نعمل لإيجاد أفضل الطرق لمتابعة دعم المشاريع في المدينة”.