Site icon IMLebanon

اجراءات فرنسية “فوق العادة” في مواجهة الارهاب

لم تُجدِ كل حالات التأهب التي اعلنتها فرنسا تحسبا لهجمات قد يشنها متطرفون إسلاميون في أراضيها، بعد حادث صحيفة “شارلي إيبدو” الذي ادى الى مقتل 17 شخصا منذ نحو 6 اشهر، واثر دعوات كان أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية في ايلول الماضي لاستهداف رعايا الدول التي تشارك في قصف مواقع التنظيم في العراق. فالهجوم الذي استهدف امس منشأة صناعية قرب ليون، ونفذه متشدد اسلامي وضع فرنسا مجددا في مواجهة ارهاب “داعش” واستتباعاتها في عقر الدار الاوروبية، واستنفر اجهزتها السياسية والامنية لقطع الطريق على اي عمل من هذا النوع، عبر سلسلة اجراءات ردعية يفترض ان تؤدي الغرض.

واوضحت مصادر سياسية لبنانية قريبة من مراكز القرار الفرنسي لـ”المركزية” ان اجتماعي مجلس الوزراء المصغر اللذين انعقدا امس واليوم برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي قطع مشاركته في القمة الاوروبية عائدا الى باريس بعد الهجوم، اتخذ مجموعة اجراءات وصفت بالصارمة والنوعية ازاء الفرنسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الارهابية والمناصرين الذين يفكرون بالالتحاق او اولئك الذين عادوا الى فرنسا بعد التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية وغيرها بحيث ستعمد الجهات السياسية والامنية والقضائية المختصة الى اجراء التعديلات القانونية الواجبة على التشريعات القائمة التي تتيح هامشا اوسع من المراقبة والمحاسبة لاصحاب الفكر المتطرف والساعين الى تعميمه.

وقالت المصادر ان ابرز هذه الاجراءات سيتناول:

التشدد في المراقبة والتحقيق مع ائمة المساجد في شأن كل ما يتصل بالجهات التي تقف خلف هذه الاعمال وتغذي الفكر الاصولي وتمول الارهاب.

فرض اجراءات نوعية جديدة على مناصري هذه الحركات في فرنسا وخصوصا من يعمد من بينهم الى جمع الاموال وارساء توجه جديد للتعامل مع هذه الظاهرة من دون تهاون، بعد اجراء التعديلات القانونية الواجبة.

تفعيل التنسيق الاستخباراتي بين فرنسا ودول الجوار بما يؤمن وفرة المعلومات في كل ما يتعلق بحركة المنضوين والمؤيدين للفكر الارهابي الداعشي ويسهل ملاحقتهم وتعقبهم قانونيا.

وكان عدد من المنظمات المناهضة للاصوليات والداعية الى حماية الاقليات من ممارسات “داعش ” الوحشية لا سيما في دول الشرق الاوسط طالب الحكومة الفرنسية بتفعيل اجراءاتها المتشددة في مواجهة الارهاب مضيئا على اخطاره التي لم تسلم منها دول عديدة في اوروبا والعالم. وفي هذا المجال اعلنت منظمة “كريدو” (مسيحيو الشرق في خطر) في بيان اصدرته بعد هجوم امس على مصنع ليون “ان كل الذين كانوا يشككون بانتقال عدوى التطرف يجب ان يدركوا اليوم انهم على خطأ وان كل الاحتياطات والاجراءات الاحترازية التي اتخذتها فرنسا منذ العام 2012 في هذا المجال اثبتت عقمها، لا بل ان المنظمات الجهادية المتطرفة تنمو وتنفذ مخططاتها الدموية. ودعت السلطات المختصة الى التحرك فورا وتجنيد طاقاتها الى جانب دول الجوار والشرق الاوسط والدخول في مواجهة عسكرية جدية تقتلع الارهاب وممارساته البربرية من جذورها، بعدما بات يهدد العالم بأسره.

ودعت منظمة “كريدو” دول اوروبا عموما وفرنسا في شكل خاص الى اعادة نظر جذرية في التحالفات ووضع هدف واحد نصب اعينهم في المرحلة الراهنة يقضي باجتثاث الارهاب من جذوره، محذرة من ان اي تأخير في هذا المجال سيتحملون مسؤوليته امام الشعب والتاريخ.