إيلي قهوجي
في غياب أي أفق سياسي للتصدي للفراغ الرئاسي والشلل الحكومي في ظل تعذر دعوة مجلس النواب الى ممارسة مهماته الرقاببية والتشريعية بعد انتهاء دورته العادية، أنهت بورصة بيروت الاسبوع كما بدأته في أجواء حذر وترقب حالت دون اتخاذ مبادرات صريحة في اتجاه الصكوك المدرجة على لوائحها بقدر ما شكلته كل هذه الاعتبارات من عوامل مسيئة جدا للاقتصاد في لبنان ولمناخ الاعمال فيه. وأدى ذلك الى اقتصار حركة التداول فيها على تلبية حاجات البعض الملحة من السيولة بيعا لكميات محدودة منها كلما وجد من له مصلحة في شرائها بالاسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات اسهم سوليدير التي تراجعت بفئتيها “أ” من 11,59 الى 11,49 دولارا و”ب” من 11,67 الى 11,40 دولارا وغيرها من الصكوك المصرفية بقيادة اسهم بلوم بنك المدرجة التي ارتفعت من 9,66 الى 9,80 دولارات واسهم بنك بيمو المدرجة التي ارتفعت ايضا من 1,89 الى 1,90 دولار، فيما تراجعت شهادات ايداع بنك عودة من 6,25 الى 6,16 دولارات واستقرت اسهم بنك بيبلوس العادية على 1,60 دولار وبنك بيروت التفضيلية – H على 25,50 دولارا.
وتبعا لذلك، أقفل مؤشر “بلوم انفست” للأسهم اللبنانية بتراجع نسبته 0,14 في المئة على 1183,86 نقطة، في سوق هزيلة تبودل فيها 28982 صكا فقط قيمتها 367304 دولارات، في مقابل 48707 صكوك قيمتها 57435 دولارا اول من أمس.
في الخارج، عاد الاورو الى التراجع في أسواق المال العالمية عشية عطلة نهاية اسبوع حاسمة بالنسبة الى ملف الديون اليونانية بعدما قلّص المستثمرون مراكزهم بالعملة الموحدة وسط مشاعر قلق حيال توصل وزراء المال لمجموعة الأورو التي ستجتمع اليوم في ظل تباين التوقعات لتحقيق هذا الاجتماع النتائج المرجوة بما يحول دون تخلف اليونان عن الايفاء بحلول نهاية حزيران. وفي هذا السياق، لم يكن للمعلومات عن ان المستشارة الالمانية بحثت أمس مع الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء اليونان في تمديد برنامج الإنقاذ المالي لبلاده أي تأثير في السوق في ظل استمرار الجانب اليوناني في تحفظه عن اتخاذ كل الاجراءات التقشفية وزيادة الضرائب والرسوم لتحقيق فائض فعلي لا نظري في الموازنة الأولية في 2015 و2016. كذلك بالنسبة الى ما تردد من ان دول منطقة الأورو قد تساعد اليونان على ايفاء ديونها اذا مدد برنامج انقاذها في حال استجابتها مطالبها، علماً أن المبلغ المتاح لليونان يصل الى 16,3 مليار أورو، فيما يصر الجانب اليوناني على إعادة جدولة ديونه. لكن المستثمرين توقفوا عند إعلان المصرف المركزي الأوروبي أن ودائع مصارف اليونان هبطت الى أدنى مستوياتها منذ 11 سنة الى 135,7 مليار أورو نتيجة السحوبات التي تناولتها، الامر الذي حجب ارتفاع التسليفات الى القطاع الخاص في منطقته بنسبة 0,5 في المئة في أيار وارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين الاميركيين الذي تعده جامعة ميتشيغن من 90,7 نقطة في أيار الى 96,1 في حزيران، فأقفل الأورو في نيويورك بـ1,1170 دولار في مقابل 1,1205 أول من أمس. وتحولت البورصات في منطقة الأورو الى التحسن بحذر استباقاً لما سيفضي اليه اجتماع المجموعة الأوروبية اليوم من نتائج قد تكون ايجابية بالنسبة الى معالجة أزمة الديون اليونانية، فأقفلت بارتفاع راوح بين 2,03 في المئة في اثينا و0,17 في المئة في فرانكفورت. وتباين اتجاه الاسهم الاميركية عند الاقفال قبل اجتماع مجموعة الأورو اليوم للبحث في تمديد برنامج انقاذ اليونان، فارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 56,59 نقطة على 17946,95 نقطة وتراجع مؤشر ناسداك 31,68 نقطة على 5080,51 نقطة.