Site icon IMLebanon

نقص الوقود والحبوب يتسببان في أزمة خبز في ليبيا

Libya-Bread-Crisis
طابور طويل يمتد أمام أحد المخابز الليبية قبيل ساعات من آذان المغرب، على أمل العودة ببضعة أرغفة لاستكمال مائدة الإفطار الرمضانية. مشهد بدأ يتكرر في طرابلس.
ويقضي معظم الواقفين وقتهم بالحديث أو الاستغفار، وأحيانا بالمشادات الكلامية.
وعادة ما يطل صاحب المخبز برأسه معلناً «آسفين يا شباب الضي (الوقود) هرب مافيش (لا يوجد) خبز».
يعاني الليبيون من أزمة وقود، جرّاء نقص توزيع البنزين على المحطات، بسبب أعمال العنف والاشتباكات التي تندلع بين الفينة والأخرى، علاوة على إغلاق عدد من حقول وموانئ تصدير النفط بسبب إضرابات حراس المنشآت تارة، ووقوعها تحت سيطرة الميليشيات المسلحة تارة أخرى. وهكذا بات المواطن الليبي يشكو من نقص مادة الخبز، خاصة في شهر رمضان، حيث يتوافد الناس في أوقات متقاربة على المخابز.
تعيش طرابلس بدورها، كسائر المدن الليبية، في رمضان المبارك نقصًا في الخبز، يعود بالأساس إلى نقص الدقيق الأبيض والحبوب والانقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي، الذي عادة ما يستمر لساعات طويلة، مما يتسبب بتعطيل عمل الأفران.
ويلجأ التجار وأصحاب المحلات إلى المولدات كبديل. ولكن لأنها تعمل بالنفط، تكون عرضة للتأثر بأزمة الوقود. يقول المواطن علاء الذي يعيش أكبر مناطق العاصمة طرابلس «أصبح الحصول على الخبز يتطلب وقتاً أكثر، خاصة عند الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء، وإغلاق عدد من المخابز». ويضيف «نعيش بسبب الأوضاع الأمنية أزمات متكرّرة أهمها الوقود ونفاذه من المحطات ونقص الخبز، وهي من الأساسيات».
ويباع خبز الأفران الآلية في ليبيا بربع دينار للخمسة فردات (أرغفة)، فيما يباع خبز التنور (الفرن الريفي) بدينار تقريباً.
من جانبها تؤكد أسمهان، التي كانت تنتظر دورها في الطابور في شارع عمر المختار في طرابلس، أن «الإقبال المتزايد على الخبز ونقص الدقيق في شهر رمضان والانقطاع المتواصل للكهرباء ساهم بشكل كبير في تعطيل عمل المخابز وعجزها في بعض الأوقات عن توفير حاجيات المواطنين».
وتتابع أسمهان، وقد تركت أطفالها في السيارة، « يقبل المواطن الليبي شراء الخبز في رمضان أكثر من الأيام العادية، ممّا قد يسبّب ارتباكا في العرض»، مردفة «اعتدنا على مثل هذه الأزمات في الأعوام الأربعة الماضية التي تلت ثورة 17 فبراير/ شباط 2011». بدوره يلفت فرج، أحد أصحاب المخابز الموجودة في عين زارة، إلى أنه «بالرغم من أنّ المنطقة تعتبر صغيرة بالمقارنة مع وسط العاصمة، إلاّ أنها تشكو من نقص في الدقيق جراء انتشار عمليات البيع في السوق السوداء، بالإضافة إلى الانقطاع المتكرّر للكهرباء». ويوضح فرج أن «السلطات حرصت على توفير الدقيق قبل شهر رمضان، إلا أن بعض التجّار يبيعونه في السوق السوداء»، مضيفاً أن هذه الأوضاع «تسببت بخسارة مادية متفاوتة لنا في مرّات عدّة». ويبلغ عدد سكان ليبيا 6 ملايين و570 ألف نسمة، وفق تعداد العام 2013.
ومن المتوقع أن لا يقل الطلب السنوي لليبيا على استيراد القمح عن مليوني طن سنوياً في الفترة بين عامي 2015 و2020، بزيادة 10 في المئة عن واردات عام 2013، وفق تقديرات حكومية، خاصة وأنّ ليبيا تستورد 90 في المئة من حاجياتها من الخارج.
وكان مدير صندوق موازنة الأسعار الليبي التابع إلى حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، جمال الشيباني، صرّح في وقت سابق بأنّ مخزون الدقيق الموجود لدى شركات المطاحن العامة والمخصصة للمخابز تكفي لمدة أسبوعين فقط.