لا يزال أهالي العسكريين المخطوفين يعيشون في دوامة من الانتظار، وسط التخبط الحاصل في ملف أبنائهم بين الحكومة والجماعات الخاطفة، والتكتم الحاصل فيه. ونتيجة لهذا الأمر، ينتظرون أي خبر من هنا أو هناك يتعلق بمصير أبنائهم على أحر من الجمر، حتى لو كانت هذه الأخبار غير صحيحة، كالغريق الذي يتعلق بقشة.
وشددوا في حديث الى «المستقبل» الخميس، على أنهم أم الصبي، وهم الأولى بمعرفة آخر الأخبار وما وصل اليه ملف التفاوض يوماً بيوم، والتكتم يجب ألا ينسحب عليهم أيضاً أو يكمّ أفواههم. وأكدوا أن «وتيرة التململ بدأت ترتفع في صفوفنا، فنحن لدينا طاقة محددة على الاستيعاب والتحمل، وعلى المعنيين ألا يلوموننا إذا قمنا بأي تحرك يزعج خاطرهم، فقد طفح الكيل وكل ما نطلبه هو عودة أبنائنا بصحة جيدة».
وقال حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف: «كل يوم يمر تزيد نسبة القلق فيه لدى الأهالي على مصير أبنائهم، وهذا ناتج عن الغموض والتكتم الحاصل في الملف سواء من ناحية جبهة النصرة أو من ناحية تنظيم داعش«. وأشار الى أن «الروايات التي تتناقلها بعض المواقع جعلتنا نعيش حالة من الضياع، وبتنا لا نعلم إذا كنا نصدق أن طرفاً من الأطراف سوف يقطف ثمرة المفاوضات، أو أن فريقاً آخر أوقف صفقة معينة مقابل أرواح خمسة وعشرين عسكرياً، فهذا الأمر غير مقبول ومرفوض كلياً».
وأوضح أن «الغموض الذي يلف ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش، غير مقبول وغير مقنع، لأنه يستحيل أن لا تكون هناك أي اتصالات مع هذا التنظيم عبر المفاوضين السريين والقنوات السرية»، مؤكداً أن «هذا الغموض مرفوض من قبلنا لأننا نحن أم الصبي والأولى بمعرفة آخر الأخبار وما وصل اليه ملف التفاوض في هذا السياق».
أضاف: «ما يهم الأهالي هو عودة جميع العسكريين الى أهلهم وذويهم سالمين غانمين، وبعد ذلك لكل حادث حديث. ولكن بعد أن تستنفد الطاقات لا تلوموا الأهالي على ما سيفعلونه».
وأشار الى أنه يسعى الى التواصل مع كل المعنيين بملف العسكريين المخطوفين سواء في الداخل أو خارج الحدود، «لكنني حتى الساعة لم أحصل على أي معلومات يمكن أن تبرد قلوب الأمهات والزوجات والأخوات«، سائلاً:» ما الدافع الى الانتظار طالما أن الملف منتهٍ عند خلية الأزمة وجرى التوافق مع جبهة النصرة على كل شيء حول الصفقة؟، فهل هناك تأخير من الوسيط القطري أو مناورة من الجبهة؟».
ولفت الى أن «هذه الأسئلة لا جواب لها لدى الأهالي، وهي برسم خلية الأزمة لتوضيح سبب التأخر والانتظار في تنفيذ صفقة التبادل»، آملاً «أن ترأف الدولة بنا وتعمل على حل الموضوع في أسرع وقت ممكن بفضل هذا الشهر الكريم ويكون العيد عيدين بالنسبة الى الأهالي».
من جهتها، أكدت صابرين كرمبي، زوجة العسكري المخطوف زياد عمر، في حديث الى إذاعة «الفجر»، أن «الحكومة وخلية الأزمة الوزارية لا تتواصلان مع أهالي العسكريين المخطوفين ولا تطلعهم على تطورات الملف«، موضحة أن «آخر ما اطلع عليه الأهالي من الإعلام هو المعلومات عن صفقة ترعاها قطر وتركيا للإفراج عن العسكريين إضافة إلى تصريح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بأن المفاوضات انتهت بانتظار آلية التنفيذ وتحديد الزمان والمكان، في حين صدر عن جبهة النصرة بأن المفاوضات لم تصل إلى النهاية وأن الأجواء إيجابية».
وأشارت إلى أن «الأهالي ضائعون بين الطرفين، وهم يثقون بقدرة اللواء إبراهيم على حل الملف، إلا أنهم ضاقوا ذرعاً من الانتظار خصوصاً أنهم أملوا إنجاز الصفقة قبل شهر رمضان المبارك»، لافتة الى أن «زيارات بعض الأهالي للمخطوفين لدى جبهة النصرة تمت فقط لعدد منهم من طوائف معينة».
وعن تحركات مقبلة للأهالي، اعتبرت أن «كل التحركات من قطع طرق وغيرها في السابق لم تؤدِ إلى نتيجة»، مؤكدة أن «المطلوب هو خطوات من الحكومة، وعلى من يقال إنهم يعرقلون التفاوض إبعاد الملف عن السياسة والنظر إليه من زاوية إنسانية».