Site icon IMLebanon

للتاريخ..هكذا دخل السوريون إلى ساحل البترون (بقلم نبيل يوسف)

 

نبيل يوسف

 

الأربعاء 28 حزيران 1978 لم يكن يوماً عادياً في تاريخ منطقة البترون، بل شكل هذا النهار حداً فاصلاً ما بين مرحلة سابقة ومرحلة قادمة مع دخول القوات السورية إلى ساحل منطقة البترون؟.

ومن المعروف أن بلاد البترون عانت طوال سنوات الحرب الطويلة الكثير من الويلات، فقد إستشهد العشرات من شبانها دفاعاً عن تراب وطنهم، وهجّر الآلاف من أهلها إلى خارج قراهم، واستحدثت فيها خطوط تماس، ولكن ما واجه قرى وبلدات المنطقة صيف ذلك العام مع دخول القوات السورية إلى ساحلها الأربعاء 28 حزيران ولاحقاً أواخر شهر آب إلى قرى وسط المنطقة، يعتبر قمة المعاناة، فقد تم شطر منطقة البترون إلى قسمين:

– الأول ضم القرى الساحلية حيث تمركزت القوات السورية.

– الثاني ضم القرى الوسطى والجردية وبقي تحت سيطرة القوات اللبنانية.

وكان يتوجب على قاصدي المنطقة الجردية التوجه إلى منطقة جبيل والصعود من هناك إليها، في رحلة طويلة وشاقة.

نستعرض ما جرى ذلك الأربعاء الحزين:

كان من المسلّم به أن الوضع في الشمال بعد 13 حزيران 1978 وما جرى في إهدن لن يستمر كما كان من قبل، خصوصاً بعد المهلة التي أعطاها الرئيس سليمان فرنجية نهار السبت 17 حزيران للكتائبيين بالانسحاب من حزب الكتائب اللبنانية أو مغادرة الشمال.

كما كان واضحاً أيضاً، أن الدولة تريد مراعاة ظروف الرئيس فرنجية المأساوية بعض مقتل ابنه النائب طوني فرنجية وزوجته وابنته و29 زغرتاوياً في إهدن على أيدي مقاتلي حزب الكتائب اللبنانية، فكانت الخطة الأمنية التي أقرها مجلس الوزراء قبل ظهر الأربعاء 28 حزيران، وهي التي كانت منتظرة قبل أشهر وبحثها سابقاً الرئيس الياس سركيس مع الرئيس السوري حافظ الأسد في القمة التي عقدت بينهما في اللاذقية في 31 أيار 1978.

بموجب الخطة الأمنية الجديدة تنتشر وحدات الجيش اللبناني من جسر المدفون حتى بيروت، فيما تتسلم قوات الردع العربية المشكّلة من الوحدات السورية مسؤولية الأمن من جسر المدفون شمالاً على إمتداد محافظة الشمال.

ومساء الثلاثاء 27 حزيران عشية بدء تنفيذ الخطة الأمنية، عقد إجتماع في مقر إقليم البترون الكتائبي في البترون ترأسه الدكتور جورج سعاده، أبلغ خلاله سعاده المجتمعين أن قراراً سيتخذ بانتشار قوات الردع العربية في منطقة البترون الساحلية، والمطلوب العمل على تجنيب قرى وبلدات المنطقة أي خضات أمنية قد تؤدي إلى خسائر وأضرار المنطقة في غنى عنها، فيجب التعامل مع الواقع الجديد بهدوء وروية لمعرفة ما ستخبئه الأيام المقبلة. وشدد على وجوب سحب جميع المحازبين والمقاتلين المتحمسين الى خارج المنطقة.

في اليوم نفسه، ترأس داني شمعون إجتماعاً في البيت المركزي لحزب الوطنيين الأحرار في السوديكو لمسؤولي فروع حزب الوطنيين الأحرار في منطقة البترون، أبلغهم خلاله رسالة بنفس معنى رسالة جورج سعاده لمسؤولي الكتائب في منطقة البترون.

وقبل أن ينتهي وزير الداخلية من قراءة مقررات مجلس الوزراء، كانت الوحدات الخاصة السورية بقيادة العقيد زهير مستّت بدأت إنتشارها على الخط الساحلي لقرى منطقة البترون.

فقرابة الساعة 1 ظهراً تقدمت قافلة عسكرية سورية ضخمة مؤلفة من عشرات الشاحنات والدبابات من طرابلس ووصلت إلى بلدة شكا وتوقفت حتى الساعة 3 عصراً، حين أكملت طريقها ووصلت بعد نصف ساعة تقريباً إلى مفرق بلدة حامات، وركّزت موقعاً مدعّماً بالآليات، فيما انعطف رتل كبير من الشاحنات والآليات إلى مطار حامات، الذي كانت انسحبت منه صباحاً مجموعة الحراسة الكتائبية.

تم تركيز موقع عسكري كبير في المطار بإمرة المقدم نايف العاقل، وتابع الرتل السوري تقدمه ووصل إلى دير سيدة النورية، وأكملت الشاحنات إلى دير مار سمعان حيث تم تركيز موقع عسكري.

من مفرق حامات، أكملت القافلة العسكرية السورية تقدمها على الطريق الساحلية ودخلت بلدة سلعاتا وركّزت موقعاً ثابتاً عند مدخل البلدة الشمالي من دون أن تقيم حاجزاً على الطريق. كما ركّزت موقعاً ثانياً قرب كنيسة مار يوحنا مارون الرعائية على طرف البلدة الجنوبي الغربي، في نقطة تشرف على مرفأي شركتي الكيماويات والزيوت.

تابعت القافلة طريقها وعبرت بلدة كوبا، ودخلت شارع البترون الرئيسي، وإنعطف رتل منها بإمرة العقيد عدنان عبيد صعوداً بإتجاه بلدة عبرين، لكنه توقف أمام مبنى الريجي في أعلى البترون، حيث تم تركيز موقع عسكري، لكنه لم يتم نصب حاجز على الطريق الصاعدة من مدينة البترون إلى قرى المنطقة، وقد مرّ العشرات من محازبي الكتائب والأحرار أمام مبنى الريجي من دون أن يعترضهم أحد. وعند ظهر اليوم التالي تم تركيز الحاجز أمام مدخل مبنى الريجي الذي راح يدقق بالهويات.

أكملت القافلة الرئيسية تقدمها على الطريق الساحلية حتى مدخل مدينة البترون الجنوبي وأقامت حاجزاً ثابتاً أمام محطة يوسف طنوس الفغالي، وتابعت باتجاه جسر المدفون وركّزت موقعاً في شاليه الوزير السابق الياس سابا في محلة “كوع الجمّال”، ودخلت بلدة كفرعبيدا وركّزت حاجزاً ثابتاً عند مدخل البلدة الجنوبي من دون أن تنتشر في الأحياء الداخلية، وتابعت حتى وصلت إلى جسر المدفون وإنعطفت صعوداً بإتجاه قرى منطقة البترون.

عند ورشة الأوتوستراد على بعد نحو 300 متر إلى الشرق من جسر المدفون، تم تركيز موقع عسكري، وأكملت الآليات صعودها إلى بلدة تحوم وركّزت آخر موقع عسكري في حي تحوم التحتا.

نحو الساعة 6 مساءً، كانت الوحدات الخاصة السورية أنهت إنتشارها على الخط الساحلي لمنطقة البترون وبدأ الجنود تركيز مواقعهم وتدشيمها.

في هذا الوقت، كان معظم مقاتلي حزبي الكتائب والأحرار إنسحبوا من ساحل منطقة البترون إلى جرود المنطقة ومنطقة جبيل، وقبل بزوغ تباشير فجر اليوم التالي كانت القوة العسكرية لمقاتلي منطقة الساحل البتروني أصبحت في جرود منطقة البترون أو في منطقة جبيل.

وكان المستغرب لدى متتبعي عملية الإنتشار، أن لا تتمركز القوات السورية عند جسر المدفون الفاصل بين محافظتي الشمال وجبل لبنان، بل عند ورشة الأوتوستراد على الطريق الصاعدة باتجاه قرى منطقة البترون.

 

 

 

لماذا لم تتمركز القوات السورية عند جسر المدفون؟

 

بحسب ضابط سابق أن سبب عدم تمركز القوات السورية عند جسر المدفون تحديداً كان لترك المعبر الساحلي مفتوحاً ليتمكن مقاتلو أحزاب الجبهة اللبنانية من الخروج من منطقة البترون باتجاه المنطقة الشرقية، وبرأيه أن جميع الحواجز السورية التي أقيمت على طرقات منطقة البترون الساحلية يومها كان يمكن تحاشيها من قبل الأهالي المحليين، الذين يمكنهم المرور عبر طرقات ودروب جانبية صغيرة يعرفها الأهالي جيداً، أما جسر المدفون فهو المعبر الوحيد الذي يصل الشمال بجبل لبنان ولا يمكن لأي سيارة أن تترك محافظة الشمال من دون المرور عليه.

وكان الجيش اللبناني واكب الانتشار السوري لحظة بلحظة، فمع بدء تقدم القافلة السورية من طرابلس انطلقت من ثكنة المدينة الكشفية عدة جيبات عسكرية على متنها جنود من منطقة البترون يعرفون الأهالي جيداً كانت مهمتهم مراقبة القافلة السورية وتحذير الأهالي لا سيما المقاتلين ومحاولة إنقاذ من يمكن إنقاذه من الشباب الذين قد يوقفون من قبل الجيش السوري، أو الإبلاغ عن توقيف من لا يمكن إنقاذه. وبالفعل نجحت تلك الدوريات في إنقاذ العديد من الشبان، الذين لم يكونوا علموا بعد بالإنتشار السوري، وفي تلك الجيبات أخرج عشرات الشبان من منطقة البترون إلى منطقة جبيل.

حلّ الليل على قرى وبلدات ساحل منطقة البترون حزيناً كئيباً، فالخوف والقلق كان ظاهراً على الجميع، لا سيما مع وجود مئات الجنود الغرباء.

تلك الليلة لم ينم أحد وإن كان الجميع سهروا على ضوء القمر خوفاً من انارة مصابيح باحات منازلهم، وتبين لاحقاً أن السوريين كانوا قلقين أكثر من الأهالي فلزموا مراكزهم تلك الليلة، فيما سجلت تحركات سرية لمقاتلي الكتائب بهدف إكمال نقل الأسلحة والذخائر والمستندات من القرى والبلدات الساحلية إلى وسط وجرد منطقة البترون.

في هذا الوقت، كانت الأخبار تتوارد عن تعرض بلدات: القاع، راس بعلبك والفاكهة المسيحية الكاثوليكية في منطقة بعلبك الشمالية فجر28 حزيران لمجزرة رهيبة، راح ضحيتها 26 شاباً مسالماً.

صباح اليوم التالي 29 حزيران 1978 استفاق الجميع على هدوء غريب، ومعظم الأهالي لم يغادروا منازلهم، فقط شوهدت شاحنات وجيبات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تتجول في القرى والبلدات التي دخلتها القوات السورية بهدف طمأنة الأهالي، كما راح كهنة الرعايا ورهبان ديري كفيفان للرهبنة المارونية والبترون للآباء الكبوشيين يجولون أيضاً للغاية ذاتها.

بالتزامن، كانت القوات السورية ما تزال داخل مراكزها حتى قرابة الظهر، حين بدأت الدوريات السورية بالتجول في الشوارع والأحياء وهنا كانت المفاجأة. إذ تبين أن الجيش السوري أحضر معه إلى القرى البترونية عمالاً سوريين عملوا فيها سنواتٍ طويلة ويعرفون الأهالي وطرقات وأزقة كل القرى، فراح هؤلاء العمال يسيرون أمام الدوريات السورية لهدايتها على الطرقات.

 

لماذا أحضر معه الجيش السوري هؤلاء العمال؟، وهل كانوا من رجال المخابرات السورية عندما كانوا يعملون سابقاً في القرى البترونية؟.

 

على هذه الأسئلة رد ضابط سابق بالقول: بداية يجب الإشارة إلى أن الجيش السوري يتبع في خططه العسكرية المدرسة السوفياتية التي تعتمد كثيراً في معاركها وتحركاتها العسكرية على ما نسميه نحن “الأنصار” أي الأهالي المدنيين الموالين للجيش والنظام الذين يُعتمد عليهم خلال تحرك الوحدات العسكرية.

ومنذ دخول الجيش النظامي السوري الأراضي اللبنانية مطلع حزيران 1976 شوهد الكثير من العمال السوريين يسيرون أمام الجنود، أما كيف حضر هؤلاء العمال؟ هنا جاء دور المخابرات السورية، فيبدو أن القيادة العسكرية السورية وقبل إرسال جنودها إلى أراضٍ لا يعرفونها عادت إلى مخابراتها ومخبريها في البلدات السورية وحصلت على أسماء العمال الذين كانوا يعملون في لبنان وتم إستدعاؤهم كل بحسب المنطقة التي كان يعمل فيها، وهؤلاء العمال معظمهم عاش سنواتٍ في لبنان قبل الحرب، ويعرفون الأهالي جيداً وإنتماءاتهم السياسية، ويعرفون الطرق والدروب الداخلية في القرى التي عملوا فيها.

إضافة إلى هؤلاء السوريين، سار الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين من حلفاء الحكم في سوريا في طليعة القوافل العسكرية السورية عند دخولها البلدات اللبنانية، فمع أول دخول نظامي للجيش السوري إلى لبنان عام 1976 شوهد العديد من أنصار منظمة الصاعقة الفلسطينية والأحزاب الموالية لدمشق كمنظمة البعث السورية وإتحاد قوى الشعب العامل بزعامة كمال شاتيلا والمنشقون عن قيادة إنعام رعد في الحزب السوري القومي الإجتماعي، إضافة إلى العشرات من أبناء البقاع وعكار، وبعض جنود الجيش اللبناني يسيرون أمام الوحدات السورية في البقاع والشمال والجنوب وبيروت الغربية، وحتى أنصار الجبهة اللبنانية خاصة حزبي الكتائب والأحرار شوهدوا أيضاً يسيرون أمام جنود الجيش السوري خاصة في منطقة المتن الأعلى والمنطقة الشرقية. ولاحقاً مع تبدل التحالفات أصبح أنصار الأحزاب اليسارية هم من يرشدون القوات السورية.

وفي ما خص منطقة البترون فاضافة إلى العمال السوريين دخل أيضاً مع الجنود السوريين إلى قرى منطقة البترون عدد من المحازبين الموالين للنظام السوري من أبناء منطقتي الكورة والبترون.

كلام الضابط السابق لا يلغي أن بعض هؤلاء العمال السوريين كانوا من رجال المخابرات السورية أو لاحقاً أصبحوا من رجالها، فمع دخول الجيش السوري إلى منطقة البترون تبين أن المخابرات السورية كانت على إطلاع دقيق على الكثير مما كان يجري في لبنان قبل سنوات، فقد أخبر عدد من الذين أعتقلوا من قبل المخابرات السورية أنه خلال التحقيق معهم كانوا يُسألون عن أحداثٍ صغيرة وقعت في منطقتهم وبلداتهم قبل سنوات وحتى منذ ستينيات القرن العشرين، وكان مع المحققين السوريين معلومات دقيقة بشأن تلك الأحداث.

وذكر أحد الموقوفين الكتائبيين من أبناء منطقة البترون بعد إطلاق سراحه أنه سئل خلال التحقيق معه عن دورة الإنتخابات النيابية التي جرت عام 1960 والتي رشح خلالها حزب الكتائب الأستاذ جاك شديد في منطقة البترون، وقد تفاجأ الشاب الموقوف بالمعلومات التي مع المحقق السوري عن تلك الإنتخابات وما تلاها من إنتخابات وحوادث في منطقة البترون.

رغم تمركز القوات السورية على الساحل البتروني، لم تكن مغادرة الأهالي بأعداد كبيرة وبقيت معظم العائلات في قراها، ولكن مع مباشرة القوات السورية مداهمة المنازل وتفتيشها، وتوقيف العديد من الشبان غير الحزبيين، الذين عادوا بمعظمهم إلى قراهم وآثار التعذيب واضحة على أجسادهم، إضافة إلى المضايقات التي راح يتعرض لها الأهالي على الحواجز السورية، بدأ الكثير من الشباب غير الحزبي والعائلات تغادر قراها الساحلية.

وكانت الحواجز السورية التي أقيمت في قرى الساحل البتروني خاصة حواجز: مفرق حامات، مبنى الريجي، تحوم، مدخل كفرعبيدا الجنوبي، مدخل البترون الجنوبي، شهدت توقيفات لعشرات الشبان من أبناء منطقة البترون، أو من العابرين على الطريق الساحلية، الذين كانوا ينقلون إلى مركز القيادة السورية في بلدة شكا الكائن عند مفرق الأرز، ويتم إخضاعهم لإستجواب بشأن علاقتهم بحزب الكتائب.

وبعد التحقيق إما يطلق سراحهم، أو يتم نقلهم إلى مقر القيادة السورية في الهيكلية. وهناك عشرات الشهادات من أهالي القرى البترونية الساحلية الذين أوقفوا في تلك الفترة، ونقلوا إلى شكا والبعض إلى الهيكلية حول ما تعرضوا له من اهانات وضرب وتعذيب، لكن بعد أيام على الدخول السوري إلى القرى البترونية الساحلية بدأ بعض الوجهاء في القرى ينسجون علاقات مع بعض الضباط السوريين ويقدمون لهم الهدايا، ويستضيفونهم في محاولة لتخفيف الضغط عن الأهالي، وقد ساهمت العلاقات التي بنيت بانقاذ العديد من الشبان وتهريب آخرين إلى خارج منطقة البترون.

في مقابل الانتشار السوري على الساحل البتروني، بدأت القوات السورية تمدد انتشارها باتجاه منطقة الجبة ووجهتها مدينة بشري.

بقي هذا الوضع على ما هو عليه حتى صباح السبت 26 آب 1978 حينما باشرت القوات السورية اقتحام منطقة البترون الوسطى فتصدى لها مقاتلو حزب الكتائب، لكنها تمكنت من اقتحام العديد من القرى البترونية بعد أن قتلت ودمرت البيوت وأحرقتها وهجّرت عشرات العائلات، فأضحت القرى البترونية شبه خالية إلا من بعض العجزة الذين ذاقوا الأمرين لكنهم صمدوا في منازلهم.

ولكن بعد أشهر بدأ الوضع يتحسن تدريجياً، وإن ببطء شديد، وبقيت لعنة التهجير تضرب القرى البترونية حتى انتهاء الحرب اللبنانية أواخر العام 1990.

هذه كانت صفحة مأساوية من تاريخ بلاد البترون، ما زال الأهالي يتذكرون أحداثها آملين ألا تتكرر هذه التجربة مرة أخرى.