انتقد خبراء ومحللون يمنيون قرار جماعة الحوثيين بتغيير العطلة الأسبوعية من السبت إلى الخميس، معتبرين أنها تزيد عزلة اليمن، وتكبد الاقتصاد اليمني وخصوصاً قطاع المصارف خسائر فادحة.
ووجهت اللجنة الثورية التابعة للحوثي، الثلاثاء الماضي، وزارة الخدمة المدنية بإقرار الخميس عطلة أسبوعية بدلاً عن السبت، وبعد يومين أصدرت وزارة الخدمة المدنية قراراً بتغيير يوم الراحة الأسبوعية من السبت إلى الخميس.
وأكد الكاتب والمحلل الاقتصادي، حسن العديني، أن القرار يعطل المصالح الاقتصادية لليمن، ويزيد عزلة اليمن خارجياً.
وقال العديني لـ “العربي الجديد”: “في أغلب دول العالم السبت والأحد إجازة، واعتبار الخميس إجازة أسبوعية يقلص التواصل مع العالم إلى ثلاثة أيام هي الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ولدينا عطلة أسبوعية يوم الجمعة، هذا القرار يعطل المصالح الاقتصادية وخاصة للقطاع الخاص”.
وأكد العديني أن قرار الحكومة باعتبار يوم السبت إجازة دل على وعي حكومي، معتبراً أنه قرار اقتصادي بالدرجة الأولى، لكن قرار الحوثيين عبثي ولا يعتمد على أي معطيات، وربما يعتمد على آراء دينية تعتبر أن إجازة السبت تشبهاً باليهود.
وقال الخبير المصرفي أحمد شماخ لـ “العربي الجديد” “من حيث العمل المصرفي، فيوم السبت هو الأفضل من الخميس في التعاملات المصرفية مع البنوك الخارجية”. واعتبر ناشطون يمنيون أن القرار يدل أن جماعة الحوثيين تعيش في عالم آخر غير اليمن التي تشهد حرباً خارجية وحروباً داخلية، وأزمات معيشية وانهياراً اقتصادياً.
وقال الناشط محمد نعمان لـ “العربي الجديد”: “نعيش في ظلام منذ شهرين ونصف، والقمامة تملأ الشوارع والمياه لا تصل إلى المنازل، واليمنيون يخوضون معارك يومية للحصول على الغاز المنزلي والبنزين، فيما لجنة الحوثي الثورية تخرج بقرار لتغيير يوم العطلة الأسبوعية، قرار لا نستطيع فهمه واستيعابه”.
وقال خالد اليوسفي، موظف في شركة خاصة، لـ “العربي الجديد”: “القرار بعيد عن هموم وتطلعات الناس الذين يريدون اتخاذ قرارات وحلول عملية للمشاكل التي تعترضهم في حياتهم ومعيشتهم اليومية من انقطاعٍ لخدمات المياه والكهرباء، وانعدام المشتقات النفطية”.
وكانت حكومة محمد سالم باسندوة، أقرت في يناير/كانون الثاني 2012، تغيير الإجازة الأسبوعية للعاملين من الخميس إلى السبت، وقالت إنه يهدف إلى تعزيز التواصل بين اليمن والعالم. وأقرت تعديلاً بشأن نظام الدوام الرسمي يتم بمقتضاه توزيع ساعات العمل الأسبوعي على خمسة أيام عمل بواقع سبع ساعات يومياً يعقبها يوم الجمعة إجازة رسمية، والسبت راحة أسبوعية.
وبررت الحكومة اليمنية، حينها، القرار بتغيير العطلة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت، بأنه يهدف إلى تعزيز التواصل بين اليمن والعالم، وتلبية متطلبات القطاع الاقتصادي والاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية العاملة في اليمن، باعتبار أن يومي السبت والأحد إجازة في جميع الدول الأجنبية.