أستفز الجزم بأن “جبران باسيل سيكون رئيساً للتيار الوطني الحر في 20 أيلول كثيرين في “التيار الوطني الحر” وفرض على المعارضين الوافرين لوزير الخارجية والمغتربين، أو الذين يصفون أنفسهم بـ”الاصلاحيين”، الانتقال بمعركتهم الى العلن في القريب العاجل من خلال اعلان رفضهم مبدأ التوريث السياسي وأن الامور لم تحسم في “التيار” لكي يصار الاعلان “قوموا تنهني”، بل الاصح أن باسيل لن يكون رئيساً بسهولة بل سيواجه تياراً واسعاً من العونيين ينتشرون على مساحة 16 ألف منتسب يفترض أن يشاركوا في أنتخاب الرئيس العتيد لحزبهم في تجربة هي الأولى على مستوى المنتسبين الى الاحزاب.
كتلة المعترضين تضم مجموعة واسعة جداً من النواب الحاليين والسابقين الى كوادر أساسية نشطة في “التيار” وجميعهم من المناضلين منذ البدايات الاولى وخاضوا غمار مرحلة العمل السري بأوجهه السياسية والعسكرية في مواجهة الاحتلال السوري والنظام الأمني المتعامل المرتبط به، وتالياً يملكون الكثير من الاحترام والتأييد في أوساط جماهير التيار وعصبه الشعبي ويشكلون كتلة صلبة ومتماسكة انتخابياً سواء في مواجهة باسيل الذي يأخذون عليه الكثير من الملاحظات التنظيمية والحزبية في مسيرة التيار خلال الاعوام العشرة الماضية وخصوصاً منذ عودة العماد ميشال عون من المنفى الفرنسي، وبدء مرحلة العمل العلني. أضافة الى ذلك فأن هذه الكتلة قررت على ما يبدو ان تخوض غمار العملية الانتخابية ولن تسمح بتزكية باسيل الى الرئاسة منفرداً بل سيكون لها مرشح قوي يمتلك كل شروط قيادة التيار وجماهيره ويشكل منافساً قوياً للوزير باسيل.
الكلام لدى الاصلاحيين، أن التيار الوطني الحر أمام تحد كبير لتأكيد ثباته على مواقفه وافكاره السياسية وخصوصاً ان العماد ميشال عون أفنى عمره في الكلام عن رفض التوريث وانتقاد الاقطاع السياسي والعائلي في لبنان وتأكيد انتمائه الى مدرسة اخرى مخالفة لهذا المنطق، فإذا به يعكس كل مساره ويتجه الى التوريث ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات على جماهير التيار وقواعده الشعبية الخارجة في معظمها من تحت عباءة الاحزاب المسيحية التقليدية والاقطاعية. والرهان لدى الاصلاحيين اوالمعترضين على رئاسة جبران باسيل، ان “التيار” شكل دائماً حالة مميزة في محيطه المسيحي واللبناني وهذا ما شكل دفعاً كبيراً له في استقطاب التأييد الشعبي العارم، لكن انتقال السلطة من العماد ميشال عون الى باسيل بهذا الشكل سيؤدي الى خسارة التيار هالة معنوية كبيرة كان يعول عليها لتحقيق التمايز والتقدم على سواه من الاحزاب والتيارات.
والانتخابات أيضاً برأي الاصلاحيين استفتاء داخلي على مشروعين لا ثالث لهما، ولا يقبلان الحل الوسط، المشروع الاول تقليدي واختبره اللبنانيون في انماط السياسة اللبنانية العائلية ويمثله الوزير باسيل في التوريث السياسي، ومشروع أخر ديموقراطي يهدف الى انتاج حزب مؤسساتي يعتمد الانتخابات وتداول السلطة والشفافية واحترام القواعد الشعبية نهجاً له. ويؤكد المعارضون ان تركيبة التيار وكوادره وجماهيره مختلفة تماماً عن الأحزاب الأخرى ولا يمكن ان ينحو منحى احزاب الكتائب مع آل الجميل والوطنيين الأحرار مع آل شمعون ولا “المردة” مع آل فرنجية، والمرشح القوي جداً في وجه جبران باسيل أنما يستند الى هذه القاعدة الاساسية من المحازبين الذين يؤمنون فعلاً بالحاجة الى تأطير “التيار الوطني الحر” وتنظيمه وتفعيل حضوره قبل ان يلقى مصير الاحزاب الأخرى.
وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة “السفير” أن وزارة الداخلية ردت النظام الداخلي الجديد لـ”التيار الوطني الحر” الذي يفترض أن تجري على اساسه انتخابات ايلول المقبل، وذلك لأسباب تقنية وليست سياسية.