كاد الوضع الأمني في عين الحلوة يدخل “غرفة العناية المركّزة” حتى لاحت في الأفق أزمة أمنية ـ سياسية في صيدا تمثلت بعمليات حرق متتالية ومتعمّدة للافتات وشعارات رمضانية رفعتها “الجماعة الاسلامية” في المدينة، وهي تحمل مضامين عامة متعلقة بمناسك شهر الصوم.
ومن الواضح أنّ الجهة المسؤولة عن عمليات الحرق هذه تريد إشعال فتنة في المدينة ومنطقتها كونها تتقصد استهداف لافتات في مناطق حساسة ومتداخلة مذهبياً وديموغرافياً، لبنانياً وفلسطينياً، ومتنوعة سياسياً ومعروفة بكثافتها السكانية، وهذا ما يظهره مسار هذه العمليّات.
ففي المرّة الأولى قبل يومين تمّ احراق واتلاف لافتة لـ”الجماعة” مرفوعة بالقرب من “جامع الموصلي” عند مدخل تعمير عين الحلوة، وهي منطقة شعبية ومن بين سكانها والقاطنين فيها لبنانيين وفلسطينيين ومناصرين لـ”الجماعة” و”التنظيم الشعبي الناصري” و”حزب الله” وحتّى “سرايا المقاومة” وبعض المتوارين التابعين لأحمد الأسير.
وفي الأمس تمّ تشويه لافتة رمضانية ثانية لـ”الجماعة” رُفعت في منطقة القناية في صيدا من خلال الكتابة عليها عبارة “لا تنسوا معركة عبرا”.
في المقابل، تربط مصادر أمنيّة بين هذه العمليّات وتزامنها مع الذكرى السنوية الثانية لمعركة عبرا، مشيرةً إلى أنّها تواكب أيضًا ما كان قد أعلنه الأسير خلال تسجيل صوتي جديد أذيع خلال الساعات الماضية بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة عبرا والذي شنّ فيه هجومًا عنيفًا على “الجماعة” من دون بقية المكونات السياسية أو حتى ذكر لـ”حزب الله”.
وقد ركّز الأسير في هجومه على “الجماعة” على خلفية مواقفها من معركة عبرا ومنه شخصيًا وكيف كانت تتهجم عليه دائمًا وتتمنّى سقوطه وهزيمته وتنسق مع “المستقبل”.
الى ذلك، لم تصدر “الجماعة” أي موقف، لا ردًا على إحراق لافتاتها ولا على ما ورد على لسان الأسير من اتّهامات طالتها.
والصمت لم يكن حصرًا عند “الجماعة” وإنّما طال الأحزاب والتيارات السياسيّة كافة التي لم تصدر أي بيان تدين فيه عمليّة إحراق وتشويه اللافتات الرمضانيّة، فيما أجرت لجنة الاتصالات السياسية في “التنظيم الشعبي” اتصالاً بالمسؤول السياسي لـ”الجماعة” في صيدا الدكتور بسام حمود مستنكرة تعرض بعض اللافتات للتلف من قبل مجهولين.
ودعت اللجنة القوى الأمنية إلى التشدّد في منع أي محاولة للإخلال بأمن مدينة صيدا، مناشدةً لجنة القوى السياسية وقف حملات التحريض المذهبي التي لا تخدم إلا العدو.