طوني رزق
إندهشَ الجمهور العام اللبناني أمام مشهد الانتفاضة الاقتصادية والمالية التي شهدتها بيروت، عاصمة أهل التجارة والسياسة والمال. لكنّ انتفاضة أهل الخبرة والعقول الراجحة والجيوب الكبيرة تبقى غير مدروسة النتائج وسط غموض في الاهداف وموجّهة الى الفراغ وفي الفراغ. إنها صفحة وتُطوى وتعود الأمور الى روتينها اليومي. فمَن المستفيد؟
فقد انحسَر حجم النشاط بقوة أمس في بورصة بيروت الرسمية غداة الانتفاضة الاعلامية للفعاليات الاقتصادية، وفي مقدمتهم أهل المال والاعمال. الجميع في مواجهة الحقيقة، انه من المستحيل الجَمع بين الفساد والازدهار وبين التفرقة والاتحاد. انّ انتفاضة الاقتصاديين تشبه الربيع العربي، فمَن ينتفض ضد من؟
وكما في الاقتصاد كذلك في المال وفي السياسة. لبنان البلد الصغير مرهون اقتصادياً للآخرين، كيف لا و80 في المئة من الشباب اللبناني يعمل في الدول الخارجية !! وكل دولة مستعدة للتضييق الاجتماعي وتطالب بمراعاة ظروفها ومتطلباتها السياسية والإيديولوجية. انّ اللبنانيين العاملين في الخارج هم المصدر الاول والرئيس للعملات الاجنبية وبمليارات الدولارات، لكنهم رَهن رِضى الآخرين.
كلّ ذلك يدفع باللبنانيين، اذا ما أرادوا العيش الكريم، أن يبتعدوا عن التلوّن السياسي الداخلي والاقليمي والدولي، بقدر الإمكان لا التعجيز. فلا حلول نهائية، وليس لبنان سوى مرآة لحروب الآخرين. كان كذلك على مرّ التاريخ، وهو كذلك اليوم. واذا شاء أبناؤه، فسوف يكون كذلك في المستقبل ايضاً.
إتجاهات الاسواق المالية
بلغ حجم النشاط في بورصة بيروت الرسمية أمس 28982 سهماً قيمتها 367304 دولارات اميركية، مع تبادل 20 عملية بيع وشراء تناولت 7 أسهم، ارتفع منها سهمان وتراجعت 3 أسهم واستقرّ سهمان آخران.
وانخفض سعر أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,86 في المئة الى 11,49 دولاراً، وزاد سعر أسهم بلوم العادية 1,44 في المئة الى 9,80 دولار وأسهم بنك بيمو 0,52 في المئة الى 1,90 دولار، كما تراجع سعر أسهم سوليدير الفئة (ب) 1,79 في المئة الى 11,46 دولاراً.
وفي الاسواق العالمية تراجع اليورو والدولار مقابل الفرنك السويسري والين الياباني مع القلق بشأن اليونان. وتعتبر العملتان اليابانية والسويسرية ملاذات آمنة في فترات الاضطراب، فتراجع اليورو 0,50 في المئة الى 1,0442 فرنك سويسري. وكان اليورو منخفضاً الى مستوى 1,1901 دولار، والدولار متراجعاً 0,06 في المئة الى 123,53 يناً، في وقت بدأ فيه الرسميون الأوروبيون بالحديث جديّاً عن خروج اليونان من منطقة اليورو.
وفي أسواق النفط تراجع سعر النفط الاميركي في نيويورك 0,39 في المئة الى 59,47 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر برنت الخام 0,14 في المئة الى 63,11 دولاراً للبرميل في لندن وسط تريّث المفاوضات مع إيران.
وفي أسواق الذهب ارتفع سعر الأونصة الى 1173 دولاراً مع الدعم من القلق بشأن اليونان، وتراجعت الفضة 0,15 في المئة الى 15,795 دولاراً للأونصة.
وفي بورصات الأسهم حققت بورصة شانغهاي في الصين أكبر انخفاض يومي في 5 أشهر مع استمرار تداعيات التقييد الائتماني، فتراجعت أمس 7,38 في المئة الى 4194 نقطة، كما تراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 0,31 في المئة الى 20706 نقطة. وهبط مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1,78 في المئة الى 25663,87 نقطة.
وفتح مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت الاميركية منخفضاً 0,42 في المئة الى 17890,36 نقطة، وتراجع مؤشر داكس في فرانكفورت 0,03 في المئة الى 11469,76 نقطة، في حين ارتفع مؤشر كاك الفرنسي 0,37 في المئة الى 5060,51 نقطة، وهبط مؤشر فوتسي البريطاني 0,49 في المئة الى 6774,35 نقطة وذلك تحت وطأة القلق بشأن اليونان والصين.