رأت اوساط مراقِبة ان المناخ الذي عبّرت عنه الغضبة في الشارع رداً على تعذيب سجناء روميه والذي عكس شعور “القهر والإحباط” في هذا الشارع، تشكّل عامل ضغط أكبر على رئيس الحكومة لعدم التفريط بصلاحياته سواء في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء او تحديد جدول الأعمال بمعزل عن إصرار عون مدعوماً من “حزب الله” على رفض بحث اي بند قبل بت مسألة تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش مستبقاً بثلاثة أشهر انتهاء خدمة العماد قهوجي.
ورغم ان القضاء وضع يده على الملف من خلال بدء ملاحقة خمسة عسكريين متورطين بتعذيب السجناء واستمرار التحري عن القطبة المخفية المتعلقة بتوقيت تسريب الشريطين، لم تُخْف مصادر سياسية قلقها لصحيفة “الراي” الكويتية ما عبّر عنه هذا الملف ولا سيما لجهة وجود محاولات للإمعان في دفع الشارع السني الى بناء خطوط تماس مع “الدولة” ومؤسساتها الأمنية الواحدة تلك الأخرى وإيجاد شرخ بينه وبين قيادته المعتدلة اي تيار “المستقبل” وذلك لدفْعه الى منطق يسهّل على خصومه التعاطي معه “أمنياً” اذا اقتضت الحاجة ذلك مستقبلاً سواء لاعتبارات عسكرية تصل بتطورات محتملة في مناطق سورية متاخمة لشمال لبنان او لاعتبارات سياسية بحال انهيار نظام الرئيس بشار الاسد.
وما عزّز هذا الانطباع ما كشفه الوزير اشرف ريفي عن شريطين آخريْن رافقا تسريب شريطيْ رومية وقال انهما يظهران مجموعتين من “حزب الله” تنهال بالضرب على عنصر سني في القلمون، مع شتائم، علماً ان ريفي كرر اتهام الحزب بالوقوف وراء كل التسريبات للأشرطة وهو ما قابله “حزب الله” بردّ أسف فيه “لأننا بتنا نعيش في بلد تنحدر فيه المسؤولية إلى مستوى أن يرمي وزير العدل اتهامات من دون أي أساس ولا أي دليل (…) وأن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرب من مسؤولياته”، قبل ان يرّد وزير العدل بدوره مؤكداً ان اتهامه “مثبت”.