هذه هي أسباب انهيار منتخب السامبا في كرة القدم
تقرير خالد مجاعص
هل كان قدر البرازيل أن تعيد للملايين من عشّاقها ذكريات ليست ببعيدة عندما انهارت قبل عام في الـ2014 أمام ألمانيا1-7، بسقوطها فجر اليوم بضربات الترجيح أمام الباراغواي المغمورة (1-1لافي الوقت الأصليّ)، وبطريقة أقلّ ما يقال عنها مخيّبة للأمال ومحزنة لمنتخب كان قبل عام من اليوم، يمثّل وطناً بأكمله، وكان سفيراً لكرة القدم في الكرة الأرضيّة.
نعم، البرازيل التي كانت تعرف ببلاد الريو والبنّ وكرة القدم، والبرازيل التي أنجبت على مدار تاريخها أبرز نجوم اللعبة على الإطلاق، بدءاً بالأسطورة بيليه وقبله غارينشا، وبعده زيكو وروماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو وكاكا، وغيرهم وغيرهم، ها هم اليوم لم يعودوا بمستوى القارة الأميركيّة الجنوبيّة حتّى.
فما الذي يحصل للوطن الأكبر في لعبة كرة القدم، وهل فعلاً لم يعد يملك ترسانة اللاعبين التي في إمكانها فرض التفوّق لمنتخب السامبا في البطولات العالميّة كما في السابق؟
الأكيد لا، لأنّ نجوم البرازيل هم الأقوى والأبرز في البطولات الأوروبيّة والبرهان أنّ برشلونة بطل أوروبّا يضمّ في تشكيلته 5 برازيليّين هم نيمار، داني ألفيش، دوغلاس بيريرا، رافينيا وأدريانو، وكذلك ريال مدريد مع نجمه مارسيلو اللاعب الأبرز في خطّ الدفاع، وثنائيّ باريس سان جيرمان المرعب دافيد لويز وتياغو سيلفا وأوسكار وويليان نجمي خطّ الوسط في تشلسي بطل إنكلترا ورافينيا ودانتي نجمي بايرن ميونيخ، وفرناندينيو نجم مانشستر وغيرهم… كلّ هذا يدّل على أنّ مشكلة البرازيل واضحة، وهي الفساد في أروقة الاتّحاد البرازيليّ، ومن خلاله الجهاز الإداريّ في منتخب البرازيل، وصولاً إلى اعتماد مدرّبين سبقتهم لعبة كرة القدم. فقد حان الوقت أن تنتطلق الانتفاضة الإصلاحيّة في كرة القدم انطلاقاً من تعيين مدرّب أوروبّي على غرار غوارديولا أو يورغين كلوب. وعندها، ستعود البرازيل القوّة الضاربة في كرة القدم. وبالعودة إلى سقوط البرازيل أمام الباراغواي، تأهّل منتخب الباراغواي إلى الدور نصف النهائيّ لبطولة “كوبا أميركا” بعد تخطّيه عقبة منتخب البرازيل بركلات الترجيح (4-3) بعد تعادل المنتخبين (1-1) في الوقت الأصليّ خلال اللقاء الذي أقيم فجراً على ملعب بلدية دي كونسبسيون ضمن الدور الربع النهائيّ من البطولة. وسجّل روبينيو هدف البرازيل في الدقيقة 15، وأدرك ديرليس جونزاليز هدف التعادل للباراغواي في الدقيقة 71 من ضربة جزاء. وفي ضربات الترجيح، سجّل للبرازيل فرناندينيو وجواو ميراندا وكوتينيو، واهدر أيفرتون روبيرو ودوغلاس ضربتهما بغرابة شديدة بعيدة عن المرمى. وفي المقابل، سجّل للباراغواي بوباديلا وكاسيرس ومارتينيز وغونزاليز، وأهدر روكي سانتا كروز ضربته. وبهذه المفاجأة، تكون الباراغواي قد نجحت في تكرار فوزها على البرازيل بعد الإطاحة بها من البطولة السابقة “الأرجنتين 2011″، ومن الدور ربع النهائيّ أيضاً ليكرّس الباراغويّون عقدة السيليساو في مباراة شهدت تفوّق المدرّب الأرجنتينيّ دامون دياز، مدرّب الباراغواي، على البرازيليّ كارلوس دونغا في غدارة اللقاء تكتيكيّاً ليتأهّل إلى المربّع الذهبيّ في بطولة تشهد تواجد 4 مدرّبين أرجنتينيّين في النصف النهائيّ.