Site icon IMLebanon

نداء 25 حزيران: اللقاء خطوة أولى ناجحة والتصعيد لتفادي الانتحار

25JuneCall
سلوى بعلبكي

في منطقة تقف على حافة المصائر التاريخية بين احتمالات التفكك والفوضى وتختبر شعوبها الحياة والموت في وقت واحد، يصمد لبنان على الخط الفاصل بين زمنين واحد للأمل وآخر لخيبة الأمل. هذه المقدمة جاءت في “نداء 25 حزيران” الذي اطلقته قوى الانتاج من “البيال” فكان بمثابة صرخة حتى لا ينزلق لبنان نحو الهاوية.

على رغم ان هذه الصرخة مدوية وموحدة، الا ان العديد من المشاركين سأل: ماذا بعد؟ وهل ستنحصر هذه الصرخة في “البيال” حيث اطلقت، أم أن صداها سيصل الى مسامع المسؤولين فينتخبوا رئيسا للجمهورية “يجمع الاوصال ويرمم المؤسسات”؟ وماذا لو ان هذا النداء كان كغيره من النداءات التي اطلقتها الهيئات الاقتصادية ولم تلق أي تجاوب؟ الاجوبة عن هذه الاسئلة اختصرها النائب روبير فاضل الذي اطلق فكرة التحرك، اذ شدد لـ”النهار” على اهمية ابعاد التحرك عن السياسة لانها الخطر الوحيد على هذه الحركة. فالمجتمعون ليس همهم من هذا اللقاء تحقيق مطالب قطاعاتهم، بل أن صرختهم جامعة لعل اهل السياسة يسمعون ان البلد اصبح على وشك الانهيار، فيسيروا المؤسسات حتى لا يقع لبنان في المحظور”.
وأهمية هذا اللقاء برأيه، انه للمرة الاولى، يتم جمع كل مكونات المجتمع المنتج وليس الهيئات الاقتصادية فحسب. فالخطر على هذه الحركة ان نقول انها حركة الهيئات او النقابات، والخطر الآخر ان نقول ان هذه الحركة تخص 8 أو 14 آذار. هذه الحركة تخص الجميع خصوصا حيال مطلب انتخاب رئيس الجمهورية الذي يطالب فيه جميع الافرقاء”.
‘ولأن فاضل مقتنع بأن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون أكثر صعوبة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وستزداد سوءاً، لذا فإن التصعيد وسط هذه الظروف يبدو حتمياً، هذه خطوة أولى ناجحة، وسنصعد ونضغط تدريجاً حتى يسمع من كان به صمم”.
وفي اللقاء كانت كلمات لـ15 شخصية من القوى الانتاجية بمختلف قطاعاتها: أصحاب العمل والعمال والنقابات والمهن الحرة وهيئات المجتمع الأهلي، النائب روبير فاضل، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، رئيس اتحاد غرفة التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، نقيب المحامين جورج جريج، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، نقيب الاطباء أنطوان بستاني، حياة أرسلان (عن المجتمع المدني)، رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل، نقيب المهندسين خالد شهاب، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعية التجار نقولا شماس، نقيب الصيادلة ربيع حسونة، ورئيس المؤسسات السياحية بيار الأشقر.
واذا كانت الكلمات أجمعت على صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي باتت تهدد مكونات المجتمع اللبناني وتدفعه نحو الانتحار، فإن النداء الذي تلاه عربيد نيابة عن كل الحاضرين وضع الاصبع على الجرح، واختصر المخاوف التي تنتاب الجميع في حال بقيت المؤسسات الدستورية معطلة. “فالاستقرار النسبي وعدم الخروج عن المبادئ الوطنية التأسيسية ووثيقة الوفاق الوطني يحييان الأمل بالمحافظة على الكيان والصيغة والنظام وسط عواصف الجوار، فيما الشلل وتدمير المؤسسات الدستورية وإعاقة الانتاج وممارسة ترف الرقص السياسي فوق البركان، عوامل تضاعف الخشية والخيبة من القضاء على المستقبل”.
وفيما يسأل البعض عن ماهية التحرك وأهدافه في بلد “لا حياة لمن تنادي فيه”، بدأ عربيد النداء بالقول: “لا حياة لمن لا ينادي”، ليكمل بعدها الجواب بالقول: “لان الاقتصاد ليس إلا جوهر السياسة، على السياسة أن تكون في خدمة الاقتصاد ومصالح المواطنين، ولأن الدولة هي الإطار الضامن للمجتمع الحر والمزدهر والمتعدد وهي إطار العيش سوياً، ولأن العجز السياسي يؤدي الى زيادة العجز المالي والعجز عن مكافحة البطالة والهجرة، وكي لا يفوتنا المؤجل في النمو والاعمار والقروض والقرارات، وكي لا يصبح لبنان مقرّاً للنازحين ومستقرّاً للاجئين ومنطلقاً لتصدير الكفايات وعموم اللبنانيين، لهذا كلّه فإن قوى الانتاج التقت للتحذير من تحوّل الفراغ الموقت الى مأزق دائم يقضي على كل أمل بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي والوطني”.
أمام هذا الواقع، ولأن القوى التي اجتمعت في “البيال” هي “المؤتمنة على لقمة العيش وعلى مفاصل الاقتصاد والنموّ، عاهدت الجميع على مقاومة سلوك النحر والانتحار والانتظار”، داعية اللبنانيين الى “مؤازرتها في الضغط لإعادة إحياء المؤسسات وفي مقدّمها رئاسة الجمهورية وتالياً دورة الحياة الطبيعية”.
ختام النداء حضّ على رفض المراوحة التي تعني “التراجع القاتل”، ثم دعوة الى اكمال “مسيرة الحياة لنبدأ التحسين والتطوير والتقدّم. فلنكتب تاريخنا كي لا يكتبنا التاريخ”. بعد هذا “النداء الجامع”، ستبدأ الاجتماعات المكثفة مع ممثلي مكونات المجتمع، لكي تتخذ الخطوات التالية، والتي لم يستبعد فاضل أن تصل الى حد الاقفال العام.
وماذا لو تم انتخاب رئيس للجمهورية في الفترة القريبة؟ يؤكد فاضل “أنه مع انتخاب رئيس سنبعد عنا الأزمة التي نعيشها والتي تهدّد كيان لبنان، في موازاة معالجة هادئة لكل المشكلات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى”.