Site icon IMLebanon

الشعار: من سرب افلام التعذيب هدف إلى تجييش المشاعر المذهبية ليحدث فتنة “سنية سنية”

Moufti-malek-chaar

أقامت نقابة المهندسين في طرابلس حفل إفطارها السنوي بمناسبة شهر رمضان المبارك في مطعم “بيتنا” بحضور مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، رئيس أساقفة طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، نقيب الأطباء الدكتور إيلي حبيب، نقيب المحامين فهد مقدم، نقيب اطباء الأسنان الدكتور اديب زكريا، نقيب المهندسين ماريوس بعيني وحشد من النقباء السابقين والمهندسين.

وعقب الإفطار أقيم إحتفال رحب في مستهله أمين سر النقابة المهندس مرسي المصري ثم القى النقيب بعيني، ثم تحدث المفتي الشعار فقال: “مبارك علينا وعليكم هذا الشهر الكريم ورمضان شهر تهدأ فيه النفوس ويعود الناس فيه إلى ضمائرهم وكثيرون هم التائبون الذين يعودون إللى رشدهم في رحاب هذا الشهر الأغر ومثلكم يزداد إيمانا وترقيا وعطاء ، وفي هذا المناخ ومع هذه الأجواء العابقة بالصفاء والوداد والتقارب يجدر بنا ان نعود إلى انفسنا ،لنتواصل في المبنى والمعنى معا أي في الكلمة والعمل على حد سواء ،التواصل بين ابناء المجتمع مطلب أساسي وهدف سام ،غاية نبيلة ينبغي ان نعمل من اجلها جميعا،لأن التواصل يعني إتحاد الكيان ورص الصفوف والتجانس في الكلمة والموقف معا، هذا التواصل هو سمة العقلاء ،والمثقفين والمتدينين والذين يعرفون ربهم والذي احبوا وطنهم والذين يعملون دون كلل او ملل من أجل الحفاظ على امن بلدنا وإستقراره وعلى وحدة كياننا وبقائه وإستمراره”.

أضاف: “هذا التواصل ينبغي ان نحيطه برعاية وإهتمام وأن لا نقلل له من شأن إطلاقا ،وكنت اود الحديث إليكم عن فلسفة وجود النقابات ودورها وأهميتها في العالم المتحضر والمجتمعات المتقدمة ، لكني آثرت أن أنتقل إلى قضية الإعتدال وأن انتقل وإياكم إلى وجودنا العربي وإلى وجودنا اللبناني، فشرقنا العربي وشرقنا الأوسطي مستهدف نهذا الشرق الذي نعيش فيه مستهدف صباح مساء من أياد شريرة ومن دول معادية للسلم وللإنسان ولحقوق الإنسان في الحياة”.

وقال: “لا نستطيع ابدا ان نغض النظر عن هذا الإستهداف ولو كان في مطلق بلد عربي لأن وجودنا العربي وجود متكامل مترابط متجانس وكل بلد يسند جاره ويقوي الذي بجنبه وكل لبلد بلحمته ولحمة وجوده وكيانه إنما يحفظ البلد المجاور لهن من هنا تأتي أهمية اليقظة والإنتباه إلى ما يحدث في محيطنا العربي حتى ندرأ الشر عن أنفسنا وحتى نحفظ لهذا الشرق تألقه وإزدهاره وتقدمه وتحضره وإحتضانه للحضارات بل للديانات السماوية كلها التي أنزلها الله تعالى رحمة لبني آدم ورحمة لعباده ورحمة للعالمين”.

واردف قائلا: “لا بد من يقظة واعية وإهتمام بالغ حتى نحفظ لهذا الشرق كيانه ووجوده ،وهذا الإهتمام الكبير لم يشغلنا يوما عن وطننا الأم لبنان الذي نعيش فيه ونحيا ،لبنان وطننا ،لبنان بلدنا وبيتنا ،لبنان نحن ،لبنان هو الكيان الذي إرتضيناه بلدا نهائيا مسلمين ومسيحيين على مساحته من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، هذا البلد يحتاج منا إلى أن نرحمه وأن نتلطف بحاله وأن نحتضن مشاكله وأن لا نزيد العبء عليه حتى لا نهدد السفينة بالغرق ،وبالخرق الذي ينذر بغرقها وهلاكنا وذهاب وجودنا لا قدر الله”.

وتابع: “قيمة الحديث اليوم أنه مع نخبة منتقاة من شريحة الوطن مع المهندسين ونقابة المهندسين وأسر المهندسين ،وقينة الكلمة اليوم مع شريحة واعية إلا أنه يجب علينا ان نحدد موقفا واعيا وأن نقوم بضغط معنوي وأن نمارس عملا إيجابيا من أجل الوصول إلى حتمية إنتخاب لرئيس جمهورية جديد حتى يعود للوطن رأسه وعقله وقائده ومدبر أموره،وأنتم لكم دور كبير في أن يكون لكم موقف إيجابي معنوي ضاغط على السياسيين وعلى المسؤولين في لبنان حتى لا يشعر المسؤول أنه بعيد عن ضغط المجتمع عليه أو أنه بعيد عن ضغط النخبة الواعية عليه، لأن كل مسؤول وكل وزري وكل نائب وكل مرجعية دينية او سياسية مطلوب منها اليوم أن تبادر إلى موقف من أجل الوصول إلى إنتخاب رئيس لجمهورية لبنان يرضى عنه اللبنانيون ويتحقق معه الأمن والإستقرار والإزدهار”.

وقال: “أما طرابلس هذه المدينة الأبية الصامدة رغم الإهمال عبر سنوات طوال ورغم إهمال لمرافقها ومرفئها ولمعرضها ولمطارها ولمنشآت النفط فيها ،ورغم الإهمال الشديد حتى لطرقاتها برهنت أنها مدينة لبنانية بإمتياز ،عاصمة الوطن الثانية ، عاصمة الصمود وعاصمة الإباء والنضال ، هذه المدينة تجاوزت كل المحن التي مرت بها وكادت أن تعصف لولا العقلاء أمثالكم ولولا المثقفون والحكماء ،هذه المدينة تعرضت إلى محطات متعددة من أجل ان تكون فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، إعتدي على بعض الكنائس وعلى بعض الرهبان من اجل تفجير المشاعر المذهبية والطائفية والدينية ولكن العقل كان أكبر والحكمة لجمت كل الغرائز وكل ردات الفعل، وبقيت طرابلس عصية على الفتنة الطائفية بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين”.

أضاف: “وإنتقلوا بنا إلى فتنة ثانية بين السنة والعلويين وكأن معارك طاحنة عبر التاريخ قتلت أبناءنا أو نساءنا أو رجالنا ،طرابلس تجاوزت المحنة والفتنة وإتضح لدى العالم ولدى اللبنانيين جميعا انه في اليوم الأول الذي بدأت فيه الخطة الأمنية تعانق ابناء التبانة مع أبناء جبل محسن إجتمعوا جميعا في يوم كان بمثابة عرس، وتبادلوا الأناشيد والأغاني والزغاريد وعاد الإخوة إلى بعضهم وإحتضن الجميع بعضهم بعضا ،وإتضح لدى الجميع ان المعركة بين التبانة وجبل محسن معركة دخيلة ومفبركة وليست من أبناء المدينة وليست ثمرة خلاف بين ابناء التبانة وجبل محسن على الإطلاق، ارادوا ان ينقلونا ثالثة إلى فتنة مدمرة هي التصادم مع الجيش وكأن ابناء التبانة او أبناء جبل محسن والقبة وكأن ابناء طرابلس على خلاف مع الجيش وقيادته ومع قوى الأمن وقيادته”.

وتابع: “في اليوم الأول الذي بدأت فيه الخطة الأمنية إستقبل اهل التبانة والقبة والزاهرية عناصر الجيش بالأرز والأناشيد وماء الزهر والزغاريد لأن الجيش عندنا هو العمود الفقري لهذا الوطن ولن يكون وطن إذا يقم جيش وطني كالذي يرعى الخطة الأمنية في طرابلس وبقية المناطق”.

وقال:”اليوم أرادوا ان ينقلونا إلى فتنة رابعة إلى فتنة سنية سنية من خلال نشر الأفلام التي عرضت علينا وربما معظمنا شاهدها وتحمل إلينا صور التعذيب ،والتعذيب لغة وحالة وعمل همجي لا علاقة له بالإنسانية أبدا ولا بالدين ولا بالقيم ولا بحقوق الإنسان. نحن امة لا تعرف التعذيب لا مع الحيوان ولا مع البشر والإنسان فما نقل إلينا جريمة نكراء لا بد من أن يحاسب الفاعلون ولكن لا يجوز أن تكون سببا لردات فعل عمياء ،تقطع فيه الطرقات أو تحرق فيه الدواليب او تسقط فيها الحكومات والوزراء ونحن نعلم أن من سرب هذه الافلام إنما فعل ذلك من أجل ان يجيش المشاعر المذهبية والإنسانية ليحدث خللا في بلدنا حتى يعود البلد إلى حالة من الهيجان والهرج والمرج وإلى حالة من التقاتل وردات الفعل”.

وختم: “طرابلس تجاوزت هذه المحنة وأعلن المسؤولون فيها وكنت واحدا من هؤلاء حيث إتصلت بدولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الداخلية ومعظم القادات السياسية لأنه لا بد من إنزال العقوبة بكل من إعتدى على مطلق سجين أيا كان مذهبه وإنتماؤه لأنه إنسان ولأن التعذيب الذي رأيناه يخالف قانون لبنان وشرعة حقوق الإنسان ،ولا بد هنا أن احيي مدينة طرابلس على هذا الوعي الذي يسودها ورباطة جاشها على أنها تعالت على كل الجراحات لأنها تريد للوطن أن يسلم من جراحه ويتعافى من آلامه ولأنها تريد ان تدفع الوطن إلى الأمام”.